ابتكرت الشركات أساليب كثيرة تساعدها على تسويق سياراتها من خلال الوكلاء المحليين، ومنها القيادة الاختبارية أو التجريبية (وهي أن يقوم العميل بتجربة سيارة مطابقة بمواصفاتها ونوعها للسيارة التي يرغب في اقتنائها ولكن قبل شرائها؛ ولذلك سميت بالقيادة الاختبارية).

والقيادة الاختبارية فرصة مناسبة للاختيار الأفضل والأمثل للسيارة، وهي بمثابة عملية فحص كاملة تشمل (سعة السيارة، أداءها، قوة محركها، سلاسة تغيير سرعاتها، نظام التعليق بها، نظام الفرامل، إضافة إلى فحص وتقييم الأنظمة والمزايا الأخرى).

ركز على القيادة

وحتى تكون هذه القيادة مفيدة وعملية يجب مراعاة أمور عدة، هي:

أولاً: عندما تنوي شراء سيارة غالباً ما يكون لديك أكثر من خيار من الموديلات التي وضعتها ضمن قائمة الاختيارات؛ ولذلك حاول أن تختبر (تجرب) كل تلك السيارات إن أمكن في نفس اليوم؛ ليسهل عليك عملية المقارنة. وحاول أن تمكث خلف مقود السيارة أطول وقت ممكن (بحد أدنى 30 دقيقة)، واعمل جهدك لقيادة السيارة على طرق مختلفة عدة وفي ظروف متنوعة، كأن تقود السيارة على طرق ضيقة وبها كثير من المطبات، وعلى الطرق السريعة وداخل المدينة وخارجها، بالإضافة إلى قيادة السيارة خارج الطريق (الطرق الصحراوية والوعرة) في حالة كانت السيارة من نوع الدفع الرباعي.

ثانياً: حاول التركيز، ولا تجعل انتباهك ينصرف لأي شيء آخر، خاصةً إذا لم يسمح لك بقيادة السيارة منفرداً، وإلا حاول اصطحاب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء واجعله يشارك الحديث مع ممثل المبيعات لإعطائك الفرصة للتركيز خلال القيادة.

ثالثاً: اعلم أن الأشياء الصغيرة التي قد تبدو تافهة الآن، مثل المقاعد غير المريحة، يمكن أن تصبح مشكلة في المستقبل.. وهناك بعض النقاط المهمة لا بد من الانتباه إليها:

1- الراحة خلال القيادة:

هل القيادة ناعمة وهادئة أم قاسية ومزعجة؟

هل نظام التعليق يعزلك عن مطبات الطريق أم أنك تشعر بكل مطب؟

عند عبورك على مطب قوي تأكد أن السيارة متماسكة وأنك ما زلت تسيطر عليها جيداً.

اختبر المحرك

(تعتمد الراحة بالسيارة على نظام التعليق ونوع الإطارات وحتى على نوعية المقاعد، ولكن هذا كله يعتمد أيضاً على نوعية السيارة التي ترغب بشرائها، فالسيارات الرياضية تختلف مثلاً عن السيارات السيدان وتختلف عن السيارات ذات الدفع الرباعي وهكذا، ولذلك عليك القيام بتجربة أكثر من طراز من السيارات وفي حدود المواصفات المتقاربة لتسهل على نفسك عملية المقارنة وبالتالي اختيار الأفضل والمناسب لك).

2- تسارع السيارة:

تأكد من قوة وكفاءة المحرك بالسيارة من خلال تسارع السيارة من الصفر، ومن مزايا القيادة التجريبية أن تختبر بنفسك قوة المحرك لنوعية السيارة التي اخترتها؛ ولذلك تأكد أكثر من مرة من عملية التسارع من الصفر وكذلك عملية التسارع على الطريق السريع من خلال تجربة الغيارات العكسية.

3- الفرامل:

تأكد من أن الفرامل تتجاوب معك بسهولة ويسر، فرغم أن فحص وتقييم الفرامل ليس سهلاً وبحاجة إلى اختصاصيين ولكن عليك أيضاً أن تقوم بفحص أساسي بحيث تجرب الفرامل على سرعات متفاوتة وحاول أن تقيس عملية الاستجابة بالمسافة والوقت.

4- مقود التوجيه:

تأكد عند القيادة أن مقود التوجيه يتجاوب معك بسهولة ولا يحتاج إلى جهد كبير خلال الدوران أو المناورة، كما عليك أن تتأكد من ثبات المقود على الطريق السريع والقيادة بخط مستقيم وأنه لا يحتاج إلى إعادة تصحيح المسار بشكل مستمر، كما عليك التأكد من مستوى التحكم بالمقود على الطرق الوعرة.

5- الهدوء داخل المقصورة:

هل صوت المحرك عالٍ بشكل مزعج عند التسارع من الصفر أو على الطرق السريعة؟

هل تسمع صوت سير الإطارات على الطريق؟

هل تسمع صوت الهواء على المرايا الجانبية بشكل مزعج؟

هل تسمع أصوات صرصرة داخل المقصورة؟

(احرص على إغلاق النوافذ والراديو بل وحتى إغلاق مكيف الهواء خلال القيادة التجريبية للتأكد من تلك الأصوات).

ابحث عن الضجيج

وللعلم فإن صوت المحرك يعتمد بدرجة كبيرة على جودة ذلك المحرك، وبنفس الوقت يعتمد على حجمه وسعته، فمثلاً محرك سعة 4 اسطوانات يختلف عن محرك سعة 6 أو 8 اسطوانات، وبنفس الوقت يعتمد أيضاً على حجم المحرك من ناحية سعة اللترات، فمحرك 4 اسطوانات مع 1000 سي سي (لتر واحد) يختلف أيضاً عن نفس المحرك بسعة 1500 سي سي (واحد ونصف اللتر) ولذلك يجب أن يكون تقييمك عادلاً ومناسبا لاحتياجك والغرض من السيارة.

واعلم أن ما يسمى بصوت تسريب الهواء بالسيارات يعد من أكثر ما يشتكي منه العملاء وأكثره إزعاجاً، ويليها صوت الهواء من المرايا الجانبية؛ ولذلك فإن تصاميم تلك المرايا من النقاط المهمة التي يجب الانتباه لها خلال القيادة التجريبية ومقارنتها مع بعض.

ولا تنسى أيضاً سلة التحميل على ظهر السيارة، فهناك تصاميم مطورة تخفف من ضجيج الهواء خلال السير على الطرقات السريعة، وفي بعض السيارات تشعر بالضجيج يأتي من هوائي الراديو الخارجي.

6- الرؤية:

من خلال جلوسك خلف المقود هل تحصل على رؤية بانورامية للطريق أمامك؟ وهل المرايا الجانبية والوسطى بسقف السيارة تعطيك الرؤية التي تحتاجها؟ أم أن الأعمدة الجانبية والخلفية لجسم السيارة تحجب عنك الرؤية اللازمة لتحكمك الكامل بالقيادة؟ عندما تقود للخلف هل الرؤية الخلفية جيدة وهل تستطيع تقدير طول السيارة؟ مع الأخذ بالاعتبار أن هناك عدة حقائق تؤثر على عملية الرؤية مثل وضع المقاعد، وتصنيف السيارة وتصميمها بالإضافة إلى تأثير المرايا.

ومما لا شك فيه أن الرؤية تختلف من سيارة لأخرى، ولن تستطيع التعرف على ذلك إلا من خلال تجربة السيارات نفسها.

شاركهم معك!

وثمة ملاحظات عامة ينبغي التوقف أمامها وهي:

- إذا كانت حاجة السيارة للعائلة، فاعمد إلى تجربة السيارة بحضور جميع أفراد العائلة، ودع كلا منهم يجلس في مكانه، واطلب من كل واحد أن يزودك بملاحظاته من خلال موقعه هو.

- إذا كانت السيارة لاحتياج العمل فاطلب تجربة السيارة من قبل أكثر من شخص بالعمل، كل على حدة، واطلب من كل واحد منهم أيضاً أن يزودك بملاحظاته منفرداً، ولا تنسى أن تطلب لائحة بأسعار قطع الغيار.

- لا تعتمد على ذاكرتك في المقارنة بين سيارة وأخرى، وحاول أن تسجل ملاحظاتك أولا بأول، ثم قارن بينها في وقت مناسب وفق نموذج يمكن إعداده لذلك.