20-09-2014

أوكرانيا أحق بالدفاع من فلسطين في رأي الغرب

قبل أيام تحدث وزير خارجية فنلندا بما لم يتحدث به نظراؤه وزراء خارجية الدول العربية. فقد تساءل الوزير الفنلندي في مقابلة صحفية مع صحيفة إسرائيلية «آرتس» عن إمكانية فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد إسرائيل، كالتي أوقعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على الاتحاد الروسي بسبب الأزمة الأوكرانية. فالمعروف أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية فرضا عقوبات متتالية ضد روسيا، في الوقت نفسه الذي تجاهلا فيه حتى توجيه تحذيرات لإسرائيل رغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحت قطاع غزة، وقتلت أكثر من 2200 مواطن فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وجرحت أكثر من أحد عشر ألف مدني آخر، فضلاً عن تدمير البنية الأساسية لمدن قطاع غزة، وهدمت العديد من المدارس والمستشفيات ومنازل المواطنين، بما فيها المنشآت التي تعود لمنظمة الأمم المتحدة «الأونروا»، ومع هذا لم يواجه هذا الإجرام الإسرائيلي سوى دعوات خجولة، واعتراض ضعيف، لا يقارَن البتة بما اتُّخذ ضد روسيا. ومع استمرار الجهود الأوروبية والأمريكية لاتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا، هل يمكن تحريك الجهود لمعاقبة إسرائيل من قِبل الأسرة الدولية؟ وهل نرى حماساً من الأوروبيين والأمريكيين لفرض عقوبات على إسرائيل من جراء جرائمها في قطاع غزة؟ أم أن أسلوب وسياسة الكيل بمكيالين سوف يستمران، ويظل الأمريكيون والأوروبيون يدافعون عن باطل إسرائيل، فيما تواصل الدول العربية والإسلامية والدول الإفريقية والآسيوية الصمت، وعدم الاستفادة من الاندفاعة الأوروبية والأمريكية في الدعوة لمعاقبة روسيا، والسكوت عن جرائم إسرائيل التي يدعمها الأوروبيون والأمريكيون في احتلالها وإحكام قبضتها على الأراضي العربية المحتلة التي يقمعون أهاليها في الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان ومزارع شبعا؟ وهو ما يتطلب تحركاً جاداً وفاعلاً من قِبل الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز لوقف أساليب وسياسة الكيل بمكيالين التي يمارسها الغرب ضد القضايا العربية، ويدعم بها بصورة سافرة الظلم الإسرائيلي.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب