Car Magazine Wednesday20/06/2007 G Issue 29
السلامة
الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1428 العدد29

متى يتوقف هذا المسلسل؟
جمال سائبة... وأرواح بريئة

* إعداد - محمد محمود البسيط *

الجمال السائبة على الطرق تتسبب في حوادث مميتة وشنيعة تحصد أرواح الأبرياء يومياً جراء اهمالها وعدم مراقبتها من أصحابها وتوصلت دراسات أجريت مؤخرا إلى أن عدد الإبل في المملكة يزيد على نصف مليون رأس. والنسبة الكبرى منها تركت حرة طليقة في الانتقال من مكان إلى آخر بحثا عن المرعى مما أدى إلى دخولها مسارات الطرق وتسببها في الحوادث.

وفي مواجهة ذلك قامت وزارة النقل بعدة اجراءات ومنها:

- تنفيذ معابر للجمال في الطرق السريعة بشكل يساعد الحيوانات على العبور منها دون الدخول إلى الطرق أو التسبب في الحوادث.

- تمت تغطية سطح المعبر بمواد رملية تتناسب مع بيئة المناطق المحيطة بالطريق لكي يعبر الحيوان دون خوف.

- إنشاء مصائد تمنع دخول الإبل والحيوانات الأخرى إلى الطريق السريع.

- التأكيد على أصحاب الإبل بإعداد قوائم بالوسوم المتعارف عليها وتزويد القبائل وتجار الإبل والدلالين بها.

- التأكيد على أصحاب الإبل وضع أحزمة عاكسة على الإبل لكي تعكس وجودها ليلا لمستخدمي الطرق.

أما بالنسبة للطرق المفردة غير المسيجة فقد قامت الوزارة بوضع لوحات تحذيرية على جوانب الطرق في المناطق التي تكثر فيها مناطق الرعي وتكون أكثر عرضة لعبور الإبل لتنبيه السائقين، وعليه يجب على أصحاب الإبل الحرص على إبعادها عن الطرق تفاديا لوقوع الحوادث، وعلى السائقين الانتباه إلى اللوحات الإرشادية والتقيد بما تحتويه من تحذيرات.

ورغم كل الاجراءات والتحذيرات ما زال مسلسل حوادث الإبل السائبة يواصل تقديم عروضه على الطرق وخاصة السريعة منها ونجم عن الحوادث ازهاق ارواح الكثير من الأبرياء واضحت الإبل السائبة التي غالباً ما تفضل التحرك تحت عتمة الليل خطرا يهدد أرواح المسافرين والسياح المتنقلين بين مناطق المملكة الشاسعة عبر طرق السفر الطويلة وخصوصاً تلك التي تمر عبر المناطق الرعوية.

دور مهم للمرور

ولا تبخل الجهات الأمنية والمرورية في المملكة ببذل أقصى جهودها للحد من ارتفاع الحوادث المرورية بشكل عام، والحوادث التي تتسبب بها الإبل السائبة بشكل خاص وذلك عبر فرض عقوبات على قائدي المركبات المتهورين وملاك الإبل الذين يهملون مواشيهم ويطلقون لها العنان لتصبح ألغاماً موقوتة في الطرقات، حيث تتواصل الإرشادات التحذيرية لسائقي المركبات والمصطافين من أخطار الإبل والمواشي السائبة خاصة في أوقات الليل، كما تدعو أصحاب الإبل إلى حجزها وإبعادها عن الأماكن القريبة من الطرق.

وتتمحور التدابير الاحترازية في هذا الشان في التأكيد على السائقين بتوخي الحذر والتركيز اثناء القيادة وعدم تجاوز السرعة المحددة لأن مجرد غفوة السائق عن التركيز أثناء القيادة وتجاوز السرعة المحددة قد يتسببان في حدوث ما لا يحمد عقباه من حوادث مؤسفة وإمكانية أن يجد السائق نفسه وجهاً لوجه أمام جمل سائب اختار العبور من منطقة رعوية إلى أخرى غير آبه بمستخدمي الطرق او ما قد يسببه لنفسه ولهم من اخطار.

الإبل السائبة مشكلة مقلقة رغم كل ماكتب عنها... أزهقت أرواح المسافرين وأعاقتهم وشوهتهم ومازالت الحلول غير مجدية... الاحصائيات تدل على العدد الكبير لحوادث الإبل وما سببته من وفيات وإعاقات مستديمة كثيرة.. والجميع يطالب بعقوبات رادعة لمالكي هذه الجمال ووضع نظام جريء وواضح يقضي على المشكلة...

(الجزيرة) التقت أحد المصابين المتضررين من الإبل السائبة والذي حرمته إصابته من وظيفته في الوقت الحالي وأخرت زواجه. يقول هذا الشخص الذي يرقد في المستشفى منذ فترة:

ضحية الإبل!

(هناك أعداد كثيرة من الجمال السائبة تنتظر المساء لتصطاد ضحاياها من المواطنين فمن يتدخل لإيقاف إزهاق الأرواح البريئة، وفيما يبذل الكثير من الجهد والمال في سبيل المحافظة على أمن وسلامة مرتادي الطرق، يصر البعض على عدم التعاطي مع هذا الأمر بالجدية اللازمة، وغالبا ما تسببوا إما نتيجة إهمالهم أو عدم اكتراثهم في حوادث مأساوية ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء. ومع ازدياد رقعة المناطق الرعوية شمالي المملكة تتفاقم تبعا لذلك حوادث الطرق الناجمة عن الارتطام بالحيوانات - وخاصة الجمال - العابرة لتلك الطرق دون مراعاة لأبسط قواعد السلامة المرورية - مما يجعل الحاجة ملحة لإجراءات أكثر فاعلية بحق الجمال السائبة وأصحابها تفاديا للأخطار المحتملة. لذا يجب حماية الطرق وتسييجها بوسائل تمنع تدافع الإبل ناحية الطريق).

لقد أجريت عدد من التجارب في دول الاتحاد الأوروبي لوضع أجهزة إنذار مبكر تجبر الحيوانات على الابتعاد عن الطريق بعد إطلاق ترددات معينة تدب الذعر في قلب الحيوان وتجبره على التنحي عن حرم الطريق بمسافات آمنة. وقد أتت التجارب بنتائج وصفت بالمبشرة بعد نجاحها على معظم الحيوانات.

وإلى أن توجد الحلول المناسبة والكفيلة بإزاحة هذا الخطر المحدق بمرتادي الطرق سيظل الوضع يتفاقم ويتحول إلى مشكلة حقيقية تؤرق قائدي المركبات ليل نهار بعد أن شاهدوا مراكز حجز الإبل على الطرق خاوية فيما الجمال تسرح وتمرح هنا وهناك مهددة أرواحا بريئة بما هو أسوأ.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة