إعداد - أشرف البربري:

تتمتع شركة داسو جروب الفرنسية بشهرة عالمية في مجال صناعة الطائرات وبخاصة الحربية منها حيث تنتج الشركة الفرنسية المقاتلة الشهيرة ميراج، لذلك فقد جاء الإعلان عن دخولها عالم السيارات من خلال مشروع طموح لتطوير جيل جديد من المحركات الهجين التي تعمل بالوقود والكهرباء إعلانا مثيرا لكل المهتمين بعالم السيارات.

وتسعى داسو إلى تقديم نموذج متطور من محركات الهجين التي تعمل بالكهرباء بشكل أساسي اعتمادا على بطاريات الليثيوم المؤين التي يعاد شحنها من خلال توصيلها بمصدر للكهرباء سواء كان المصدر خارجيا أو داخل السيارة.

يحمل المحرك الجديد الذي تطوره داسو اسم كلينوفا وهو نتاج أبحاث وتعاون مشترك مع شركة هيوليز لمكونات السيارات على مدى عدة سنوات مضت حيث نجحت العام الماضي فقط في التوصل إلى نموذج للمحرك الجديد يمكن إنتاجه على نطاق تجاري.

محرك المستقبل

يقول بينو لافوا مدير برنامج المحرك كلينوفا إن داسو تأمل في طرح محرك المستقبل في الأسواق العام المقبل. ومن الإضافات التي تميز محرك كلينوفا عن المحركات الهجين الموجودة قدرته على العمل بالكهرباء أو بالبنزين معا أو بشكل منفصل وهو ما يضمن أفضل استفادة ممكنة من الوقود التقليدي. كما إنه يستطيع قطع مسافة قياسية بالكهرباء فقط دون الحاجة إلى إعادة شحن مقارنة بالعديد من الأجيال الحالية من المحركات (الكهربائية) حيث يمكن للمحرك كلينوفا قطع مسافة تتراوح بين 150 و200 كلم.

ويتميز محرك المستقبل من داسو ببعد اقتصادي لا يتوافر لدى المنافسين يتعلق بإمكانية استخدام مجموعة متنوعة من البطاريات لتشغيله وفقا للاستخدام اليومي للسيارة من جانب العميل خاصة وأن بطاريات الليثوم ما زالت غالية الثمن بل إنها ما زالت المشكلة الوحيدة التي تحول دون انتشار السيارات الكهربائية.

وتقول شركة داسو أن محركها (المعجزة) سوف يقلب موازين تكلفة تشغيل السيارات الأمر الذي يعني اتجاه العديد من شركات النقل العام وسيارات الأجرة إلى السيارات الهجين. ففي حين تحتاج السيارة الهجين إلى يورو واحد بما يعادل 1.32 دولار لقطع 100 كلم لشحن البطارية فإن السيارة التقليدية تحتاج إلى بنزين يصل ثمنه إلى تسعة يورو بما يعادل 11.9 دولارا لقطع المسافة نفسها وفقا للأسعار في فرنسا.

وقد نجح المحرك الجديد في فرض نفسه على شركات إنتاج السيارات حيث تعاقدت شركة رينو الفرنسية على شراء عدد منه وكذلك فيات الإيطالية التي عرضت سيارتها دوبلو المزودة بهذا المحرك.

مولد كهرباء لإعادة

شحن البطارية

ومن التقنيات المفيدة في كلينوفا أن المحرك يمكن أن يتحول إلى مولد كهرباء لإعادة شحن البطارية عندما ينفد شحنها.

وقد نجح مهندسو داسو في تطوير نموذجين من كلينوفا الأول محرك كهربائي وهذا يستهدف السيارات التي تعمل داخل المدن فقط ولا تحتاج إلى سرعات عالية ولا تقطع مسافات طويلة والثاني هجين يعمل بالكهرباء والبنزين معا ويستهدف السيارات التي تستخدم خارج المدن. ويخضع حوالي 30 محركا طراز كلينوفا للاختبارات من جانب عملاء محتملين منذ أكثر من عام منهم شركة البريد الفرنسية وشركة الكهرباء الفرنسية وشركة جاز دو فرانس وإمارة موناكو لمعرفة مدى كفاءته في العمل تحت مختلف ظروف التشغيل.

ورغم أن العمل الأساسي لداسو تركز على تطوير المحرك فإن مهندسيها توصلوا إلى تقنية جديدة لصناعة بطاريات الليثيوم المؤين تهدف إلى زيادة كثافة البطارية الأمر الذي يزيد مقدار الطاقة التي تختزنها وبالتالي يزداد زمن تشغيلها دون الحاجة إلى إعادة شحن بالإضافة إلى التحكم في درجة الحرارة من خلال نظام تبريد متطور. وتشير التقديرات إلى أن السيارة المزودة بمحرك كلينوفا لن يزيد سعرها عن السيارة التقليدية بأكثر من عشرة آلاف دولار وهو رقم ليس كبيرا في ضوء الانخفاض الكبير في نفقات تشغيلها وبخاصة ما يتعلق منها بفاتورة البنزين وهو ما جعل داسو وشركاءها من منتجي السيارات يستهدفون في المقام الأول العملاء من الشركات والهيئات الحكومية التي تستطيع دفع ثمن أعلى للحصول على سيارة ذات نفقات تشغيل أقل.