حينما تنقلك قدماك وتمتطي صهوة مركبتك لتمخر بك عبر شوارع المدن أو الطرق السريعة أو حتى مواقف السيارات تجد الكثير من السائقين لا يستخدمون اللغة الموجودة في مركباتهم وهي إشارات الانعطاف نحو اليمين أو الشمال وكأن قائدي المركبات الآخرين يدركون النوايا فيعلمون عبر الحدس الظني أين سيتجه قائد المركبة المقابلة أو التي أمامهم فيقفون احتراماً إذا وجدت هذه الصفة في قائدي المركبات أو يرتكبون حوادث بعضهم مع بعض؛ ولهذا فالقائد الحصيف الواعي يحمل لغته معه يؤديها بوضوح أمام الآخرين يدركون سكناته وتوجهاته فيدرك الجميع أن هذا القائد أمامهم يحترمهم فيحترمونه ويفسحون المجال له، وقد يكون هناك مَن - حينما تخاطبه بهذه اللغة دون تعسف ولا عنجهية - تأخذه العزة بالإثم؛ فيكسر قواعد الاحترام والتعاون الأمثل؛ فيضيق الخناق ويتعامل بلغة التحدي والأنانية المقيتة؛ ليرضي بذلك نفسه المريضة المنعدمة لحسن الخلق الفاقدة للحلم والتأني؛ فيسبب بذلك حوادث وتزاحماً في الطرقات.
فمن بين تلك الجموع الهادرة في الطرقات تبحث عن إجابة مقنعة عن تواري اللغة المفقودة, لغة استخدام الإشارات التي وجدت في المركبات لهذا الغرض التنظيمي في الطرقات وإصرار بعض السائقين على عدم استخدامها كي تبرز الوجه الحضاري لثقافة العصر الحديث لتنظم عملية السير، ولكن... الجميع إلا ما ندر يكسر حاجز هذه اللغة بتقاطعات عنجهية وتعامل فج مع الآخرين لا يسعك إلا أن تحوقل وتدعو الله بالسلامة الدائمة.
أحياناً أستدرك ما بقي معي من صبر، عسى أن يدرك قائدو تلك المركبات أهمية إشارة الانعطاف التي تضمها جنبات مركباتهم والتي قد يبيع البعض سيارته أو تتلف دون أن يطرف لها جفن وكأني بتلك السيارة تتمنى أن لو لم تضم في حشاها تلك الأنوار التي تدعى إشارة والتي تقيهم - بعد مشيئة الله - من الحوادث الجسيمة والخسائر الفادحة بين مجتمع يفهم ويدرك هذه اللغة.
فالأماني التي أحملها في هذه المقالة أن يسهم المجتمع بجميع أطيافه ونظمه في تكوين حملة مرورية تتوافق معها حملة إعلامية وإعلانية لزرع هذه اللغة المفقودة في عقول قائدي المركبات وليكن الشعار الموحد: (استخدامي للإشارات يقيني من العثرات بإذن الله).. وللجميع دعوة بقيادة آمنة مطمئنة على منهج صحيح مع أنفس متفائلة ودمتم سالمين.