Car Magazine Wednesday20/06/2007 G Issue 29
تقنيات
الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1428 العدد29

تقنيات ذكية
للإختناقات المرورية

يبدو أن الكمبيوتر والإنترنت وهما أبرز ملامح ثورة تكنولوجيا المعلومات سوف تضع حدا لصداع الاختناقات المرورية في الكثير من المدن الكبرى بعد أن اكتشفت البشرية أنها أصبحت في مواجهة معضلة كبيرة تتمثل في ثبات مساحات الشوارع والطرق مع تزايد غير محدود لأعداد السيارات التي يستخدمها البشر.

وقد بدأت مدينة نيويورك الأمريكية بالفعل دراسة إمكانية الاستفادة من الكمبيوتر والإنترنت من أجل التعامل مع أزمة الاختناقات المرورية وبخاصة في أوقات الذروة سواء اليومية أو الأسبوعية عندما يبدأ الكثيرون في اصطحاب أسرهم بسياراتهم للخروج في نزهات خلوية.

تشير إحصائيات منظمة أصحاب السيارات الأمريكية إلى أن حوالي 35 مليون شخص يستخدمون سياراتهم الخاصة للقيام برحلات خلوية في عطلة نهاية الأسبوع. ولكن الرقم يزداد بشدة في مواسم الأعياد والعطلات الرسمية. وهذا هو السبب الرئيسي في ظاهرة الاختناقات المرورية. غير أنه ولحسن الحظ أصبح في مقدور الكثيرين الابتعاد عن نقاط الاختناقات المرورية من خلال تكنولوجيا الكمبيوتر والإنترنت أو ما يعرف باسم الطرق الذكية بدلا من الاعتماد فقط على الإرشادات المرورية التي تقدمها المحطات الإذاعية.

مواقع مهمة

يمكن للكثيرين قبل انطلاقهم في رحلاتهم البرية وقبل إغلاق جهاز الكمبيوتر الخاص بهم زيارة المواقع المرورية على الإنترنت مثل موقع Traffic.com أو Metrocommute.com للحصول على أحدث المعلومات عن حالة الطرق وأماكن الازدحام والطرق البديلة التي يمكن سلوكها للابتعاد عن النقاط المزدحمة.

ومن التقنيات التي تتيحها هذه المواقع وضع علامات على المناطق التي بها ازدحام أو اختناق. وبمجرد ضغط الفأرة (الماوس) على النقطة المزدحمة سوف يعرض الموقع تفاصيل الحالة المرورية والطرق البديلة لتجاوزها. ومع تطور تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي بالإنترنت أصبح من الممكن استخدام الكمبيوتر المحمول والدخول إلى هذه المواقع أثناء قيادة السيارة بالفعل.

وبفضل التطور الكبير الذي حققته شركات تكنولوجيا المعلومات تم إنتاج أجهزة استقبال البيانات في السيارة وتعرف باسم تيليماتيك من إنتاج شركة أون ستار المملوكة لأكبر شركة سيارات في العالم وهي الشركة الأمريكية جنرال موتورز. كما أن هناك أجهزة مشابهة من إنتاج شركات أخرى.

وهذه التكنولوجيا أقرب إلى فكرة الاستعلام الهاتفي حيث يمكنك تشغيل الجهاز والاتصال بموفر خدمة البيانات لسؤاله عن حالة الطريق قبل الانطلاق في الرحلة. أما في حالة سقوط السائق بالفعل في فخ الاختناق المروري فيمكنه الاتصال بموفر خدمة البيانات وسؤاله عن سبب الاختناق والطرق البديلة المتاحة للخروج منه.

قمر صناعي

مع ظهور الإذاعات التي تستخدم القمر الصناعي تعددت المحطات الإذاعية المتخصصة في تقديم الخدمات المرورية وبخاصة في الولايات المتحدة وأصبح في مقدور السائق الحصول على تقارير مسموعة عن الحالة المرورية عبر هذه الإذاعة. ولكن ما يعيب هذه الطريقة هي أن الإذاعة تبث تقريرها كل عشر دقائق تقريبا وقد لا يغطي التقرير الطريق الذي يستخدمه السائق في هذه اللحظة. وشهدت السنوات القليلة الماضية طفرة في مجال أجهزة الملاحة البرية فلم تعد مجرد أجهزة تعرض خرائط حتى لو كانت مجسمة للطرق التي يقطعها السائق والإرشادات المرورية التي تتيح له الوصول إلى وجهته حتى لو لم يكن يعرف الطريق إليها بالفعل.

فمع اشتداد حدة أزمة الاختناقات المرورية داخل وخارج المدن الكبرى تسابقت الشركات المنتجة لأجهزة الملاحة البرية من أجل تطويرها لتصبح أجهزة إرشادية لتفادي الاختناقات المرورية من خلال اتصالها الدائم بأحد الأقمار الصناعية التي تقدم تقارير فورية عن الحالة المرورية لكل الطرق. وكل ما يحتاج إليه السائق في هذه الحالة هو ضبط إعدادات الجهاز من خلال تزويده بالبيانات الخاصة عن الطريق الذي يسلكه والوجهة التي يريد الوصول إليها وسيتولى جهاز الملاحة بعد ذلك تنبيهه إلى وجود اختناقات مرورية في الطريق والطرق البديلة المتاحة.

علامات ذكية

أما قمة التطور التكنولوجي في هذا المجال فيتمثل في مشروع جديد يهدف إلى زيادة درجة (ذكاء) الطرق من خلال وضع علامات إرشادية إلكترونية تنبه السائقين إلى وجود مشكلات في الطريق وتقترح عليهم طرقاً بديلة.

وتعتمد هذه التكنولوجيا على وجود وحدة مركزية تتلقى تقارير الحالة المرورية على مختلف الطرق الرئيسية من الأقمار الصناعية ثم تحولها إلى رسائل إرشادية يتم بثها إلى اللوحات الإلكترونية المثبتة على الطرق مع الإرشادات التي يمكن اتباعها لتفادي نقاط الاختناق.

وفي إطار مشروعات تطوير تكنولوجيا ما تعرف باسم (الطرق الذكية) أطلقت نيسان موتورز اليابانية مشروعا بحثيا يهدف إلى توفير أكبر قدر ممكن من الأمن والسلامة سواء للمشاة أو لأصحاب السيارات، وهو يأتي في إطار البحث عن تقنيات جديدة للحد من استهلاك الوقود والعوادم الغازية الناتجة عن عمل المحرك. وتقول نيسان إن نظام الاتصالات الإلكتروني الجديد بين السيارة والإشارات المرورية الضوئية سوف يساعد في الحد من الاختناقات المرورية التي تنجم عن عدم التزامن بين حركة المرور وتغيير الإشارات الضوئية. وتقول نيسان إن التجارب على المشروع الجديد ستمتد حتى مارس 2009 وتشمل حوالي عشرة آلاف سيارة تشترك في خدمة نظام الملاحة البرية التي تقدمها نيسان لسياراتها في إقليم كاناجاوا الياباني.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة