نعلم جميعا أن السرعة الجنونية وممارسة التفحيط مع القيادة المتهورة من الأسباب التي تزيد من نسبة الحوادث في بلادنا الحبيبة؛ وحين نتأمل الحلول المقدمة من إدارتي المرور والبلدية لتفادي هذه المشاكل، يتضح لنا تركيزها بشكل كبير على أحد هذه الحلول وهو (المطبات الصناعية) وهو حل - برأيي - يمتاز بالحكمة والعقلانية!
لذا فإني استغرب رأي المتذمرين من هذه المطبات بدعوى كثرتها وعشوائية تنفيذها؛ وتضخيمهم للضرر المادي الذي يصيبهم نتيجة إصلاح سياراتهم؛ مع ضياع أوقاتهم في الدوران حول الورش المتنافسة على قصب السبق في النصب والاحتيال.
ثم ألا يعلم أولئك عن تلك الفوائد الجمة لهذه المطبات؛ حيث أسهمت في نمو تجارة ورش الصيانة؛ وتجارة قطع غيار السيارات؛ ويستفيد من هاتين التجارتين آلاف الأطفال والأسر من أشقائنا في شرق آسيا، الذين تغرب آباؤهم تاركين خلفهم أهلهم وبلادهم من أجل لقمة العيش.
كما لا ننسى ذلك الكفيل المكافح الذي يحصل على أكثر من ألفي ريال شهرياً مقابل التستر عليهم.
أرأيتم كيف نجهل الكثير من الأمور؛ وكيف نتسرع دائماً في أحكامنا!!
إنني أدعو الجميع - عند التضرر من المطبات العشوائية - إلى احتساب الأجر والثواب من الله تعالى؛ وترديد قول القائل (يا ليل ما أطولك)..
ودمتم.