جاء صديقي أبو زياد وهو يردد: ( فعلا غريبة .. فعلا غريبة ) ورغم أني لا أعرف عما يتحدث إلا أني متأكد بأنها ليست غريبة! فنحن نعيش في زمن الغرائب والعجائب. ثم أكمل قائلا : لقد صعقني طفلي زياد - عندما رأى سيارة للمرور - بقوله: (بابا ليش ما فيه شرطي يضحك؟) وعندما تأملت كلامه استغربت كثيراً كيف لم ألاحظ ذلك رغم صحته ورغم أني أقود السيارة منذ أكثر من عشرين عاماً؟.
عندها هدأت من روعه وقلت له: لا تستغرب فدور رجل المرور المعلن هو البحث عن المخالفات المرورية وملاحقة المفحطين والمتهورين والمسرعين وإصدار القسائم المالية لهم ، حتى اعتقد رجل المرور - ومثله رجل الأمن - أن هذا هو دوره الوحيد وأن أي ابتسامة منه أو لفتة حانية هي بمثابة خيانة للعمل والأمانة، وهو بذلك يذكرني بالمعلم الذي صرخ بوجه طلابه في الصف الأول الابتدائي : ( اللي فيه خير يشاغب ) فرد أحدهم بكل براءة : ( أستاذ، أنا فيني خير بس منيب مشاغب! ).
أو بذلك الأب الذي هدد ابنه بالضرب إن لم يذاكر، ولما عاد الأب ( من استراحة الشباب ) وهم بدخول المنزل أخذ يردد: ( يا رب ألقاه ما يذاكر .. يا رب ألقاه ما يذاكر ).
بحث غريب عن الأخطاء، وتصيد مشين للزلات.
ولكي يعود الوضع لنصابه الصحيح بالنسبة لرجل المرور، فإني أقترح على المسؤولين إيجاد جوائز وحوافز للسائقين المميزين ( والسبيل إلى ذلك يسير ).
كما أقترح إظهار الوجه الحسن لرجال المرور من خلال زيارة المدارس والمستشفيات - وحتى في الطرقات - وتوزيع الحلوى والهدايا بدل القسائم والمخالفات.
ودمتم