من الشروط الواجب توفرها في سيارات الأجرة في بلادنا وبلدان العالم المختلفة وجود عداد يقيس المسافة التي يقطعها السائق عند إيصال الراكب إلى أي مكان وعند انتهاء هذه المسافة يوضح العداد القيمة المطلوبة والتي على الراكب أن يقوم بدفعها، وهناك مبلغ مقدم بالعداد عند بدء الشروع في التوصيل ولكل بلد نظام في هذا المجال حسب التعريفة الموجودة في البلاد ونوع النقد المستخدم بيد أن سائقي سيارات الأجرة في بلادنا لا يستعملون تلك العدادات مطلقا وإنما أوجدوها للزخرفة وإكمال الشروط الواجب توفرها في سيارة الأجرة، وهناك بعض السائقين يسألك إلى أين أنت ذاهب وإذا أفهمته أوضح لك الأجرة مقدماً وهذا يكون أحياناً فيه تعجيز، وأحياناً يكون فيه هدر للوقت للراكب أثناء الوقوف والمفاصلة في السعر، بل إن بعض قائدي سيارات الأجرة يقف في وسط الشارع ويعرقل حركة المرور وربما يسبب حوادث جراء ذلك، إضافة إلى أن هذا الأسلوب غير حضاري مطلقاً، ومن المآخذ التي تؤخذ على مرورنا العزيز عدم متابعة وتنفيذ الأنظمة والتعليمات لعدادات الأجرة وعدم استخدامها وأنها مجرد زخرفة ومن الكماليات في السيارات فقط ولم نجد المرور ذات يوم أوقف سيارة أجرة ودقق على العداد واستخدامه من عدمه مثله مثل حزام الأمان وغير ذلك كثير ولن أتطرق إلى ذلك في هذه العجالة ولكن ما أنا بصدد الحديث عنه بالتحديد هو العداد وضرورة إلزام سائقي سيارات الأجرة باستخدامه وتطبيق التسعيرة المحددة نظاماً حتى لا يكون هناك مفاصلة وهدر للوقت وتعطيل للحركة المرورية. ثم إن على المرور العزيز الاهتمام جيداً بذلك ومتابعة تطبيق الأنظمة بدقة حتى لا يكون هذا طريق إلى التساهل بما هو أهم، إذ إن بعض سيارات الأجرة لا تصلح للاستخدام من جراء عدم الاهتمام بها وصيانتها الصيانة المستمرة فبعضها مصدوم من الخلف أو الأمام أو الجوانب والبعض الآخر مراتبها متقطعة وعليها آثار الغبار والأتربة، قد يقول قائل لماذا لا يهتم السائقون بسياراتهم والسبب واضح جداً، أن هذه السيارة كل يوم أو كل فترة مع سائق غير سائقها خاصة أولئك السائقين الذين يعملون لدى المؤسسات. إن سيارات الأجرة معلم حضاري للبلد يجب المحافظة عليه والاهتمام به وهو بلا شك يعكس الذوق العام والنظام العام والنظام العام أيضاً، لذا فإنني أكرر المطالبة بالاهتمام بسيارات الأجرة من الخارج والداخل وأن يكون زجاجها ومرآتها الجانبية اليمنى واليسرى والتي في الداخل نظيفة جداً وصالحة للاستعمال حفاظاً على الذوق العام وحفاظاً على متطلبات السلامة كما أن الأجهزة الأخرى هي مهمة جداً في حياة السيارة، لكن عنوان مقالي هذا هو العداد الذي للأسف أصبح زخرفة من زخارف السيارة وفي نظر السائقين لا قيمة له مطلقاً وإذا لم يصدق المرور كلامي فعلى بعض أفراده النزول إلى الميدان بملابس مدنية والركوب مع سيارات الأجرة ليروا بأم أعينهم كيف أن هذه السيارات مهزلة من المهازل ولا شك أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على مرورنا العزيز.
سدد الله خطى العاملين المخلصين.
