لأننا نهتم كثيرا بسلامة شبابنا - عماد الوطن ومستقبله - فإننا نحرص كثيرا على التأكيد المستمر لهم من خلال النصائح المباشرة على أهمية ربط حزام الأمان، لما له من فوائد وقائية عظيمة حيث أسهم - بعون الله وتوفيقه - في التخفيف من أضرار الحوادث ومصائبها.
لكن دعونا نفكر قليلاً: هل آتت تلك النصائح ثمارها؟ لا اعتقد ذلك . لأن الشباب - وأنا أحدهم - لا يقبلون التوجيه المباشر المفعم بالأوامر والنواهي، فهم يعتقدون - واهمين - أن ذلك تعد على شخصياتهم وسلب لقراراتهم، وبعد البحث والتحري اكتشفت أنهم لن ينفذوا تلك النصائح والتوجيهات إلا من خلال طريقتين:
الأولى: هي الإجبار، كما فعلت إدارة المرور - مشكورة - حين قامت بحملة واسعة للتوعية بأهميته ثم بحملات أخرى أوسع واشمل لتسجيل غرامات مالية بحق المخالفين، وهذا الأسلوب - وان كان مفيدا في بداياته - لا يمكن (الاكتفاء) به لأنه يعتمد على الإجبار والقوة في زمن لم يعد لهذا الأسلوب فيه مكان.
فحين تسأل أحدهم لم لا تربط الحزام يرد بقوله: لا توجد سيارة مرور هنا.
والطريقة الثانية : بإيضاح مخاطر التهاون في استخدام حزام الأمان، والنتائج المترتبة على ذلك، ثم إبلاغهم بأنهم يملكون فرصة اتخاذ القرار، بشرط تحمل المسؤولية كاملة، ويعلن عن هذا الاتفاق بالقنوات الإعلامية المختلفة، ومن هذا المنطلق فاني أعلنها صريحة للشباب: لا تربطوا حزام الأمان بشرط تنفيذ الآتي:
* اكتبوا وصيتكم قبل الخروج من المنزل، واذكروا فيها أنكم لم تربطوا الحزام، وذلك لحماية الأطراف الأخرى.
* سيروا ببطء شديد وعلى الطرف الأيمن للطريق، لأنه في حال وقوع حادث بسيط - لا قدر الله - فإنكم أكثر عرضة للإصابات الخطيرة.
* تحملوا نظرات السخرية والاستهزاء من الآخرين، لأنكم صنفتم أنفسكم مع الشباب المتهورين
* كن رجلا واثبت عند رأيك، ولا تربطه عند مركز التفتيش.
* لا تشغلوا بالكم كثيرا بهم الكفن وتوفيره، فأهل الخير كثر - ولله الحمد -.
أما الشباب الواعون الفاهمون - أمثالي - فنقول لهم : إن مشهدكم وانتم تربطون الحزام يوحي لمن يراكم بأنكم تمثلون فئة (الشباب الحكماء المثقفين) وبالتالي ستفرح بكم الفتيات حين تتقدمون لخطبتهن، بشرط إبراز الصورة مع الحزام... ودمتم
