بعد أن أصبحت البرازيل أحد أهم مراكز تطوير الإيثانول وتحويله إلى وقود للسيارات يقلل من الحاجة إلى البنزين والسولار قررت الولايات المتحدة وهي ثاني أكبر منتج للإيثانول في العالم توقيع اتفاق للتعاون بين الجانبين من أجل تطوير استخدام هذا المصدر الجديد للطاقة باعتباره من المصادر المتجددة حيث يتم إنتاجه من خلال معالجة العديد من المنتجات الزراعية وأهمها قصب السكر.
يبلغ إجمالي إنتاج البرازيل والولايات المتحدة من الإيثانول حوالي 34 مليار لتر سنويا مقسم بالتساوي تقريبا بين البلدين. ويهدف الاتفاق إلى وضع سياسة عامة مشتركة بين البلدين من أجل زيادة إنتاج الإيثانول والتوسع في استخدامه كوقود للسيارات.
وقد تم تشكيل لجنة مشتركة يرأسها مسئولون من شركات خاصة أمريكية وبرازيلية تعمل في مجال إنتاج وقود الإيثانول بمشاركة ممثلين عن بنك التنمية الأمريكي وهو بنك إقليمي تساهم فيه دول الأمريكتين الجنوبية والشمالية.
وتهدف اللجنة إلى مراقبة الطلب العالمي على الإيثانول وزيادة الطاقة الإنتاجية لمنشآته بالإضافة إلى إجراء أبحاث بشأن إنتاج الإيثانول من مواد خام جديدة إلى جانب قصب السكر في البرازيل والذرة في الولايات المتحدة.
كما تهدف اللجنة إلى تحويل الإيثانول إلى سلعة يمكن تداولها في إطار التجارة العالمية. وهناك مشروعات طموحة في البلدين من أجل تعظيم العائد الاقتصادي لوقود الإيثانول حيث تبلغ إجمالي الاستثمارات الخاصة في هذا المجال بالبرازيل حوالي 10 مليارات دولار وهو ما يمكنه مضاعفة إنتاج هذه السلعة خلال السنوات الأربع المقبلة إلى 30 مليار لتر سنويا.
في المقابل فإن الولايات المتحدة تسعى إلى زيادة إنتاجها إلى 50 مليار لتر سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة لتحتل مكانة البرازيل كأكبر منتج للإيثانول في العالم.
وكانت البرازيل قد توسعت خلال السنوات القليلة الماضية في استخدام هذا المصدر البديل للطاقة في ضوء اعتمادها على الاستيراد لسد الجزء الأكبر من احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي حيث توجد بها سيارات تعمل بالإيثانول بالكامل بالإضافة إلى محطات كهرباء تعمل بهذه المادة.
ومن أهم مزايا الإيثانول أنه يمكن إنتاجه مع مواد زراعية متجددة بالإضافة إلى الانخفاض الكبير في العوادم الغازية الضارة بالبيئة الناتجة عن احتراقه وبخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالمواد التقليدية مثل البنزين والسولار.