30-09-2014

ضبابية الأحداث الحوثية

في الصحف الخليجية تحديدا، لا ترى اتفاقا حول تداعيات الحوثي في اليمن (التعيس)، لا اتفاقا في وجهات النظر ولا حيادية في الخبر ولا مهنية في التعاطي مع الموقف، وعندما تذهب لليمن ذاتها، تجد الضبابية بادية ـ أكثر وأكثر ـ على تخوم صنعاء، فلا تعلم من يدعم الحوثي، ولا من يقف ضده، ولا من يعبد طريقه، ولا من يقف في وجهه، مرة نرى الرئيس السابق علي عبد الله صالح معه، وهو الذي خاض ضده حروباً طويلة ومريرة، ومرة يندد به، ومرة نرى الرئيس الحالي عبد ربه يتهم الحوثيين بالانقلابيين ومرة يوقع معهم اتفاقيات، ولا تعلم أين القاعدة من هذه اللعبة السياسية.

وفي المقابل لم يحدد العالم موقفه بشكل صريح، في حين بدت الأمم المتحدة في موقف (مربية أطفال) تقدم لكل طرف علبة (شوكولا) لعل الأطراف تلعب مع بعض وتنسى الصراخ.

أما إذا رحت تقرأ المقالات والتحليلات والتغريدات، تجدها فورا منحازة بشكل صريح، منهم من (يخوفنا) من الحوثيين، طمعا في استعادة مجد الإخوان، ومنهم من يرى أن الحوثيين (مقاول) جاهز للقضاء على الإخوان، ومنهم من يرى أن المسألة تحولت إلى تصفية حسابات شخصية ، ومنهم من يرى الأحداث اليمنية ليست سوى حرب تديرها الأحزاب والمليشيات بالوكالة لصالح قوى خارجية.

وكل كاتب يسعى إلى التأثير في الرأي العام بوجهة نظره، فيما تحول بعض الكتاب إلى (ناطق رسمي) عن الأحزاب السياسية في الداخل والخارج التي يهمها أمر اليمن بصورة ملحة، وبالغ بعض الناشطين بأن وجه دعوة للسنة بأن يلتحقوا بالقاعدة ويبدأوا عمليات (التفخيخ) المعتادة ضد الخصوم، وبعضهم طالب بالجهاد في اليمن، وفي المقابل صرح خصومهم بأن صنعاء باتت ضمن السيطرة الإيرانية كعاصمة رابعة تضاف لبغداد وبيروت ودمشق.

لا تملك في اليمن إلا أن تكون (منحازا) وكأنها مباراة (ديربي) لا وجود للمحايدين بها، وكونك منحازا يعني أن لك اتجاها قياديا في ناحية ما، وهكذا يحصل عندما يتخلى القائد عن قيادة سفينته، فإنه يصعد إليها من يقودها بدلا عنه، هكذا اليمن، كثر حولها (القادة) لدرجة أنها باتت (تقاد) من مغردين لا يملكون إلا 70 كلمة هي كل ما بحوزتهم.

nlp1975@gmail.com

مقالات أخرى للكاتب