* إعداد - محمد شاهين *

لم يحظ معرض جنيف الدولي للسيارات بإقبال كبير في سنواته الأولى ولكنه مع توالي الدورات بدأ يشهد إقبالاً لافتا من كبرى الشركات المصنعةاضافة إلى استوديوهات التصميم العالمية التي تحرص على تقديم تصوراتها عن سيارات المستقبل بما يناسب الذوق الأوروبي على الأخص.

وتأتي أهميته الكبرى بالنسبة لشركات السيارات الأوروبية من توقيته حيث يعتبر الفرصة الأخيرة بالنسبة لهذه الشركات لعرض أحدث منتجاتها على الجمهور قبيل بدء موسم ارتفاع المبيعات في فترة الصيف من كل عام.

ومنذ انطلق للمرة الأولى شهد المعرض تقديم أهم السيارات وأشهرها في العالم. فعلى سبيل المثال كانت شهرة جاكوار العالمية بموديلاتها المتلاحقة على مر السنين من هذا المعرض. وفيه تعرف العالم على ماركات لاتزال في المقدمة مثل أودي ولامبورجيني وفولكس واجن. وشهدت دورة هذا العام اطلاق العديد من الموديلات من مختلف الانواع بما يلبي جميع الاذواق.

كشفت عدة شركات النقاب عن جيل جديد من السيارات الرياضية الفاخرة حيث تجمع مميزاتها بين السمات التقليدية للسيارات ذات الدفع الرباعي، وبين تقليص استهلاك الوقود والرشاقة التي تتطلبها القيادة في المدن.

ويستهدف معرض جنيف في المقام الأول السوق الأوروبية التي تركز على السيارات الصغيرة والسيدان والاستيشن.

كما أن سوق السيارات، ذات المحرك الهجين في فئة السيارات الفاخرة، باتت متنامية بسرعة.

وعرضت تويوتا نموذج سيارتها التجريبي الذي يستهدف المناطق الحضرية (إيربان كروزر). وكانت الشركة اليابانية قد كشفت النقاب عن صور هذه السيارة، والتي أظهرت أن هناك تقليصا في مقاييسها.

أما إنفنيتي، وهي القسم المنتج للسيارات الفاخرة في شركة نيسان، فقد كشفت عن الجيل الجديد من السيارة إف إكس 37 ذات المحرك الهجين. ومن المتوقع أن يتضمن هذا الجيل تعديلات في التصميم، فضلا عن المحرك الأكبر حجماً والذي يتكون من ثماني أسطوانات على شكل حرف (في) بدلا من المحرك الراهن الذي يتكون من ست أسطوانات فقط.

*****

رينو تنافس

ودخلت رينو لأول مرة المنافسة الساخنة في فئة السيارات الرياضية ذات الاستخدامات المتعددة SUV من خلال إطلاق السيارة كوليوس، وهي سيارة هجين ترتكز على نموذج سيارة تجريبي عرض لأول مرة في معرض باريس للسيارات عام 2006 . والسيارة نتاج مشروع تعاونت فيه الشركة الفرنسية مع شركة نيسان. حيث أولى المصممون عناية كبيرة للتجهيزات الداخلية للسيارة بهدف توفير الراحة والرفاهية. وتسيطر الخطوط الدائرية والأسطح الملساء على تصميم الأجزاء الداخلية. ومن بين المزايا التي تتمتع بها السيارة المساحة الشفافة في سقفها وتبلغ 75 سم مربع، والتي تتيح للركاب رؤية بانورامية واسعة. وتأتي السيارة الجديدة بثلاث نسخ مختلفة، حيث تعمل اثنتان منهما بوقود الديزل (السولار) والثالثة بالبنزين. والنسخ الثلاث للسيارة ذات الدفع الرباعي مزودة بناقل للحركة يعطي ست سرعات أوتوماتيكية.

*****

فيستا تتصدر

نجحت شركة فورد في الابتعاد عن الشكل التقليدي للموديلات القديمة للسيارة (فيستا)، التي تمثل حجر الزاوية في استراتيجية فورد العالمية، و احتفظت النسخة الاحدث بخطوطها الرياضية وعلامتها المميزة.

يقول جون فليمينج، مدير فورد الأوروبية: (السيارة الجديدة تجسد جوهر فيستا نفسه فهي رشيقة وخفيفة وتثير ارق الاحاسيس الانسانية). يذكر أن التكهنات قد أثيرت حول نية فورد تغيير العلامة المميزة للسيارة والتي تعود لأول ظهور لها عام 1976 .

وتجسد السيارة فيستا السمات المميزة لما تطلق عليه الشركة تعبير (التصميم الحركي) وسوف يبدأ الإنتاج الأوروبي منها في خريف العام الحالي في مصنع الشركة في كولونيا بألمانيا.

على أن ينضم مصنع تجميع السيارات في فالنسيا لإنتاج المزيد منها العام القادم. ورغم صغر الحجم وخفة الوزن هناك الكثير من عوامل الأمان التي روعي إضافتها للسيارة من أهمها المعدن فائق القوة الذي يدخل في هيكلها.

ومن إنتاج فورد الأوروبية في ألمانيا تأتي (كوجا)، التي يتوقع أن تنافس السيارة (تيجوان) من فولكس واجن، بنموذجين مختلفين من حيث التصميم: (زيتيك) و(تيتانيوم).

أما المواصفات المشتركة فهي محرك التيربو ديزل ذو السعة 2 لتر والأربعة سلندرات. كما تتمتع السيارة بدفع رباعي وناقل حركة اوتوماتيكي بست سرعات.

*****

ثلاثية أودي

أطلقت أودي خلال مشاركتها في المعرض ثلاث أنواع جديدة على رأسها السيارة R8 V12 TDI وهي عبارة عن نموذج جديد تنتجه الشركة للمشاركة في سباق لي مانز الدولي. وكانت قد عرضت في معرض ديترويت العام الماضي ولكنها الآن رهن التجهيز للطرح بشكل فعلي.

وهي تعمل بمحرك ديزل سعته 6.0 لتر و12 سلندر بقوة قدرها 500 حصان من خلال ناقل حركة بست سرعات أوتوماتيكي. وخيبت أودي A4 Avant الآمال لأنها لم تأت كما توقع الكثير من المتابعين. حيث لم يكن أحد يتخيل أن تأتي السيارة بتصميم غير تصميم السيدان الذي اعتادت عليه أودي في موديلاتها السابقة. حيث جاءت بخمسة أبواب ومساحة تخزين خلفية. وهو ما زاد في طولها النسبي بمقدار 6 بوصات. وبشكل عام يمكن القول إن المساحة الداخلية اتسعت بشكل ملحوظ عن مثيلاتها. أما المواصفات الفنية فيمكن القول إنها لم تختلف كثيراً عن سابقتها السيدان. وكانت Q7Quattro مجرد نموذج تجريبي عندما عرضت بشمال أمريكا العام الماضي من خلال معرض ديترويت. والآن يمكن لعشاق الأودي الحصول على أكثر سيارات الديزل قوة من بين أقرانها. وتأتي بفئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات SUV. M3 الجديدة.

وشاركت بي إم دبليو الألمانية بسيارتين جديدتين في المعرض لهذا العام، و الاولى M3 التي تعتمد في تصميمها على قرينتها من الفئة الثالثة باختلاف السقف المتحرك في الموديل الجديد. أما المواصفات الخارجية فتتشابه في المجمل. إلا أن الاختلاف يأتي في المواصفات الفنية حيث تغير المحرك إلى آخر جديد بسعة 4.0 لتر ذو 8 سلندرات.

أما السيارة الأخرى فهي عبارة عن مفهوم جديد تطرحه الشركة كنموذج تجريبي تحت اسم (رؤية X5) والحقيقة أنها تعبر عن رؤية بي إم دبليو لسيارات SUV الصديقة للبيئة في المستقبل. إنها قوة بي إم دبليو الديناميكية الفائقة متمثلة في سيارة بسبعة مقاعد فاخرة ومحرك هجين يحافظ على الاقتصادية في الأداء والتقليل من كمية الغازات المنبعثة بما يتماشى مع الضوابط الأوروبية المتعلقة بالبيئة. بالإضافة إلى لوحة شمسية تعتلي سقف السيارة كمصدر إضافي للطاقة الكهربائية يختص بتشغيل مكيف الهواء ويقوم بتدفئة زيت المحرك قبل أن تعمل السيارة ليبقى دافئاً طوال الوقت.

*****

خماسية فولكس

طرحت فولكس واجن خمسة موديلات ونماذج جديدة في المعرض لهذا العام. و من أهمها شيروكو المطورة والرياضية. والتي تتسع لأربعة مقاعد مريحة. كما أنها تتيح لمقتنيها فرصة الانتقاء بين أربعة محركات مختلفة يعمل اثنين منها بالبنزين والآخران بوقود الد يزل. أما قوة المحركات فتتراوح ما بين 122 إلى 200 حصان.

وكانت السيارة الثانية باسات CC التي عرضت في جنيف بعد أن قدمتها الشركة لجمهورها الأمريكي. وتتميز هذه السيارة بعدة صفات من أهمها التصميم المميز لسيارة كوبيه بأربعة أبواب، إضافة للديناميكية العالية والرحابة المترفة من الداخل.

وتعد باسات سي سي الأولى من نوعها بما تقدمه من أنظمة مساعدة وأنظمة للقيادة الديناميكية مثل مساعد المسار المسؤول عن إبقاء السيارة على نفس المسار والالتزام به، ونظام التعليق التلقائي الذي يتكيف مع حالة الطريق.

*****

جولف هجينة

وتعتمد السيارة جولف TDI على وقود الديزل فائق التقنية والمحركات الكهربائية وناقل الحركة ذي السبع سرعات في صنع صورة لأفضل سيارة رياضية قوية صديقة للبيئة واقتصادية صنعتها فولكس واجن منذ زمن طويل. فالسيارة تستهلك 3.4 لتر من الديزل لكل 100 كلم. وكون هذه السيارة مصمّمة خصيصاً لتكون سيارة هجينة عالية الأداء، فهي تمتاز بالميزتين معاً، الحرق الصافي للوقود وتقنية البرنامج المزدوج وهي ميزة الاقتصاد في استهلاك الوقود الناتجة عن محركات TDI العاملة بالديزل وتقنية E-Motor للمحركات الكهربائية. وعند استخدام برنامج القيادة الكهربائي، يمكن القيادة من دون طرح مخلفات ضارة على الإطلاق. وتعد باسات فاريانت صديقة للبيئة بالغاز الطبيعي الذي يعد مصدراً ممتازاً إضافة إلى قلة تكلفته.

وواصلت فولكس واجن حملة بلوموشن خلال عام 2008، وذلك بإطلاق الطراز الأخير من سيارة بلوموشن والتي تم عرضها للمرة الأولى في العالم خلال معرض جنيف للسيارات. وتتميز هذه السيارة بمعدل منخفض جداً في استهلاك الوقود يبلغ 6 لتر من الديزل لكل 100 كيلومتر. كما طرحت فولكس غولف فاريانت TDI 4Motion ذات الدفع الرباعي التي تضمن أفضل قدرة ممكنة على التحكم، حتى في أصعب المواقف وأكثرها شدة على الطريق. نيسان.

*****

نيسان.. قوة استثنائية

قدمت شركة نيسان اليابانية لزوار المعرض طرازها الجديد من السيارة (GT - R) المزودة بقوة أداء استثنائية من خلال محرك على شكل حرف(v) بقوة 500حصان. وتنتقل الحركة إلى عجلات السيارة الأربعة بنظام دفع متقدم يشملها جميعا في وقت واحد عن طريق ناقل حركة مزدوج متعدد المحاور وصندوق تروس يعمل بنظام ناقل حركة عن طريق البدال. ويمكن ضبط أوضاع التعليق للسائق وصندوق التروس والتحكم في اتزان السيارة بحسب السائق. لذا يمكن قيادتها على الطرق العادية في المدن أو في مضمار السباق.

ومن المقرر طرح السيارة (جي تي - آر) للبيع في أوروبا في المستقبل القريب بعد الإعلان عن سعرها الرسمي حيث يتوقع أن يبلغ نحو 73 ألف يورو (107 آلاف دولار).

كما قدمت نيسان للجمهور الأوروبي الجيل الجديد من سيارتها الرياضية ذات الاستخدامات المتعددة (مورانو) التي حققت في جيلها الأول شهرة واسعة في أسواق العالم. وتعمل بمحرك سعة 3.5 لتر و6 اسطوانات مطلقة قوة تصل إلى 265 حصان. بمحرك من فئة VQ التي أطلقتها نيسان. ويتمتع الجيل الجديد بكثير من وسائل الفخامة والرفاهية.

وكشفت نيسان عن نموذجها الكهربائي الذي كانت قد أعلنت عنه منذ عدة سنوات. وتعمل نيسان الكهربائية ببطاريات الليثيوم آيون ويمكنها التحرك في جميع الاتجاهات من خلال دوران مقصورتها الداخلية بزاوية 360 درجة. مما يتيح للراكب تغيير مساره دون الحاجة للرجوع للخلف أو تحويل اتجاه السيارة.

*****

تويوتا مفهوم جديد

تصميم ثوري تقدمه الشركة اليابانية العملاقة مستهدفة به الأسواق الناشئة الجديدة في كل من الصين والهند، أكثر من غيرها من الأسواق في اليابان وأمريكا وأوروبا. والسيارة المقصودة ذات المقعد الواحد عملاً بمبدأ السيارات الشخصية الصغيرة والذي كانت قد طرحته للمرة الأولى عام 2005 من خلال نموذجها التجريبي I-swing. ويبدو أن تويوتا تسير قدماً على طريق التكنولوجيا الصديقة للبيئة المخفضة لاستهلاك الوقود والانبعاثات على حد سواء. ولهذا قدمت سيارتها الأصغر حجما والاقل سعرا.

*****

ميني فان أوبل

كشفت شركة أوبل الألمانية عن نموذج أطلقت عليه اسم (مينيرفا) وهو المرحلة المتطورة من طراز ميني فان ذات البابين. وتتميز بمجموعة المصابيح الخلفية والتي ميزت نماذج جي تي سي كوبيه وفليكستريم. أما منطقة الزجاج فهي تنحدر نحو منطقة الارتكاز الخاصة بالباب مما يتيح للركاب في المقاعد الخلفية قدرة أفضل على المشاهدة. كما يمنح السقف المسحوب إلى الخلف شكلا أكثر ديناميكية للسيارة.

وعرضت هوندا خمسة موديلات جديدة من سياراتها من بينها سيارة (أكورد) جديدة وسيارة (إف سي إكس كلاريتي) التي تعمل بخلية وقود هيدروجينية ولا تخلف عوادم.

وتأتي أكورد في شكلها الجديد بجسم انسيابي وعجلات بارزة وقوية، وهي ضمن المجموعة الجديدة مزودة بمحركات من أنواع ثلاثة تعمل بالبنزين والديزل، وأكثر قوة واقتصادية وتنسجم مع معايير انبعاثات العوادم الأوروبية. والمحرك الديزل مزود بتكنولوجيا حقن للوقود متعددة المراحل، وأكثر كفاءة في إعادة تدوير غازات العادم، ومرشحات دقيقة لتقليل العوادم. وأدخلت تعديلات رئيسية على المحرك الذي تبلغ سعته 2 لتر والذي يعمل بالبنزين من بينها زيادة قطر صمامات التزويد بالوقود. وجميع المحركات الثلاثة تعمل بناقل سرعات ذي ست سرعات مع خيار العمل بناقل سرعة أوتوماتيكي خمس سرعات. ومن بين السيارات التي ركزت على مراعاة المعايير البيئية، السيارة (إف سي إكس كلاريتي)، وهي سيارة صالون تعمل بخلية وقود، كانت قد عرضت من قبل في لوس أنجليس، وعرض نموذج السيارة التجريبي هوندا (CR-Z) وهي سيارة تصفها الشركة بأنها بمثابة الأساس الذي سترتكز عليه السيارات الرياضية ذات المحرك الهجين في المستقبل.