يتعرض الكثير من الناس في مرحلة ما من مراحل حياتهم إلى مشكلة صحية أو حادث يتطلب إجراء جراحة عاجلة وإلا تفاقمت حالة المريض, ويحتاج كل من أجريت له جراحة مهما كان نوعها إلى أيام من الراحة حتى يلتئم الجرح ويصبح قادرا على ممارسة أنشطة حياته بلا عناء، ومن ضمن هذه الأنشطة بالطبع قيادة السيارة وهنا يتساءل المريض بشغف شديد: متى يمكننى أن أقود سيارتي دون مشاكل؟؟ والتركيز هنا سيكون على الجراحات التي تؤثر في صميم قيادة السيارة كنشاط يومي والاحتياطات الواجب على المريض اتباعها وضرورة التزامه بتعليمات الطبيب المعالج.

استبدال مفصل

يمكن مواصلة قيادة السيارة طبقا لنوع الجراحة التى أجريت، فمن المنطقي أنه إذا كانت الجراحة في صالح المريض فلا شك في أن الطبيب المعالج سيسمح له بقيادة السيارة في أقرب وقت وخاصة في الجراحات التي لم تكن بها فتحات جراحية كبيرة، وعلى كل الأحوال يراعى أنه قبل قيادة السيارة يجب أن يكون المريض قادرا على تحريك ساقه بحرية والانتقال بالقدم اليمنى من مكان الضغط على البنزين إلى الضغط على الفرامل هذا في حالة السيارات الأوتوماتيكية، أما إذا كانت السيارة عادية وتتطلب نقل السرعات يدويا وكانت الجراحة قد أجريت في الساق اليسرى فيجب ألا يعطى للمريض الإذن بقيادة سيارته قبل 6 أسابيع من الجراحة.

تركيب مفصل

يمكن للمريض قيادة سيارته بعد 8 أسابيع أو أكثر حسب ما يقرر له الطبيب حيث تتطلب القيادة الإمساك الجيد بعجلة القيادة وضرورة التحكم بها يمينا ويسارا فعلى المريض ألا يقود سيارته إلا بعد الوقت الذي حدده له طبيبه وبعد عدة جولات مع إخصائي العلاج الطبيعي للتأكد من قدرته على قيادة سيارته بلا مشاكل.

مفصل الكتف

يجب أن تؤجل قيادة السيارة بعد إجراء جراحة بالكتف أو تركيب مفصل صناعي إلى أن يتمكن المريض من أداء مهامه الحياتية الضرورية بلا عناء وبثقة، وقد يستغرق هذا الأمر شهرا أو يزيد حسب حالة المريض الصحية خاصة إذا كانت الجراحة في الذراع الأيمن حيث يحتاج قائد السيارة دائما لنقل السرعات باستخدام الذراع الأيمن، ويلاحظ أن الطبيب المختص وحده هو القادر على إسداء النصيحة الصحيحة للمريض في هذا الأمر لدرايته التامة بحالته الصحية والتحسن الذي يطرأ عليه مع ضرورة الاستعانة بمراكز العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل لتحسين مهارات قائد السيارة بعد الجراحة.

الفتق الإربي

يعاني بعض الناس هذه المشكلة وهي تتلخص في بروز بعض محتويات البطن من خلال جزء ضعيف في جدار البطن السفلي تحدث به فتحة وقد يرجع سببها لكثرة حمل الأثقال أو قد يكون أصلها عيباً خلقياً وقد تكون مؤلمة في الكثير من الأحيان أو خطرة إذا حدث نوع من الانحشار لمحتويات البطن في هذه الفتحة وهنا تتطلب الجراحة العاجلة، ولكن بعض الناس يفضلون إجراء الجراحة قبل الوصول لتلك المرحلة من الخطورة. وقد تباينت آراء الأطباء إلى حد ما حول السماح للمريض بقيادة سيارته بعد الجراحة حيث أفاد بعض الأطباء أنه لا مشكلة في القيادة بعد مرور خمسة أيام على الجراحة وخاصة مع السيارات الأتوماتيكية، أما في حالة من يقود الدراجة البخارية فعليه الانتظار ثلاثة أسابيع على الأقل لأن الدراجة البخارية تتطلب مجهودا زائدا مثل تحريكها وحملها أحيانا وتشغيلها ودوران الجسم من اتجاه لآخر.

أما الفريق الآخر من الأطباء فقد استحسن ألا يقود المريض سيارته على الإطلاق قبل مرور أسبوعين أو ثلاثة على الأقل بعد فك الغرز الجراحية والتئام الجرح ويفسرون نصيحتهم بأن الضغط على الفرامل وخاصة بشكل مفاجئ يتطلب نوعاً من القوة قد لا يقدر عليها من أجريت له الجراحة حديثاً مما يعرضه ويعرض من حوله للخطر وجاءت نصائحهم على أساس قياس القوة المطلوبة للضغط المفاجئ على الفرامل ومقارنتها بالقوة التي يستطيع أن يبذلها المريض بعد الجراحة بأيام.

الماء الأبيض

يعني (الكتاركت) الماء الأبيض ويتسبب برؤية

أشياء أمامه تبدو كسحابة بيضاء مما يؤثر فيه كثيراً أثناء القيادة كما يؤثر في قدرته على التقدير الصحيح للمسافات على الطريق، أى أنه يشكل خطراً في حد ذاته ويجب إجراء جراحة لإزالة هذا الماء الأبيض لتحسين الرؤية.

وخلصت دراسة أجريت على مرضى الكتاركت الى وجود تحسن في الرؤية لديهم بنسبة 82% من عينة المرضى الذين طبقت عليهم الدراسة، بينما استمرت المشكلة بالنسبة لـ 5% فقط من المرضى وثبت أن هؤلاء كانوا يعانون المشكلة في كلتا العينين.

وكذلك لوحظ تحسن واضح في قدرتهم على تقدير المسافات من على بعد حيث تضاءلت المشكلة بنسبة 37% بالمقارنة ب6% فقط قبل الجراحة، ما يدل على أنه إذا كان المريض يعاني مشكلة بالعين الأخرى فعليه ألا يتردد في إجراء الجراحة إذا دعت الضرورة للحصول على أقصى قدرة لتقدير المسافات للتآزر بين كلتا العينان وللوصول إلى أقصى درجة من الأمان على الطريق.