بعد التسعينيات الميلادية أصبح منظر السيارة مألوفا حتى أمام بيوت الشعر في الصحراء وبين قطعان الإبل، أما المدينة فحدث ولا حرج حيث أصبح كل بيت تقف أمامه أكثر من سيارة ومن الطبيعي أن يكون لهذا التكاثر أثره في الشعر حتى الشعر الساخر، فهذا أحد شعراء دولة الكويت الشقيقة يكتب عن موقف معين حيث يقول:
تل قلبي تل قير السوبرماني
سايقه هندي وعمّاته نخنّه
يوم تله صار لقزوزه غواني
كن نجدات الحكومة يطردنَّه
باغياتٍ عرس والعرس ببياني
صالةٍ عنوانها ماوكدنه
ويقول شاعر آخر مداعباً زميله السائق:
بالله عقب هالحفر ماكنك أشوى
على كبر نثيلته ما تشوفه
أنا أشهد إن سواقتك خبط عشوا
رجلك ما هي على البريك معسوفة
ومن الأبيات يتضح أن السفرة كانت في الصحراء بدليل حاجتهم إلى التهدئة لأن الأرض غير متساوية والحفر كثيرة، وكم من سائق لا يجيد فن سياقة الصحراء لأنها تحتاج إلى صبر وتؤدة ومعرفة بجغرافية الأرض التي يسير فيها.
وهكذا تطور تعاملنا مع السيارات إلى أن استخدمناها مجالا للتندر والفكاهة بعد أن كنا ننظر إليها بدهشة واستغراب..
وإلى اللقاء في الأسبوع ما بعد القادم إن شاء الله مع جانب آخر من الشعر في السيارات.