11-10-2014

بين التركي.. والواصل.. والعواضي

أثارت أحداث اليمن الأخيرة شجون الكثيرين وحرّكت مشاعرهم، فكانت هذه النصوص المتبادلة بين التركي والواصل والعواضي.

وردني من أخي أبي يزن الشاعر الدكتور إبراهيم التركي على بريدي الإلكترونيِّ نصٌّ شعريٌّ هَزَّنِي فكتبتُ نصّاً شعريّاً، فإلى القرَّاء نصّاً كتبه ألمُ أبي يزن كما عَنْوَنَه، وإليهم نصّاً كتبتُه بآلامِي مقاربةً شعريَّة لنصِّه:

- عبدالرحمن الواصل

نص كتبه الألم

صنعاءُ.. لم يصنع التأريخَ من كذبوا..

ولا رواه شقيٌ تاجُه السلبُ

ولم تعبه سطورٌ زَيفت أملًا..

أضاء يومًا فأعشت نورَه الكُربُ

غدُ الكبار شموخٌ لا يُطاوله..

فدْمٌ تعمد في غلوائه الصخبُ

سيدّعُون بأن «الله ناصرهم»..

والله جلَّ.. فلا نصرٌ لمن غصبوا

تآمر القومُ حوثيٌ ومنتفعٌ..

ومن لفارسَ والصلبانِ قد نُسبُوا

وزيفوا لغةَ الأحرار في زمنٍ..

ساداتُه تابعٌ باغٍ ومنقلبُ

لا تيأسوا فستعلو رايةٌ صدقت..

وتستعيد القوى أسيافُنا الخشبُ

ويخفق النصر في شامٍ وفي يمنٍ..

بغداد تزهو.. وتأسو جرحها حلبُ

...

جِرَاحُ العَرَبِ وآلَامُهُمْ

(مُقَارَبَةٌ شِعْرِيَّة)

- د. عبدالرحمن عبد الله الواصل

الفِقْهُ وَالشِّعْرُ وَالتَّارِيْخُ يَنْسَكِبُ

عَلَى جِرِاحٍ يُعَانِي نَزْفَهَا العَرَبُ

فِي كُلِّ عَاصِمَةٍ جُرْحٌ يَنُزُّ دَماً

وَيَفْتَحُ الجُرْحَ مَأْجُورٌ ومُضْطَرِبُ

فَسَاكِنُوهَا جِرَاحٌ فِي مَسَاكِنِهِمْ

جَمْعٌ مُعَاقٌ وَذَاكَ الحَشْدُ مُكْتَئِبُ

وَلاجِئُونَ وَمَنْ قَد شُرِّدُوا فَمَضَوا

إِلَى تُخُومِ جِوَارٍ مَسَّهُمْ سَغَبُ

تَرْوِي دُمُوعُ أَمَانِيْهِمْ مَآقِيَهُمْ

وَالفُرْسُ فِي نَشْوَةٍ قَدْ هَزَّهَا الطَّرَبُ

ثَأْرٌ تَعُودُ لِذِي قَارٍ دَوَافِعُه

وَمِنْ نَهَاوَنْدَ ثَارَاتٌ لَهُمْ تَثِبُ

تَارِيْخُهُمْ لَمْ يَزَلْ حِقْداً يُحَرِّكُهُمْ

وَإِنْ هُمُ احْتَرَفُوا الإسْلامَ فَانْتَسَبُوا

تُضَامُ أُمَّتُنَا فِيْمَا يُحَاكُ لَهَا

تَنْفِيْذُه مِنْ بِنِيْهَا الفِعْلُ والسَّبَبُ

صَنْعَاءُ فِي قَبْضَةِ الحُوثِيِّ فِي يَمَنٍ

كَانَ السَّعِيْدَ فَأَضْحَى اليَومَ يَنْتَحِبُ

تَبْكِي عَلَى أَمْنِه صَنْعَاءُ مُذْ عَصَفَتْ

طَهْرَانُ فِي أَمْنِهَا فَانْدَاحَت الكُرَبُ

وَتِلْكَ بَيْرُوتُ حِزْبُ اللهِ مَزَّقَهَا

بِالطَّائِفِيَّةِ فَاسْتَشْرَتْ بِهَا النُّوَبُ

لَمْ تَغْدُ شِيْعِيَّةً لَكِنَّهَا شِيَعٌ

طَهْرَانُ مِنْ بَيْنِهَا تُغْرِي وَتَنْتَخِبُ

بَغْدَادُ حَيْثُ نُفُوذ الفُرْسِ تُحْرِقُهَا

نَارٌ مَجُوسِيَّةٌ بِالحِقْدِ تَلْتَهِبُ

لَمْ يَبْقَ لِلعُرْبِ فِيْهَا غَيْرُ طَائِفَةٍ

قَدْ دَعْشَشُوهَا بِفِكْرٍ فِيْه تَنْتَقِبُ

دِمَشْقُ بَشَّارُهَا المَأفُونُ تَنْسِفُهَا

حِقْداً بَرَامِيْلُه بَلْ مِثْلُهَا حَلَبُ

لِلفُرْسِ والرُّوسِ أَضْحَى الفَدْمُ نَافِذَةً

مِنْهَا نُفُوذُهُمَا فِي الشَّرْقِ تُكْتَسَبُ

هَاذِي سِيَاسَتُكُمْ بِالأَمْسِ فاعْتَبِرُوا

هَاذِي عَوَاصِمُكُمْ يَا أَيُّهَا العَرَبُ

وَغَيْرُهَا وَضَعُوهَا فِي مُخَطَّطِهِمْ

يَا أُمَّةً لَيْسَ تَدْرِي مَا الَّذِي يَجِبُ؟

شِعَارُهَا الشَّجْبُ والتَّنْدِيْدُ غَايَتُهَا

وَفِعْلُهَا قِمَّةٌ تُلْقَى بِهَا الخُطَبُ

مَا بَيْنَ مُؤْتَمرٍ مَاضٍ وَمُؤْتَمَرٍ

آتٍ سَيَنْطَلِقُ التَّأْزِيْمُ وَالصَّخَبُ

فَتَكْتُبُونَ مَقَالاتٍ مُكَرَّرةً

فِكْراً فَلا هِيَ للمَخْبُوءِ تَقْتَرِبُ

وَيَحْتَفِي شُعَرَاءٌ فِي مَقَارَبَةٍ

شِعْرِيَّةٍ يَسْتَحِي مِنْ نَقْدِهَا الأَدَبُ

وَهَكَذَا يَكْتُبُ التَّارِيْخُ مَشْهَدَكُمْ

فَيَنْتَهِي فِي فَضَاءَاتِ الأَسَى الغَضَبُ

كَمْ ثَورَةٍ أَخْفَقَتْ مِن دُونِ غَايَتِهَا

وَكَمْ مَسَارٍ إِلَى التَّغْيِيْرِ يَنْقَلِبُ

وَكَمْ دَعَاوَى إِلَى الإِصْلاحِ قَدْ رَفَعَتْ

أَهْدَافَها فَطَوَاهَا الزَّيْفُ وَالكَذِبُ

إِلَى أَبِي يَزَنٍ نَصِّي مُقَارَبةً

لِنَصِّه أَلَماً فِيْه اكْتَوَى العَصَبُ

واليكما إليها الشامخين أقول:

صنعاء صبراً فلا لوم ولا عتب

غدا ستنقشع الأحزان والكرب

غدا ستشرق شمس النصر من يمن

(ثانٍ) كحلم الصبا ينأى ويقترب

ما حقد فارس والتاريخ يشهده

على العروبة والإسلام والنسب

إلا سحابة صيف كذْب بارقها

أغوى سفيهاً ظلوما دأبه الكذب

أنت العصية رغم الكيد سامقة

أنت المليحة رغم السل والجرب

يا صاحبي وفي قلبي وجيب أسى

وفي خدودي عصيّ الدمع ينسكب

لا تبأسون فيوما من مكائدهم

ستحبل الأرض أمجاداً لها طرب

صنعاء بغداد كم يهفو الفؤاد إلى

فِدى ثرى طاب فيه البسر والعنب

سيأذن الله بعد العسر ميسرة

ويشهد الدهر أنّا سادة الحقب

مع اعتذاري لمقام الشاعرين الكبيرين وإنما حاولت المجاراة من باب التشبه بالكرام.

مقالات أخرى للكاتب