Car Magazine Wednesday  07/11/2007 G Issue 47

الاربعاء 27 ,شوال 1428 العدد47

 

 

في هذا العدد

 

أصداء

 
رقيب ذاتي لمنع السرعة
عبد اللطيف التويجري

في حياتنا مسائل وأمور تحتاج النفس الإنسانية فيها إلى الترويض والإخضاع، وإلاّ فإنّه سيحدث ما لا تحمد عقباه، لأنّ الدافع إليها أو المحفز لها هي تلك الأهواء والمتع والعواطف والرغبات التي هي في الغالب تنعكس سلباً على صاحبها.

وإذا أخذنا السرعة كمثال نجد أنها تمثل عند الكثير من الأشخاص متعة واستعراضاً واختبار قدرات واستعجال الوصول ... الخ، لكن نتائج تلك المغامرة في الغالب تكون وخيمة، والذي لا تروق له القيادة إلاّ بالسرعات الجنونية لا بد أن يدفع الثمن في يوم ما، وفي حالة تقيُّدك بالسرعة النظامية توجساً وخوفاً من مخالفة أو قرب وصولك إلى نقطة تفتيش، فتأكد أنك لا بد أن تجد نفسك في أي لحظة ممتطياً سرج السرعة العالية (مرة أخرى) في مكان آخر وهنا وقعت المشكلة. في السابق كنت أقود متخطياً حاجز السرعة العادية فأصل إلى 140 حتى 160 وحين أصل إلى مبتغاي، أشعر أنني غير مرتاح ومشدود الأعصاب، ولكن بعد أن فكرت في الأمر قلت لا بد أنني سأدفع الثمن اليوم أو غداً، فأخذت عهداً على نفسي أن ألتزم بالسرعة العادية من 100 إلى 120 خاصة في الطرق السريعة، كابحاً أهواء نفسي، مرغماً ذاتي لهذا الأسلوب أسابيع قليلة، فوجدت نفسي مع الأيام أنّه كلما زادت السرعة إلى أعلى أحسست بالخوف وبشعور عدم الأمان، ثم تلقائياً أجدني أبطئ السرعة، ثم بدأت أرتاح للقيادة المتأنية حتى وصلت إلى مرحلة الاستئناس والتمتع بهذا الأسلوب ..

كل ما في الأمر مجرّد (رقيب ذاتي) يؤنبني ويقودني إلى مراعاة مصلحتي ومصلحة الآخرين، وبالوعي وباستشعار المخاطر من حولنا، وباستحضار هذا السلوك الذي أجده ولله الحمد منتشراً عند الكثير، سنتفادى الكثير من الحوادث، لكننا نحتاج إلى تعميم هذا الانضباط أكثر وأكثر والاتجاه إلى منحى آخر غير العقوبات والمخالفات التي هي في نهاية المطاف لن تساهم سوى بحلول بسيطة لا تكفي لوقف النزيف الذي تسببه السرعة من حوادث متكررة.

الطرفية

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة