Car Magazine Wednesday  22/10/2008 G Issue 81

الاربعاء 23 ,شوال 1429   العدد  81

 

 

في هذا العدد

 

مسيرة

 
فولكس واجن بيتل قصـة نجـاح..!!

 

 

دبي - نادي السيارات:

منذ بدء انطلاقها سنة 1938 أصبحت سيارة بيتل أكثر السيارات إنتاجاً والتي حافظت على نفس الشكل والتصميم، حيث تم إنتاج أكثر من 21 مليون سيارة منها منذ إحداثها.

وكانت بيتل بمثابة سفير ألمانيا في جميع دول العالم - حيث اشتهرت بصوتها الرائع والفريد وحضورها الذي لا يخفى على أحد ومظهرها الأنيق الذي لا يضاهى. وكانت فترة أواخر الستينيات وبداية السبعينيات أكثر الفترات المهمة لها، حيث أصبحت رمزاً ومثالاً على كل شيء خلال تلك الحقبة. وساهم تصميم سيارة فولكس واجن الفريد والنادر في نشر شعبيتها حول العالم، فقد كانت رمزاً للأصالة والمتانة عند الأمريكيين في الخمسينيات، ثم أصبحت تجسيداً للحضارة الجريئة في الستينيات لتتميّز بعد ذلك عن نظيراتها من السيارات، حيث كانت تلك السيارة في عموم أمريكا مزينة بتصميمات رائعة وألوان زاهية. ولعدّة حقب، ظلّت البيتل أكثر السيارات المستوردة شعبية في الولايات المتحدة.

البداية

بدأت قصة سيارة بيتل في 17 يناير سنة 1934 عندما قام فيرديناند بورشه بكتابة بيان تقديمي يتحدّث عن صناعة (سيارة الشعب الألماني)، وفي رأيه، إن سيارة الشعب أو فولكس واجن يجب أن تكون سيارة ملائمة وموثوقة إلى حد كبير، وخفيفة الوزن وبمعدّات متينة. وقد كان من المقرر أن تكون سريعة ذات محرك قوي قادر على دفعها بسرعة فوق أي طريق جبلي. أما طريقة تصميم المقاعد فكان من المقرر لها أن تكون مريحة إلى أبعد حد - وكل تلك الصفات كانت لتجتمع في سيارة واحدة وبسعر منخفض، فكانت النتيجة هي سيارة فريدة ذات شكل مستدير لا ينسى، أثبتت بأنها قفزة كبيرة نحو الأمام في تاريخ صناعة السيارات.

وقد تم إكمال النموذج الأول للسيارة في 5 فبراير 1936، ثم تمت صناعة ثلاث سيارات تجريبية من الفئة V3 قطعت أكثر من 50.000 كلم في اختبار تحمّل استمرّ من أكتوبر إلى ديسمبر من عام 1936. وبعد القيام بالتعديلات اللازمة أُجريت اختبارات تحمّل شاملة على 30 نموذجاً معدلاً تحت اسم VW 30. وكانت السيارة الجاهزة للإنتاج سنة 1938 سيارة ذات تقنية عالية.

مدني وعسكري

وبغرض إنشاء المصنع وأنظمة الإنتاج، قام فيرديناند بورشه بالبحث في مصانع سيارات أمريكية لتوظيف مهندسين من المهاجرين الألمان. وعند ذلك فقط، اكتسبت السيارة شكلها النهائي وتم تحسينها بعد اختبارها في نفق الإنتاج في المصنع وتحسينها بعد ذلك في الاستخدام الفعلي. كما أُثبت أيضاً أن من الممكن تطوير نظام تعليق بسيط جداً، وكانت نقطة النقاش حينئذٍ تدور حول اختيار المحرك وفي النهاية، تم اختيار محرك Boxer بأربع أسطوانات.

وفي سبتمبر سنة 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية وتغير إنتاج سيارة البيتل من إنتاج مدني إلى إنتاج عسكري. وقد كان من شأن ذلك التطور تسليط الضوء على مستقبل سيارة البيتل التي كان عليها وبسبب الحرب أن تجتاز اختباراً من أصعب الاختبارات التي لم تخضع لها أبداً أية سيارة حتى الآن. وقد كان أداؤها رائعاً جداً، فلم يوقف سيارة البيتل أي ظرف من الظروف الجوية (لا في أفريقيا حيث الحرارة المتقدة ولا في روسيا الجليدية) ولا أي نوع من الأراضي (لا في الطين ولا الرمال ولا الثلوج). لا شيء أوقف سيارة يبتل.

وفي أغسطس من سنة 1945، قامت سلطات الجيش البريطانية التي أدارت المصنع حصرياً من سنة 1945 وحتى سنة 1949 بتكليف مصنع فولكس واجن بإنتاج 20.000 سيارة سيدان. وفي ديسمبر سنة 1945، بدأ إنتاج سيارات البيتل على نطاق واسع بدءاً بـ55 سيارة. وفي موقع منعزل عند قناة ميتلاند، تم تنظيف المصنع من أنقاض الحرب وتجهيزه ليضم مجموعة متنوّعة من الناس من ذوي الاختصاصات والخلفيات المتعددة، والذين قاموا بتحويل الفوضى والأنقاض إلى مصنع جديد لهم.

انطلاقة التصدير

وقد بدأ تصدير السيارة في أغسطس سنة 1947، حيث تم تعيين الأخوة بون من هولندا كمستوردين عامّين لشركة فولكس واجن، وقاموا باستلام 56 سيارة بيتل سيدان في دفعة التسليم الأولى. وبعد سنة واحدة، توسّع نطاق التصدير ليشمل بلجيكا والدنمارك ولوكسمبورغ والسويد وسويسرا. وكانت أول مرة تتدفق فيها العملة الأجنبية المرغوبة إلى البلد، حيث تم بيع 4.464 سيارة بيتل بـ21 مليون مارك ألماني.

وعلى الرغم من ضعف القوة الشرائية للمارك الألماني بعد عملية إصلاح العملة، استمرت قصة نجاح البيتل ونمت مبيعاتها بشكلٍ مطرد، وكانت تلك السيارة هي (سيارة الشعب) فعلاً. وفي أوقات الشتاء وتساقط الثلوج، وقبل اختراع جرافات الثلوج وإطارات للشتاء، تمكّنت البيتل من السير على الطرقات الجليدية بنجاح، حيث وفّر محرّكها الخلفي تعليقاً كافياً وملائماً للعجلات الخلفية الدافعة.

وفي 8 يناير سنة 1949 غادرت البيتل هولندا متجّهة عبر المحيط إلى الولايات المتحدة. وقد برهنت على أنها سفيرة ألمانيا وشركة فولكس واجن، واستطاعت أن تضع موطئ قدم لها في العالم الجديد. وفي تلك السنة، استمرت سلسلة التحسينات التي أجريت على السيارة وكانت تلك التغييرات في معظم الأحيان تغييرات محسوسة أكثر من كونها ملموسة.

وفي 13 مايو سنة 1949 كانت الـ50.000 بيتل تجوب الشوارع. وقد تم عزو تحقيق مثل ذلك الرقم الإنتاجي الكبير إلى مدير عام شركة فولكس واجن هينريخ نوردهوف الذي حافظ على علاقات وروابط قوية مع القوة العاملة، وامتازت سياساته التي اتّبعها في العمل وخصوصاً إسهامه في تحقيق المبيعات الكبيرة وفي منظمة خدمة العملاء بأنها كانت بعيدة النظر، ما كان له الأثر الكبير في إرساء أساس نهضة فولكس واجن في موقعها كأكبر مصنّع للسيارات في أوروبا.

ولا تزال مطالب نوردهوف لإيجاد خدمة عملاء نموذجية والتي تم إنشاؤها في الخمسينيات تطبّق لحد اليوم، فقد أولى ذلك الرجل لخدمة العملاء أولوية قصوى. ومع تزايد حجم المبيعات بسرعة، ازدادت كذلك أعداد مراكز الصيانة المرخّصة من فولكس واجن، وقد تطور الكثير منها للقيام بعمليات رئيسية مع العلم بأن شركة فولكس واجن قامت بكل ما يلزم لضمان توفير قطع الغيار الأصلية حول أرجاء العالم.

الإنجاز الكبير

وفي تلك الأثناء اعتاد الناس بسرعة في مدينة وولفسبورغ الألمانية على رؤية أعداد كبيرة من سيارات البيتل: ففي سنة 1950، تم إنتاج سيارة بيتل الـ100.000، وبعد مرور سنة، كانت فولكس واجن قد أنتجت ربع مليون سيارة على الرغم من أن نقصان المواد قد أدى إلى تعليق الإنتاج وتقليل ساعات العمل بشكلٍ مؤقت. وفي سنة 1952، تعدّى الإنتاج السنوي 100.000 سيارة لأول مرة. أما في سنة 1953، فقد أدى إنتاج 500.000 سيارة بيتل إلى جعل حصة فولكس واجن من إنتاج السيارات في جمهورية ألمانيا الفيدرالية تصل إلى 42.5 بالمائة.

وفي سنة 1955 تحقق الإنجاز الكبير، فقد تم إنتاج سيارة فولكس واجن بيتل المليون. وفي سنة من أكثر سنوات العمل نجاحاً، ازداد الإنتاج إلى 280.000 سيارة. وكمعدّل سنوي، تجاوز الإنتاج اليومي ألف سيارة لأول مرة.

ثم وصل الإنتاج السنوي إلى أكثر من 700,000 سيارة بيتل واستمر نمو الإنتاج إلى أن تم كسر حاجز المليون سيارة في سنة 1965م. وفي سنة 1967، تم إنتاج سيارة فولكس واجن بيتل الـ10.000.000 وفي تلك الأثناء، كانت هنالك خمسة مصانع في ألمانيا وهي هانوفر، كاسل، برانسويك، إمدن، إضافةً إلى وولفسبورغ.

وفي العام 1973، كان مجموع الإنتاج قد تعدى الـ16 مليون سيارة، وبحلول 23 يونيو 1992 وصل عدد سيارات بيتل المصنعة إلى أكثر من 21 مليون سيارة. واليوم، يعدّ تصميم سيارة بيتل الأكثر مبيعاً في العالم.

تسويق ناجح

خلال فترة الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الفائت حرصت شركة فولكس واجن على تقديم العديد من الحملات الإعلانية والتلفزيونية الناجحة لسيارة بيتل التي لا تزال سيارة أسطورية حتى يومنا هذا. وقد وصف أحد الإعلانات في فترة الستينيات سيارة البيتل وزجاجة الكوكاكولا على أنهما أفضل شكلين أو تصميمين معروفين في العالم. كما قامت دي دي بي، الوكالة الإعلانية المسؤولة عن إعلانات فولكس واجن بإنتاج إعلان في نهاية الستينيات حمل عنوان (ما يحبه العالم بخصوص ألمانيا)، وقد تض مّن الإعلان مجموعة متنوّعة وملوّنة من الصور التي تعبّر عن ألمانيا وتضمّنت: مدينة هايدلبيرج الألمانية، وساعة Cuckoo Clock، وأكلات Sauerkraut with Dumplings، والكاتب الألماني Goethe، وكلب Dachshund الألماني، وصخرة Lorelei - وسيارة بيتل.

ومن سنة 1968 إلى 2005، ظهرت سيارة بيتل تحمل اسم هيربي ذات لونٍ أبيض من موديل 1963 وغطاء سقف قماشي ورقم رياضي (53) وخطوط حمراء وبيضاء وزرقاء كبطلة في مسلسل The Love Bug، الذي كان من ضمن أفلام ديزني الكوميدية، مما أضاف الكثير إلى شعبية السيارة. كما ظهرت أيضاً في شخصية Autobot Bumblebee الشهيرة وهي سيارة بيتل صفراء اللون ظهرت في الفيلم الكارتوني الكوميدي The Transformers. وقد ساعدت النجاحات التي حقّقتها الحملة والسمعة التي اكتسبتها السيارة من حيث الموثوقية والمتانة على رفع أرقام الإنتاج إلى مستويات تجاوزت الأرقام السابقة، حيث تم كسر الرقم القياسي العالمي لسيارة فورد طراز T مع إنتاج سيارة بيتل الـ15.007.034 في 17 فبراير سنة 1972م.

البيتل الجديدة

في سنة 1998 أطلقت فولكس واجن سيارة بيتل الجديدة التي احتوت على الخواص الرئيسية للطراز الكلاسيكي مع تطوير مستوى التصميم. وفي منتصف العام 2005، تم تغيير الكثير في شكل سيارة البيتل حيث تمت إضافة مصابيح جديدة، كما أصبحت خطوطها العامة أكثر صقلاً وأصبحت ألوانها منعشة وزاهية، إضافةً إلى تجهيزها بأغطية مقاعد قماشية جديدة، وتلك التغييرات ليست سوى جزء من التغييرات الكاملة التي تم عملها، والتي كانت نتيجتها نجاحاً باهراً جعل مظهر سيارة البيتل الجديدة أجمل وأكثر أناقةً من ذي قبل.

أما ممتص الصدمات الأمامي فقد أُضيفت إليه شبكة مبرّد منحته شكلاً رياضياً، كما أصبحت رفاريف العجلات ذات شكل أدق. أما المصابيح الأمامية الشفافة فقد أصبحت محددة أكثر بشكلها البيضوي والمصابيح الوامضة التي أصبحت أضيق من ذي قبل. وتتعدد الألوان في الطراز الجديد لتحمل أسماء خيالية مثل (الصلصة الحمراء) و(السحلية الخضراء) التي تعبّر عن بعض الألوان المنعشة التي أصبحت هذه السيارة تمتاز بها. وإجمالاً، يتوفّر 15 لوناً لسيارة بيتل الجديدة. أما بالنسبة إلى المقصورة الداخلية للسيارة، فقد تم تحديثها أيضاً بلمسات من الكروم حول لوحة أجهزة القياس وفتحات الهواء. أما إناء الزهور الكلاسيكي، فلم يتم إجراء أية تغييرات عليه.

أما الخطوط الخارجية لهيكل السيارة فقد أصبحت مميّزة وواضحة، فهي تنقل أصالة البيتل الكلاسيكية إلى عصرية الوقت الحاضر في حين يعمل كل من مؤخرة السيارة المستديرة وسقفها الشبيه بالقبة والقسم الخلفي للسيارة والرفاريف الجانبية والمساند والمقدّمة المستديرة بإحكام على إعادة ذكريات سيارة البيتل بينما تعمل الخطوط الحادة في النوافذ على التأكيد على التصميم الحديث للسيارة والطاقة الشبابية التي تنبض بها.

وقد نال تصميم السيارة ذو الجودة العالية جوائز عالمية متنوعة. فعلى سبيل المثال، حصلت سيارة بيتل الجديدة على (جائزة أفضل تصميم للقرن) من قبل جمعية المصمّمين الصناعيين في أمريكا IDSA ويتم منح تلك الجائزة للمنتجات التي يلعب تصميمها دوراً مهماً في نجاحها ونجاح العلامات التجارية التي تمثّلها. وقبل الحصول على تلك الجائزة، حصلت البيتل الجديدة أيضاً على جائزة (أفضل تصميم) من معرض هانوفر الصناعي، إضافةً إلى جائزة (التصميم الجيد) من المجمّع العلمي في شيكاغو.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة