Al Jazirah NewsPaper Wednesday17/01/2007 G Issue 7
سباقات
الاربعاء 28 ,ذو الحجة 1427 العدد7

رالي داكار يشارف على الانتهاء
ثلاثة عرب في السباق.. ومتسوبيشي وفولكس فاجن تتنافسان

* إعداد - أحمد عبداللطيف*

شارفت فعاليات رالي داكار التي انطلقت يوم السبت السادس من يناير 2007م من العاصمة البرتغالية لشبونة على الانتهاء، حيث يتوقع وصول أولى السيارات إلى نهاية خط السباق في العاصمة السنغالية داكار في الحادي والعشرين من يناير المقبل، ويشارك في سباق هذا العام 525 فريقا يقطعون السباق في 15 مرحلة.

وينتظر أن يشتعل الصراع بين متسوبيشي وفولكس فاجن على البطولة بعد أن قامت الأخيرة باستثمار أموال طائلة للقضاء على سيطرة ميتسوبيشي على دورات الرالي وتحقيق أول فوز لفلكس فاجن بسيارة تعمل بمحرك الديزل.

وفي فئة الدراجات النارية تشتد المنافسة بين حامل اللقب الإسباني مارك كوما وسيريل ديسبريه الذي أصيب بخلع في الكتف في سباق العام الماضي مما اضطره للانسحاب من السباق تاركا الساحة لكوما. وأكبر المشاركين سنا في السباق هو سائق الدراجات النارية روبي ألان (65 عاما)، ونتيجة للحوادث المؤلمة التي شهدها السباق في الموسم الماضي اتخذ المنظمون إجراءات أمن إضافية، كما غيروا مسار السباق للابتعاد عن مواقع المخاطر الأمنية في الصحراء الغربية.

مشاركات عربية

يمثل الوجود العربي ثلاثة سائقين هم السعودي تركي محمد السديري ومعاونه الجزائري سمير بن بختي على سيارة ميتسوبيشي باجيرو؛ والقطري ناصر العطية، بطل العالم في الراليات لفئة الإنتاج الصناعي وبطل الشرق الأوسط، ومعاونه الفرنسي آلان جويهينيك على السيارة بي أم دبليو؛ والتونسية عبلة الأسود بمعاونة مواطنها أمين دقدوق على سيارة متيسوبيشي باجيرو.

تاريخ السباق

بدأ السباق في عام 1978م، ولذلك قصة طريفة ففي عام 1977م، وفي أثناء مشاركته في سباق أبيدجان - نيس تاه المتسابق الفرنسي ثييري سابين، وهو مؤسس ومنظم سباق داكار في الصحراء الليبية، ورغم التجربة المريرة التي مر بها فقد استوحى من الحادث فكرة إقامة سباق منتظم في الصحراء يتيح المجال للهواة وصانعي السيارات لاختبار قدرات سياراتهم، كان السباق في البداية يبدأ من باريس بفرنسا وينتهي بداكار في السنغال، مرورا بفترة انقطاع عبر البحر الأبيض المتوسط، ونسبة لبعض العوامل السياسية وغيرها ظل هذا المسار عرضة لمتغيرات عديدة خلال سنوات السباق، بما في ذلك نقطتا البداية والنهاية، ولكن داكار ظلت على الدوام نقطة النهاية في كل السباقات عدا أربعة، وكانت باريس نقطة البداية حتى عام 1994م، ولكن نسبة لرفض عمدة باريس آنذاك إنهاء السباق في شارع الأليزيه الشهير بباريس اضطرت المؤسسة إلى نقل نقطة بدء السباق إلى أماكن مختلفة في السنوات التالية.

ويمر السباق حاليا بالمغرب والصحراء الغربية وعبر صحاري موريتانيا وحشائشها، وقد استمر السباق رغم أن الكثبان الرملية والوديان الضيقة في منطقة أدرار في موريتانيا تمثل أخطر التحديات التي يمكن أن يتعرض لها أي سباق من هذا النوع.

السيارات والفئات

أهم الفئات التي تتنافس في هذا السباق هي الدراجات النارية والسيارات الصغيرة والشاحنات الكبيرة، وتستغل العديد من شركات السيارات وعورة السباق لاختبار قدرات سياراتها على التحمل، ولذلك فهي تجري تحويرات مكثفة على هذه السيارات لتوفير مزيد من الضمانات لهذه السيارات. وفي بدايات السباق هيمنت السيارات الأوربية مثل (لاند روفر) و(رينج روفر) و(مرسيدس بنز)، وكذلك السيارات اليابانية مثل (لاند كروزر) على السباق، ولكن السنوات التالية شهدت دخول الشركات الأخرى مثل رولزرويس وستروين وبيجو وغيرها.

وفي فئة الشاحنات شملت السيارات المشاركة أنواعا مثل (تاترا) و(كاماز) و(هينو) و(مان) و(داف) و(مرسيدس بنز) و(رينو) و(إيفيكو) وغيرها. وشهدت الثمانينيات منافسة حادة بين (مرسيدس) و(داف) نتج عنها ظهور شاحنات بمحركين بقوة تفوق 1000 حصان (750 كيلواط). وتلت ذلك فترة سيطرت فيها على السباقات سيارات (كاماز) و(برليني) و(تاترا)، وبعد عام 2000م تجددت المنافسة بين (داف) و(تاترا) و(مرسيدس) و(كاماز)، وكان الفوز من نصيب الأخيرة في السنوات الخمس الماضية.

وفي فئة السيارات الصغيرة انحصرت المنافسة على المراكز الأولى بين (فولكسواجن) و(متسوبيشي) و(نيسان).

وأكثر فئات الدراجات المشاركة شعبية هي دراجات (KTM)، وهي التي تقود السباقات الآن، وتنافسها على المراكز الأولى دراجات (ياماها).

حوادث السباق

في عام 1982م ضل مارك تاتشر، نجل رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك مارجريت تاتشر الطريق مع صديقه الفرنسي شارلوت فيرني، ولم يعثر عليهما إلا بعد ستة أيام، وفي عام 1986م توفي مؤسس السباق ثييري سابين في حادث سقوط طائرة عمودية، وقتل ستة أشخاص في عام 1988م في حوادث متفرقة، ثلاثة من المشاركين وثلاثة من السكان المحليين، طفلة عمرها عشر سنوات من مالي وامرأتان من موريتانيا.

وفي عام 2005م قتل اثنان من متسابقي الدراجات النارية هما الإسباني خوزيه مانويل بيريز والإيطالي فابريزيو ميوني الذي فاز بالسباق مرتين، وارتفع بذلك عدد قتلى المشاركين في السباق منذ بدايته إلى 45 متنافسا. وشهدت هذه المنافسة أيضا مقتل طفلة سنغالية لم يتجاوز عمرها خمس سنوات أثناء عبورها طريق السباق.

وشهد سباق عام 2006م وفاة متسابق الدراجات النارية الأسترالي آندي كالديكوت على بعد كيلومترات قليلة من المكان الذي قتل فيه ميوني قبل ذلك بعام، وقد تكررت هذه الحوادث رغم جهود منظمي السباق على تطبيق إجراءات السلامة بوضع قيود على السرعة، وإلزام السائقين بالراحة في محطات التزود بالوقود، وغير ذلك من الإجراءات، كذلك توفي في نفس السباق أيضا صبيان قتلا في حادثين منفصلين أثناء عبورهما مسار السباق.

الانتقادات التي توجه للسباق

ظل سباق داكار عرضة للانتقادات بسبب تأثيره على سكان الدول التي يمر بها، فقد تسبب في وفاة ثلاثة من الأفارقة في سباق عام 1988م. وفي عام 2002م نظم حزب الخضر الفرنسي مسيرة مناهضة للسباق واصفة السباق بأنه استعمار يجب استئصاله. واشتكى السكان المجاورون لمسار السباق: إنه يتسبب في انبعاث كميات كبيرة من الغبار والأتربة حول مسار السباق، كما يتسبب في مقتل وجرح الأفراد والماشية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة