17-11-2014

فوبيا التجييش في الفكر الإرهابي!

أخطر ما ورد في تصريح رئيس «حملة السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية, والأوقاف, والدعوة, والإرشاد - الشيخ - عبدالمنعم المشوح - قبل أيام - , بأن:» من فئات الشباب المستدرج إلى مناطق الصراع, من لديهم ارتباط مسبق بالإرهاب عبر مشاركات ميدانية, وفكرية, أو تمويل مباشر للإرهابيين «, فالخلفية الفكرية المنحرفة لهكذا تنظيمات إرهابية, ساعدت على تشكيل قنوات تواصل بين أفراد هذه الخلايا, ومن ثم التحول بهم من التشدد, والتطرف إلى العنف, والإرهاب؛ نظرا لطاقتها التهويلية, والمشبعة بسلوك عدواني شديد الوقع, والتأثير في سيكولوجية من ينتمي إليها, وارتباطها بتجربة تاريخية محددة؛ لكنها حاضنة بعينها.

إشكالية هذه التنظيمات الإرهابية, أنها تتبدل من تنظيم لآخر؛ بسبب أمر مسلم به, وهو تغير انتماءات معتنقيها, وأفكارهم, - وبالتالي - ربط الحراك الفكري, والميداني المتطرف بأصول, وقواعد الإرهاب العالمية؛ من أجل إدارة دفة الإرهاب, وجعله مصدر انطلاق, وتصدير, واستقبال, وتعبئة فكرية - من جهة -, وميدانية حسية- من جهة أخرى- , وتلك نتاج السياسة الميدانية, التي تعمل في الظرف الراهن على خلط الأوراق, وتداخل المسميات.

إن لغة هذه التنظيمات الإرهابية في وسائل التواصل الاجتماعي, تكشف عن نسق خطابها المتطرف, وتشبعه بمفردات العنف, والقتل, والوحشية, والذي يحمل في دلالتها كثافة أيديولوجية سوداء؛ وحتى لا نقفز على الحقائق, وندخل في متاهة تزيد الكارثة وبالا, فإن محاربة الخطاب المتطرف, والمتسم بالعنف, والإرهاب؛ لكونه لا يؤمن بالتعددية, والتسامح, وقبول الآخر, أصبح مطلبا مهما؛ من أجل صناعة التغيير في هذه المنظومات, - سواء - على الجانب المفاهيمي, أو القيمي, والعمل على تلاشي إفراز الخطابات المتشددة, والذي كان له أثر في تكوين ذهنية هذه الفئة المتطرفة.

هذه التحولات الفكرية, والتنظيمية, التي تعتري أصحابها, هو تحول يتناسب مع ظرفي- الزمان والمكان -, فإن تحدثت عن وجود بيئة مناسبة لتفريخ الأفكار الإرهابية لذلك, ففي نهاية المطاف لن تخرج عن إطار تشكيل المغرر بهم بالفكر التكفيري, والعمل على خلق تنظيمات مرتبطة بخلايا إرهابية متناثرة في العراق, وسوريا, شريطة أن تقوم أيديولوجيتها على إلغاء أي هوية , أو انتماء وطني, أو مناطقي.

على أي حال, فإن مواجهة هذه الفئات الضالة, تحتاج - في المقابل - إلى مشروع - سياسي فكري ميداني- ؛ لاحتواء تنامي التطرف, وزيادة الإرهاب في المنطقة, ومن ثم القضاء عليه في كل الاتجاهات, وذلك من خلال مدافعة الباطل بالإمكانات المادية , والبشرية, وامتلاك رؤية إستراتيجية, واستشرافية؛ لصناعة المقومات الأساسية, وحماية الأمن القومي للمنطقة.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب