17-10-2014

الموت بحفرة أو بئر!

سقط طفل في فتحة صرف صحي بأحد شوارع مدينة جدة وتبعه والده حينما حاول إنقاذ ابنه! وأدى ذلك إلى وفاتهما! فأعاد لنا الذكرى المؤلمة بسقوط الطفلة لمى الروقي في بئر قبل عام. وإن يموت شخص فهو قضاء الله، ولكن أن يكون ذلك ناتجاً عن إهمال فهو مؤسف للغاية، وترك الآبار مكشوفة في الصحاري والمزارع ينذر بخطر عظيم، كما أن اللامبالاة في ترك فوهات خزانات المياه الأرضية وكذلك فتحات الصرف الصحي سهلة الفتح والإغلاق أمر بالغ الخطورة. وقد حصلت حوادث مريرة داخل المنازل بسقوط أطفال فيها وتجرع أهلهم مرارة الفقد وحسرة الإهمال.

ولست أدرك سبباً لعدم رفع مستوى الفوهات متر كامل عن الأرض وجعلها قريبة للحائط المنزلي بحيث يكون مرور الأطفال والمعاقين فوقها أو حولها ومن في حكمهم عصياً.

أجد أننا لا يمكن أن ننتبه للمخاطر التي تحيط بنا حتى يقع أحدنا فيها، وطالما كان بعض المواطنين على جهل أو قلة وعي؛ فإنه ينبغي أن تنشط الجهات المختصة لدرء الخطر والحزم باتخاذ طرق السلامة وتوخي الحذر من خلال تعليمات البناء، ووقف التشييد وفرض الغرامات وتنشيطها على من يتجاوزها. ومعروف أن من التزامات البناء أن يكون الارتداد بين مبنيين لا يقل عن مترين، ويتم تغريم صاحب المنزل حين لا يستجيب وهو لا يحتمل خطراً كبيراً! بينما تتساهل أمانات المناطق وبلديات المدن والأحياء في وضع فتحات الخزانات والصرف الصحي في المنزل برغم وقوع حوادث متكررة وقاتلة!

ويسري الأمر على فتحات الصرف الصحي وتصريف الأمطار في الشوارع، حيث يمكن لأي شخص غير مختص أو مسؤول عنها رفع الغطاء، فضلاً عن افتقادها للسلامة، لذا ينبغي أن يوضع تحت الغطاء شبك حديدي بقفل لا يمكن فتحه أو العبث به إطلاقاً، وتحديد الشخص المسؤول عن الأقفال.

ما يزيد الأمر قسوة وقهراً هو تنصل البلدية من المسؤولية، وعدم وقوفها مع أسرة المواطن وتحملهم تبعات التفريط، حتى لو لم تكن هي السبب المباشر في وقوع الحادثة.

والحق أن المسؤولية كبيرة وعظيمة، وينبغي تفعيل برامج الأمن والسلامة الشاملة، حتى لا نجد أنفسنا وقد واجهنا مخاطر كثيرة لن يكون آخرها قضايا فوهات الصرف الصحي ولا الآبار المكشوفة، ولا المجازفة بالخروج للنزهة وقت السيول وسقوط الأمطار، وحوادث الطرق، بل يتزامن معها الإهمال في حفظ المنظفات الكيمائية والمبيدات الحشرية، والتهاون في حفظ الأسلحة النارية والسكاكين والآلات الحادة، وكذلك مخاطر المدافئ الكهربائية، وغيرها كثير!!

فمتى تكون السلامة مطلباً ومبتغى للجميع؟ ومتى تكون المسؤولية هاجساً وسط ضمير كل مسؤول؟!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب