Car Magazine Wednesday  14/11/2007 G Issue 48

الاربعاء 4 ,ذو القعدة 1428 العدد48

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
عصر السيارة
د. زيد بن محمد الرماني (*)

قبل اختراع السيارة عانى الانسان كثيراً في الانتقال من مكان إلى آخر، وكلما بعدت المسافات التي كان عليه أن يقطعها، زادت معاناته وتضاعفت مشقته، ولذلك كان الانتقال من بلد لآخر قليلاً، ولم يكن يتم إلا في أضيق الحدود، فانقطعت الصلة تقريباً بين البلاد، وتحولت إلى جزر شبه منعزلة بعضها عن بعضها الآخر، وترتب على هذا الانقطاع أضرار كثيرة.

جاء في كتاب (تقويم مدارس تعليم قيادة السيارات في السعودية): كان على الانسان إذا أراد الانتقال من بلد لآخر أن يمشي على قدميه أو يركب ظهور الدواب من خيول وبغال وحمير وجمال وغيرها مما أتيح له من تلك الحيوانات التي تستطيع أن تحمله هو وأمتعته وبضائعه.

وعندما اخترع الانسان العجلة استطاع أن يستخدمها في تنقلاته، فأراح بذلك نفسه قليلاً، ولكن الحيوانات هي التي كانت تجر هذه العجلة، ولذلك بقي الوقت الذي كان يقضيه في السفر طويلاً، وبقيت أخطار السفر قائمة.

ثم اكتشف الانسان البخار، واستطاع بذلك أن يحله محل الحيوانات في دفع عربته، وحقق بذلك بعض السرعة في الانتقال وتوفير الوقت وتقليل الكثير من مشقة السفر، فضلاً عن إعفاء الحيوانات من مهمة جر العربات.

وهنا دخل الانسان عصر السيارة، التي توالت عليها التحسينات والتطويرات على يد العلماء والمهندس، إلى أن اكتشفت الشرارة الكهربائية عام 1866م.

وحلت قوة الاحتراق محل البخار في دفع السيارة، وبذلك أمكن للإنسان أن ينطلق بسيارته بسرعة أكبر وينهي كثيراً من المشكلات التي كان يعاني منها في سفره.

وتوالت التحسينات التي أدخلت على السيارة حتى اصبحت وسيلة آمنة ومريحة وسريعة في نقل الانسان وحمل البضائع من مكان لآخر، ليس في داخل البلد الواحد فقط، بل وبين البلدان والاقطار المتباعدة كذلك.

وأصبح اقتصاد البلاد يعتمد كثيراً على السيارة التي تنقل البضائع والمنتجات من أماكن انتاجها إلى أماكن استهلاكية. بل لقد صارت السيارة من اهم وسائل الاتصال بين البلدان، فضلاً عما تقدمه من خدمات جليلة للأفراد.

ونتيجة للحاجة الماسة للسيارة اتسع استخدامها وانتشر اقتناؤها من قبل كثير من الأفراد والهيئات، حتى كثرت أعداد السيارات بأنواعها المختلفة والتي تقطع الطرق ليلاً ونهاراً.

* المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة