إن ما يميز طرقنا السريعة ندرة الدوريات فيها فنجد طريقا يمتد أكثر من أربعمائة كيلو متر ولا يوجد به سوى مركز واحد بات معروفا للجميع، ولكني رغم ذلك وللأسف الشديد لم انجح في النجاة من قسائم افراده رغم أن سرعتي لا تزيد على 120 في أقصى حدودها. لذلك عندما أقود سيارتي وأتجاوز هذا المركز أسير براحة بال كبيرة أطلق خلالها العنان لأفكاري وأحلامي وخواطري.
ولا يعكر صفو هذه الخلوة مع النفس إلا ذلك (السفتي) حيث الإضاءة المتقطعة لسيارة دورية أمامي بمئات الأمتار، المحزن المبكي في الموضوع أنني بعد أن أسير ببطء وأتأكد من ربط الحزام واستعد للوقوف أفاجأ بأن تلك الأنوار لم تصدر من دورية للمرور أو الشرطة إنما صدرت من وانيت مخصص لنظافة الطرق وصيانتها، وأحيانا يتسبب هذا الوانيت بربكة مرورية هائلة مما أكد لي أن أصحاب الخواطر أمثالي كثيرون.
لذا فاني أفكر هل هذه الوانيتات هي نتيجة خطة ذكية من إدارة المرور للحد من سرعة الشباب، أم أنها تهاون شديد من إدارة المرور وتجاهل غريب لأخطارها. ما رأيكم أي الاحتمالين ترجحون؟ ودمتم.
سعد بن محسن التركي
saadturki@yahoo.com