20-10-2014

ثقافة وإعلام بلا وزارة

عقدت في الكويت، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فعاليات الملتقى الإعلامي الخليجي الثاني، تحت عنوان «الإعلام الخليجي بين الرأي والخبر». ومَنْ يطلع على إستراتيجية الإعلامية الخليجية للأعوام من 2010 إلى 2020، ستصيبه نوبة ضحك لا محالة، سواءً في الرؤية أو الرسالة أو الأهداف أو القيَم. فهي مجرد رص كلمات مستقاة من العروض المتوفرة في محركات البحث التجريبية!

إن النقاش الدائر حول فصل الثقافة عن الإعلام، نقاش لا معنى له، في ظل انحسار الوزارات كجهات مسئولة عن النشاطات الإبداعية الحرفية كالإعلام أو الثقافة. فيجب اليوم التوجه إلى إلغاء هذه الوزارات، ومنح الحرية الكاملة للمثقفين والإعلاميين لوضع الآليات التنظمية لإدارة مهنهم، بكل فروعها، بكل استقلالية وبدون وصاية من أحد. ويبقى للدولة الحق في مراقبة المشهد العام واتخاذ الإجراءات الملائمة والقانونية، إن قام أحد بتجاوز الأنظمة العامة.

من هنا، فإن على المسئولين الحكوميين تنظيم الفعاليات للمختصين وليس لهم. عليهم أن يوفروا كل هذه المصاريف الخيالية لتكون ميزانيات لأعمال ثقافية وإعلامية متميزة، تخدم مصالح شعوب الخليج، بشكل حقيقي. ولو أننا مررنا بعجالة على المنتجات الثقافية والإعلامية للمؤسسات والوزارات الرسمية في دول الخليج، لرأيناها لا تمتلك الحد الأدنى من المهنية والإبداع والاحترافية في المنتجات غير الرسمية، ويبرز هذا أكبر ما يبرز في السعودية والكويت، وهما اللتان تمتلكان أعرق مؤسستين للإعلام والثقافة في دول الخليج.

مقالات أخرى للكاتب