Car Magazine Wednesday07/02/2007 G Issue 10
أقلام
الاربعاء 19 ,محرم 1428 العدد10

هل من إجابة من المديرية العامة للمرور؟
د. صالح بن عبد الله الحمد

أتابع كثيراً ما يكتب عن مرورنا العزيز في الصحف المحلية المختلفة وفي مقدمتها صحيفتنا الغراء (الجزيرة) وتحديداً مجلة نادي السيارات التي تصدر كل أربعاء وهذه الكتابات إما سلبية أو إيجابية وكلها تهدف إلى الصالح العام، بيد أن هذه الكتابات في نظري لا تخلو من بعض المجاملات أحياناً والانتقادات والمطالب والمقترحات أحياناً أخرى، إلا أن مرورنا العزيز يتعامل مع تلك الكتابات بشيء من اللا مبالاة؛ فلم نر المرور العزيز رد على كاتب أو أشاد بفكرته أو أوضح معلومة غائبة عن السائقين في النظام أو رد على كاتب بأن موضوعه يحتاج إلى الدقة والموضوعية والصحة. وإحقاقاً للحق ولمبدأ الموضوعية في الكتابة، فإن المرور لدينا خطا خطوات إيجابية لا شك في ميادين شتى، لكننا ما زلنا نطالبه بالكثير تخفيفاً للحوادث الذي يروح ضحيتها الكثير من المواطنين والوافدين، وهم لا شك أبرياء، والإحصاءات التي أوضحها المرور في كل مكان شاهد على ذلك لكنني أتساءل كما يتساءل غيري ربما يكون من أسباب هذه الحوادث المرور نفسه. نعم المرور نفسه! لأننا لم نر المرور أوقف سيارة دون أنوار ليلاً، ولم نره أوقف سيارة مراهق أنوارها عالية ومزعجة تعمي السائقين مما يسبب حوادث مختلفة، إضافة إلى تلك السيارات القديمة المتهالكة التي لا توجد فيها كوابح جيدة، ناهيك عن الإطارات المتهالكة والإضاءات المختلفة، أما تلك السيارات التي ينبعث من عوادمها الدخان الكثيف المتطاير والتي جعلت مدننا الكبيرة تحصل على نسب عالية من التلوث. إضافة إلى ما ذكر نلاحظ السكوت المستمر على ترك سائقي العجلات الصغيرة والدراجات النارية دون استخدام وسائل السلامة وعدم التقيد بإشارات المرور ومعاكسة خطوط السير. أما الطامة الكبرى التي ما زال المرور يتجاهلها فهي عملية التفحيط المستمر التي تزعج المواطنين والسكان في كل مكان، والتي ذهب ضحيتها مجموعة كبيرة من الشباب وغيرهم ممن لا ذنب لهم، إضافة إلى المساهمة في التدهور الاقتصادي الذي يسببه هذا التفحيط وكل ما على المرور العزيز هو ترك المسؤولية على المواطن.

صحيح أن للمواطن دورا كبيرا ومسؤولية عظمى لكن أحب أن أوضح تماماً أن المواطن للأسف لن يعي دوره في هذا المجال وغيره من المجالات السلبية الأخرى لا حاضراً ولا مستقبلاً إذا لم ير نظاماً صارماً وحازماً في هذا المجال.

كم من أرواح أزهقت وكم من أسر تهدمت وكم من أموال بعثرت من جراء هذا التفحيط! وما زال الموضوع مستمراً وبزيادة.

ملاحظة.. إن هؤلاء المفحطين يحتاجون إلى وقفة صارمة وإحالة بعضهم إلى الإخصائيين النفسيين لمناقشتهم وربما علاجهم وردع المتهور منهم وإشراك ولي أمره بالمسؤولية وإدخاله في الخطأ حتى يحمَّل جزءا من المسؤولية التي تحدث من هذا المفحط الذي لا هم له إلا إيذاء نفسه وأسرته وجيرانه ومجتمعه.

إنني أهمس في إذن الإخوة الكرام في المرور أن يقوموا بسؤال مسؤولي المرور في دول مجلس التعاون الخليجي أثناء اجتماعاتهم المستمرة ما سبب الانضباط التام في دولهم وعدم وجود الحوادث إلا ما ندر؟ إن في رأيي وحسب مشاهدتي المستمرة هو النظام الصارم والمتابع من قبل رجال المرور دون رحمة أو تهاون، لقد رأيت بعيني مراراً انسياب المرور في هذه الدول وتعاون الجميع والتقيد بالنظام وتفقد السيارة من جميع الوجوه من قبل المرور، رغم أن غالبية السائقين من الوافدين الذين تكثر الفوضى في بلدانهم. إنه النظام أيها الإخوة، إنها المتابعة الدقيقة، والتواجد في كل مكان وفي كل وقت لا تعرف من أين يخرج عليك المرور في أي لحظة متابعاً ومدققاً.

لذا أرى أننا نحتاج إلى وقفة صارمة وحازمة وأنظمة دقيقة واضحة تطبق، وأفراد موجودين في كل مكان يتعاملون مع السائقين حسب الأنظمة والتعليمات متابعين لكل صغيرة وكبيرة حتى نحافظ على أرواح الأبرياء والممتلكات الخاصة والعامة، كما أرجو من الإخوة مسؤولي المرور أن يعوا هذه النقطة المهمة. إن التعاون الذي ينشدون من قبل السائقين لا أقول إنه معدوم تماماً ولكن الغالبية للأسف تتجاهل هذا التعاون.

للتواصل: هاتفاكس 2413375-01


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة