تلقيت دعوة كريمة من أخ عزيز هو مشرف تربوي في إحدى المدارس الابتدائية، للقاء التلاميذ في أحد الأيام المفتوحة. ولأن ذاك اللقاء كان رائعاً وجميلاً ومفيداً علق في ذاكرتي رغم الزيارات الكثيرة هنا وهناك. طلبت من أحد الأساتذة الأجلاء توزيع ورقة صغيرة على بعض طلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس، وهي الفصول الثلاثة التي التقيتها.. لم يكن العدد كبيراً. وبعد أن أصبحت الأوراق في متناول (الشبيبة) طرحت عليهم هذا السؤال وطلبت الإجابة بكل صراحة ووضوح، وخلال خمس دقائق كان نص السؤال يا أحباب: (ما فوائد السيارة؟) أو بمعنى آخر: ماذا نستفيد من السيارة؟ جمعت الأوراق، ثم ألقيت بعض النصائح والإرشادات في قالب من المرح والفرح والارتجال. وبعد العودة إلى المنزل أخذت أتصفح الأوراق، وكان عدد المشاركين 118 دارساً؛ لتكون الإجابات بهذه الصورة:
- 67 دارساً قالوا: نستفيد منها للتنطيل والتفحيط والهجولة.
- 24 قالوا: لتوصيل الأغراض وزيارة الأهل والسفر ونقل الأمتعة والذهاب للمدرسة... إلخ.
- 18 دارساً قالوا: لتهريب الحبوب والدوران في الشوارع والمغازلة ومطاردة الدوريات والاستعراض.
- 6 من الدارسين قالوا: للذهاب إلى المحاضرات والدروس والمساجد ولمساعدة الفقراء والمحتاجين ولأغراض صغيرة ومباركة.
- 3 من الحبايب الشباب قالوا: ليس لها أي فائدة.
نحن الآن أمام عقليات مختلفة ومتباينة كلهم أبناؤنا وأحبابنا، لو أوقفت أي طالب وسألته أمام زملائه: ما فائدة السيارة؟ يا ترى ما الإجابة؟ ستكون بكل مثالية، ولن يتطرق إلى ما يدور في داخله.
ما أحوجنا إلى مجالسة الشباب وطرح القضايا أمامهم بكل صراحة ووضوح؛ حتى يفصحوا عما يدور في دواخلهم من نوازع الشر والجريمة؟! ثم ما أحوجنا إلى إعادة التفكير مراراً وتكراراً قبل الحديث للشباب أو الفتيات، ثم اختيار الأنسب والأجمل والألطف من العبارات والكلمات بل حتى النظرات والابتسامات؟!
أتمنى من كل قلبي أن نرقى إلى مستوى همّ الشباب ومعاناتهم.