إعداد - أشرف البربري*

لا يبدو أن وحدة إنتاج السيارات جيب التابعة لشركة كرايسلر الأمريكية مستعدة للاستسلام أمام المنافسة القوية في سوق الشاحنات الخفيفة بعد دخول منافسين جدد إلى هذه السوق وبخاصة تويوتا اليابانية ومواطنتها نيسان. فالمعروف أن كرايسلر التي مازالت جزءاً من إمبراطورية السيارات الألمانية الأمريكية ديملر كرايسلر تحتل مكانة متميزة في عالم الشاحنات الخفيفة (بيك أب).

في الوقت نفسه فإن جيب هو اسم له بريقه الخاص في عالم السيارات ذات الدفع الرباعي والخدمة الشاقة إلى الدرجة التي تحول فيها اسم جيب إلى مرادف للسيارة ذات الدفع الرباعي في الكثير من المناطق.

وفي إطار السعي نحو المستقبل كشفت شركة كرايسلر النقاب عن جيل جديد من السيارات يجمع بين مزايا سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الخفيفة تحت اسم جيب جيه تي jeep jt وهي سيارة أقرب إلى سيارات القتال منها إلى السيارات المدنية الأمر الذي يجعلها الخيار المفضل للكثير من العملاء الذين يحتاجون إلى سيارة قادرة على العمل في ظروف التشغيل القاسية.

اعتمد فريق مهندسي جيب على الطراز واجنر ليكون أساس تطوير سيارة جيب المستقبل حيث قاد فريق التصميم المهندس مارك آلين الذي نجح في حشد عدد كبير من المزايا والخصائص في السيارة المنتظرة الأمر الذي يجعل منها سيارة متعددة المهام ويجعل من الصعب على المنافسين تقليدها في المستقبل.

بساطة شديدة

في الوقت نفسه فإن البساطة الشديدة التي ظهرت في تصميم الهيكل الخارجي للسيارة تعكس رؤية عملية واضحة لدى فريق المصممين الذي أدرك منذ البداية أن عملاء مثل هذا النوع من السيارات يهتمون بالأداء الوظيفي للسيارة أكثر من اهتمامهم بالشكل الخارجي.

يصل طول قاعدة عجلات السيارة جيب جيه تي 116 بوصة وهي مزودة بشبكة من القضبان الفولاذية التي تحقق لها قدرة على التحمل والثبات على الطريق. كما أن السيارة مرتفعة عن الأرض بفضل آلة الرفع الموجودة بها التي تحقق لها ارتفاعاً عن سطح الأرض بمقدار ثلاث بوصات إلى جانب الإطار الذي يصل قطره إلى 35 بوصة.

ورغم المظهر البسيط لهذه المركبة الجديدة فإنها تتمتع بتجهيزات إلكترونية شديدة التعقيد والتطور بما في ذلك تزويدها برافعات ذاتية هيدروليكية يمكن استخدامها عند الحاجة إلى تغيير الإطارات بسرعة بسبب انفجار إحداها مثلا وكذلك نظام إلكتروني للتحكم في توزيع العزم على العجلات الأربع بما يساعد في القيادة على الطرق الوعرة بما في ذلك الطرق الرملية حيث يمكن للسائق التعامل مع أي موقف. كما تم تزويدها بنظام دانا 44 الذي يقوم بغلق العجلات الخلفية إلكترونيا في حالة صعود أحد المرتفعات الحادة مما يمنع السيارة من الارتداد إلى الخلف من ناحية ويحميها من الانقلاب من ناحية أخرى.

خصائص فريدة

ورغم أن السيارة الجديدة تحتوي على الكثير من المزايا والخصائص الموجودة في أجيال سيارات جيب السابقة فإنها تأتي وبها مجموعة من الخصائص الفريدة منها الباب الخلفي والسقف القابل للخلع وأنظمة صوتية بالغة التطور يمكنها تشغيل أنظمة الترفيه ورصد الأصوات المحيطة بالمنطقة.

وفي ظل الرغبة العارمة من جانب كرايسلر في الوصول إلى مستوى غير مسبوق مع هذا الطراز المنتظر فإنها اختارت التعاون مع واحدة من الشركات الشهيرة في مجال تصميم السيارات وهي شركة سكون ويركس الأمريكية لإنتاج هذا الطراز الذي يجمع بين خصائص سيارات الركوب التقليدية والشاحنات الخفيفة. ويصل طول الصندوق الخلفي للسيارة خمسة أقدام وهي مساحة تكفي لحمل الكثير من الأمتعة.

يقول المهندس مارك ألين رئيس فريق تصميم السيارة إنها مصممة على أساس الطراز جيب جيه كيه مع إضافة مجموعة فريدة من عوامل الأمن والسلامة بما في ذلك الحاجز الخلفي المصنوع من الصلب ليفصل بين الصندوق والقمرة الأمامية التي تتسع لراكبين.

تعليق متطور

كما نجح مهندسو كرايسلر سكون ويركس في تطوير نظام تعليق متطور يتلائم مع طبيعة الخدمة الشاقة للسيارة سواء من أجل امتصاص الاهتزازات الناجمة عن السير في الطرق الوعرة لتوفير الراحة للركاب والحفاظ على أي أمتعة محمولة من التلف أو من أجل تحقيق مستوى عال من التحكم في السيارة أثناء القيادة والاستفادة القصوى من قوة العزم التي يتيحها المحرك. أما المحرك فتبلغ سعته 3.8 لتر ويتكون من ست اسطوانات على شكل حرف في ويعطي قوة تتجاوز المائتي حصان.

ويقول أرون بوزتي كبير المصممين في قطاع سيارات جيب ونائب مدير إدارة التصميم في مجموعة كرايسلر جروب إن النظرة الأولى للسيارة المنتظرة تقول إنها مصممة للأغراض العسكرية ولكن الحقيقة أنها سيارة تصلح لكل الاستخدامات بما في ذلك داخل المدن.

حماية متقدمة

فالسيارة مزودة بمحرك صديق للبيئة حيث حرصت الشركة على ضمان خفض معدلات العوادم الغازية الناتجة عنه إلى المستويات المطلوبة رسميا. كما أن قمرة السيارة مجهزة بمجموعة من أنظمة الترفيه مثل مشغل الأقراص المدمجة ومشغل كاسيت وراديو متعدد الموجات إلى جانب نظام للملاحة البرية المتصل بالأقمار الصناعية والوسائد الهوائية الأمامية والجانبية لتحقيق الحماية للسائق والركاب في حالة الحوادث.

يقول رالف جيليز نائب رئيس إدارة تصميم الشاحنات الصغيرة في كرايسلر إن أهم ما يميز السيارة الجديدة أنها نتاج فكر جديد مبتكر مارس خلاله المصممون أقصى درجات الحرية والبعد عن النمطية

وأشار إلى أن النتيجة هي تطوير سيارة تجمع بين مزايا سيارات الركوب وعملية الشاحنات الخفيفة وقوة السيارات العسكرية وقدرتها على العمل الشاق. في الوقت نفسه فإن السيارة مزودة بتقنيات بالغة التقدم لتوفير الحماية ومتعة القيادة حتى في أصعب الظروف بما في ذلك وحدات استشعار إلكتروني لتفادي الاصطدام وأنظمة إضاءة بالغة التطور من أجل العمل في ظل أسوأ الظروف بما في ذلك في حالة الضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية تماما.