عندما تم عرض النموذج الأول للسيارة مرسيدس190 (بيبي) عام 1982 كان رد الفعل عليها فاترا. فبالمقارنة مع فئات الطراز 123 الأكبر حجما التي تتسم بأنها أكثر زخرفة على نحو مفرط بالإضافة إلى وجود قدر وافر من الأجزاء المصنوعة من الكروم بها، تبدو السيارات من طراز190 شديدة التقشف بتصميمها الذي وضعه المصمم برونو ساكو ويحفل بالخطوط القائمة المتعامدة.

فعلى سبيل المثال لم يستخدم الكروم في السيارة مرسيدس190 سوى في الشبكة الخاصة بها مع نجمة مرسيدس التقليدية، مما يشير بوضوح إلى أن هذا الطراز يستهدف العملاء ممن يجدون أن سيارات الليموزين باهظة الثمن أو كبيرة الحجم أو تقليدية.

وعلى غرار ما نشهده حاليا في عام 2007، حفل العام الذي ظهرت فيه السيارة مرسيدس190 بالجدل على مستوى الرأي العام، إذا تعالت الأصوات التي تدعو شركات صناعة السيارات إلى إنتاج سيارات أصغر حجما وأقل تلويثا للبيئة. ففي ذلك الوقت كانت أزمة نقص إمدادات النفط التي شهدتها سبعينيات القرن الماضي تلقي بظلالها على الأوضاع نظرا لما نجم عنها من ارتفاع أسعار البنزين والبترول الخام.

وفى مطلع عام 1974، بدأ مهندسو شركة مرسيدس في طرح أفكارهم بشأن الشكل الذي يجب أن تكون عليه النسخة (بيبي) التي أطلق عليها بداخل الشركة اسم الطراز (201) ولكن مثل هذه الأفكار أثارت خلافات بداخل مجلس إدارة الشركة باعتبار أن الموافقة على خروج الطراز بهذا الشكل سيشكل خروجا كبيرا عن الصورة المعروفة ل(مرسيدس) كمنتج للسيارات كبيرة الحجم وباهظة الثمن.

واستغرق الأمر حتى عام 1977 عندما بدا واضحا أنه بات يتعين الخروج بشيء جديد تماما. والتزاما بالتقاليد الراسخة لشركة مرسيدس، تم بذل جهد هائل في عمليات التصميم والتطوير. وحسبما قاله مسؤولو الشركة في شتوتجارت فإنه تم تصنيع نحو 53 نموذجا أوليا يدويا. وتم إجراء الكثير من التجارب على هيكل السيارة وكذلك على70 نوعا مختلفا من المحاور الخلفية حتى تم التوصل إلى التوليفة الصحيحة.

وفى نهاية المطاف، كان بمقدور مسؤولي شركة مرسيدس تهنئة أنفسهم على أنهم خاضوا تجربة ناجحة فقد تم بيع ما إجماليه 1.978 مليون سيارة من هذا الطراز غير أنه تم التخلي عن الاسم (مرسيدس 190) في أغسطس عام 1993 نظرا لأن الشركة أدخلت نظاما جديدا لتصنيف الطرازات فما كان يعرف يوما بالطراز (190) بات يطلق عليه الآن اسم (الفئة سي) وأصبح إحدى الركائز الرئيسة لسلسلة طرز مرسيدس.