تنتشر المطاعم الكبرى والصغرى في مدننا الكبيرة والمحافظات الأخرى وتشكل عائقاً كبيراً بالنسبة للمرور؛ ذلك أن كثيراً من السيارات تقف عند هذه المطاعم وفي وسط الشوارع دونما مراعاة للأنظمة المرورية والآداب العامة ويساهم معها في ذلك تواجد عمالة تلك المطاعم خارج مطاعمهم لاستقطاب الزبائن ويتراكم هؤلاء بسياراتهم في الشوارع؛ مما يسبب ازدحاما مروريا خانقا لا سيما في أوقات الذروة كالصباح مثلا لتناول وجبة فطور عاجلة أو بعد الظهر لتناول وجبة الغداء، أما في المساء فهذا شيء لا يوصف مطلقا، ولا أعرف من هو المسؤول بالضبط عن هذا الزحام بالتحديد هل هي الأمانات وبلديات المحافظات التي تعطي التراخيص لكل من هبَّ ودب ودونما دراسة للموقع الذي يتطلبه ترخيص المطعم فلماذا هذا التراكم بالنسبة للمطاعم التي تساهم بالزحام المروري؟
ولماذا شوارعنا تكتظ بذلك؟ أليس من الأفضل وجود معايير واضحة تطبق أثناء فتح مثل هذه المطاعم بالشوارع العامة أو غير العامة؟ إننا لو دققنا جيدا لوجدنا غالبية هذه المطاعم إن لم نقل كلها لعمالة وافدة تديرها مقابل أجر مدفوع لمن هو باسمه المطعم وكفى.
وعليه فإن هذه العمالة تساهم مساهمة فعالة بتلوث البيئة واتساخ الشوارع بل وتقديم الأطعمة الرديئة ولا تغرنكم الأسماء الرنانة لمثل هذه المطاعم، والأدهى من هذا كله هو الاختناق والزحام المروري في كل وقت انظروا إلى نهاية شارع الأحساء قبل دوار كلية الملك فيصل الجوية وإلى طريق سعد بن عبدالرحمن ما بين مخرج 15 من الدائري وشارع الإمام الشافعي وكذلك شارع عنيزة بالربوة عند التقاء طريق عمر بن عبدالعزيز به تحديداً وطريق الملك عبدالله ما بين طريق الملك عبدالعزيز وشارع العليا وشارع عائشة بنت أبي بكر بالسويدي وغيرها كثير في مدينة الرياض وهي معروفة للجهات المختصة لا سيما المرور الذي يلاقي المصاعب يومياً من هذا الازدحام ولم يكن ذلك بالعاصمة الرياض فقط فهناك مدينة الخبر والدمام وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وأبها ومحافظة الزلفي وتحديداً في شارع عمر بن الخطاب وطريق الملك فهد وشارع الملك سعود التي تتراكم بها تلك المطاعم والبوفيهات، إن التعاون يجب أن يكون قائماً بين الجهات الحكومية المختصة لا سيما الأمانات وبلديات المحافظات عند الترخيص لهذه المطاعم والبوفيهات وإدارات المرور ولا يوافق على ترخيص بافتتاح مطاعم إلا بموافقة المرور حتى يكون جميع ما يحدث من اختناقات وزحام مروري من مسؤولية المرور وحده ويتحمل ذلك، ثم على الأمانات وبلديات المحافظات أن تمنع عمالة المطاعم من الخروج إلى الشوارع لتلقي الزبائن وإعطاؤهم طلباتهم في سياراتهم لما يشكل ذلك من زحام شديد ويساهم مساهمة كبيرة في ذلك، ولتطبق على هؤلاء أشد العقوبات التي يأتي في أقلها إغلاق المطعم خمسة عشر يوما حتى يتمسك هؤلاء بالنظام ولتكون مدننا الكبيرة والصغيرة على السواء خالية من هذه المناظر المؤذية والتي تنم عن التخلف والذوق العام سدد الله خطى العاملين المخلصين وبارك في جهودهم.