Car Magazine Wednesday25/04/2007 G Issue 21
استطلاع
الاربعاء 8 ,ربيع الثاني 1428 العدد21

استقدام سائقات أجنبيات هل يحل الأزمة؟!

* جدة - هيفاء القريشي*

تضاربت بشدة آراء السيدات السعوديات والرجال حول استبدال السائقين الأجانب بسائقات أجنبيات في ظل الظروف الراهنة وفي حالة السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية وفي كلتا الحالتين، اختلفت الآراء بين رجل وامرأة، وبين مؤيد ورافض حتى مع وجود مشاكل السائقين الأجانب، والمنافع التي قد تعود على العائلات السعودية من وجود خادمة وسائقة في نفس الوقت، والتي قد تساعد المجتمع السعودي لتقبل قيادة النساء للسيارة.

معاكسات السائقين والحل لها

وترى نسرين جميل الصبان طالبة على وشك التخرج في كلية إدارة الأعمال أن فكرة استبدال السائقين الأجانب بسائقات من الدول العربية تشمل فوائد ومميزات عديدة بالنسبة للمرأة والمجتمع، فوجود أجنبية تقود السيارة تحمي الفتاة من المعاكسات وإيذاء السائقين الرجال لها سواء عن طريق الكلام أو النظرات التي تجرح عفتها وكرامتها كتركيز النظر في المرآة مثلاً وكما يقول العامة: (عينه طويلة).. وكلّنا تعرضنا كفتيات لهذه التصرفات اللا أخلاقية من السائقين الأجانب التي تخشى معها معظم الفتيات والسيدات البوح بها لأهاليهن وإبلاغ أولياء أمورهن تجنباً للإحراج والمسؤولية وتبعاتها التي تدفع ثمنها المرأة في مثل هذه الأحداث بعدم خروجها مع السائق إلى أي مكان حتى لو كانت ذاهبة إلى كليتها أو مكان عملها. فالمسألة حساسة وتحتاج إلى روية في التفكير واتخاذ القرار وأعتقد أن قيادة المرأة أضمن في مثل هذه الأمور.

ومن ناحية أخرى السائقة السيدة تهتم بشؤون الأطفال الذين في مراحل الدراسة عند إيصالهم إلى مدارسهم باعتبار كونها أماً أساساً ولديها أطفال تعتني بهم وحتى ان لم تكن متزوجة ولم يكن عندها أطفال فطبيعتها الأنثوية كامرأة تغلب عليها وتعكس حنانها واهتمامها بالأطفال فترعاهم أكثر من السائق الرجل عند ركوبهم وخروجهم من السيارة، وتحميهم من ازدحام السيارات واعتراضها عند أبواب والمدارس وغيرها من المشاكل التي تحدث لطلاب وطالبات المدارس فوجود سائقة امرأة للأطفال وللأسرة أفضل بكثير من الرجال السائقين الذين ليس لديهم الاستطاعة على تحمل الأطفال والتعامل معهم وتلبية طلباتهم المفاجئة مثلا ًوالتصرف المناسب في مثل هذه المواقف مثل ما ستتصرف السائقة الخبيرة. كذلك أن الرجل السائق بطبيعته لن يهتم بجوانب التربية الدقيقة التي يحافظ عليها الوالدان

خادمة وسائقة

وتواصل نسرين الصبان قائلة:

بالنسبة للأم وربة المنزل والمرأة العاملة السائقة.. المرأة أفضل من الرجل وأكثر إفادة فيما يحتاجه البيت وشراء مستلزماته من مواد غذائية ومنظفات واحتياجات الأطفال من السوبر ماركت، بل حتى تجهيز حفلات الاستقبال والولائم السعودية المعروفة اجتماعياً وإعدادها تفيد فيها السيدة السائقة أكثر من السائق بالنسبة لربة البيت السعودية. لذلك يعد وجودها توفيراً اقتصادياً للأسرة، فهي تعمل كمدبرة البيت وفي نفس الوقت سائقة للأسرة ويمكن الاستعانة بالخادمات في هذه النقطة ممن لها معرفة بقيادة السيارة في بلدها وعملها كسائقة للعائلة ولأبنائها، وتوفير راتب السائق بدلاً من أن تدفع الأسرة راتباً للخادمة والسائق أيضاً، فتخفف الأعباء المادية عنها.. مثل هذه التجربة في دبي ودول الخليج تكون الخادمة مسؤولة عن إيصال الأبناء لمدارسهم وقضاء احتياجات الأسرة وتولي مهامها خارج المنزل وكانت تجربة ناجحة في مجتمعاتهم التي تتشابه ومجتمعنا السعودي في أنماطه الاجتماعية والاقتصادية. ومن الناحية الدينية فاستبدال سائقة سيدة بدلاً من الرجل تمنع من حدوث الخلوة بين المرأة والرجل الأجنبي في السيارة التي أشار إليها بعض الشيوخ وعلماء الدين. وفي كل الأحوال السائقة المرأة تستطيع أن تتعامل معها المرأة السعودية أكثر من السائق الرجل بشكل مريح وبعيد عن التحفظات والخوف منه على الأ بناء والمراهقين.

لماذا منح الأجنبيات وحرمان السعوديات؟!

أمل باقازي إعلامية وتدرس في قسم الرياضيات بالكلية، تقول: إن استبدال السائقين الأجانب بسيدات سائقات في المملكة لن يحل مشكلة العمالة وآثارها داخل المجتمع السعودي وستبقى السلبيات على حالها سواء كان السائقون رجالاً أو سيدات، والحل الجذري والمفترض العمل به كدولة ومسؤولين السماح للنساء بقيادة السيارة مثلها مثل باقي الدول التي خاضت التجربة منذ مئات السنين ولم تعان من المشاكل التي نعاني منها نحن من عدم قيادة النساء فالمرأة أيضا لها احتياجاتها التي يجب أن تؤديها لنفسها ولأبنائها ولأسرتها ووالديها أيضا إذا لم تكن متزوجة فهي تخدم أمها وأباها بتلبية متطلباتهما والتخفيف عنهما ورعايتهما خاصة إذا لم يكن في الأسرة أبناء من الرجال فتكون البنت بمثابة الولد في الأسرة والمحرك لها في الحالات الطارئة أو مرض الأب لا سمح الله. ونحن كمجتمع سعودي نعاني بدرجة كبيرة من مشاكل العمالة الأجنبية والسائبة ومشاكل الخادمات، وأصبح وجودهم أكثر من أهل البلد نفسها، واستقدام سائقات والسماح لهن بالقيادة ستضيف سلبيات جديدة للمجتمع كسلبيات الخادمات بل وأكثر ضرراً من الخادمات القابعات في المنازل بحكم عمل السائقات في الشوارع المزدحمة بكل شيء بالأفكار والأعمار والنفوس المريضة إضافة إلى ارتفاع نسبة حوادث المرور، فضرر السائقات أكبر من السائقين الرجال بلا داعي ويمكن الاستغناء عنه بفتح المجال للنساء السعوديات وبدون اللجوء إلى حلول جانبية للمشكلة الجذرية وهي قيادة المرأة السعودية للسيارة فهي أولى لمنحها هذه الفرصة في بلدها بدلاً من الأجنبيات.

مسألة شائكة

وتؤكد إسلام عمر موظفة في القطاع الخاص رفضها بشدة لفكرة استقدام سائقات أجنبيات وعدم تأييدها مطلقاً للسائقات السيدات في حالة عدم السماح للسعوديات بالقيادة بأنفسهن وتعدها منتهى الإهانة والانهزام وترى أن السائق الرجل وجوده أفضل من التميز بين السعودية والأجنبية بل وترقية الأجنبيات بحقوق ومميزات لم تحصل عليها السعوديات في بلدهن، والسائق الرجل يقوم بكل المهام للأسرة كما هو معهود.

وتقول سامية المحمادي طالبة دراسات عليا وموظفة قطاع خاص: إن مسألة القيادة النسائية بحد ذاتها داخل المجتمع السعودي مسألة شائكة يشوبها الكثير من المحاذير الاجتماعية، فما بالنا إذا كانت العملية تخضع للاستعانة أو جلب سائقات غير سعوديات فمن المؤكد أن الاشكالية ستكون أكثر تعقيداً لاختلاف البيئة الديموغرافية بين العنصر النسائي السعودي (محل الاشكالية) والعنصر الأجنبي (المختلف بكل معاييره، ستكون هناك فجوة واشكالات معقدة لن تستطيع الادارت المعنية (كالمرور) حلها ولا الجهات المتعاملة معها (المواطنون) أن تحقق التوازن المطلوب في هذا الأمر، فالأولى أن تكون العملية كما هي عليه الآن تقتصر على السائقين الأجانب الرجال رغم ما يكتنف الموضوع، ورغم قبول المجتمع به من عوامل سلب لا نستطيع إنكارها ولكن رغم ذلك استطعنا كمجتمع التعامل معها واستساغتها تحت ظرف الحاجة الملحة.

فكرة صائبة

ويقول صالح فريد مدير إحدى الشركات التجارية بخصوص الاستعانة بالسيدات كسائقات بدلاً من الرجال للعائلات السعودية: أعتقد أنها فكرة صائبة في حالة بالطبع السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة، والاستعانة بسائقة أجنبية في تلك الحالة ستحل الكثير من السلبيات التي تظهر بوجود سائق أجنبي لأن ذلك أولاً سيكون في إطار الشريعة الإسلامية بوجود امرأة مع الأم أو الابنة، وثانياً وجود سائقة ستزال المخاطر الأمنية والاجتماعية والأخلاقية بوجود السائق الأجنبي مع الزوجة أو الابنة، لذا أعتقد أنها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح حتى أضمن أنا كأب أو أخ إن أفراد عائلتي في أمان. وأعتقد أن هناك الكثير من العائلات السعودية التي لا ترغب أن تقود نساؤها السيارة تفضل وتؤيد فكرة الاستعانة بسائقة أجنبية بدل السائق الأجنبي وخاصة بعد المشاكل والجرائم التي نسمع بها تجاه العائلات من قبل سائقيهم الأجانب، وأنا هنا لا أعمم ذلك على كل السائقين لان هناك فئة ملتزمة وتقوم بأداء واجبها على أحسن وجه ممكن، ولكن للأسف في السنوات الأخيرة ازدادت سلبيات السائق الأجنبي بشكل خطير يهدد العائلات في مجتمعنا. وكما أعلم فإنه يوجد في المملكة أكثر من مليون سائق أجنبي يكلفون الأسر السعودية أكثر من اثني عشر مليار ريال سعودي سنوياً، ناهيك عما تعانيه بعض الأسر من البعض منهم من مشاكل لا تخفى على الجميع، خاصة أن نسبة كبيرة منهم لا تدين بدين الإسلام ووجودهم بين الأسر مخالفة صريحة لما جاء به شرعنا الطاهر.

تفادي الهواجس

ويؤكد خالد حسناوي موظف في القطاع الخاص أن ركوب المرأة مع السائق الأجنبي لا يقل ضرراً عن قيادتها للسيارة، ويضيف بقوله: لا بد أن نعلم أن تلك التي تقود السيارة بجانبنا على الطريق ربما تكون أماً أو أختاً أو زوجة أو ابنة لأي أحد منا فهل نقبل لها المعاكسة والإيذاء!! فإذا انطلقنا من هذه القاعدة يمكننا تفادي كافة الهواجس والتشكيك في أحقية المرأة لقيادة السيارة وننهي بذلك الجدل القائم حول هذه المسألة. لذلك فإني لا أوفق على استقدام سائقات عوضاً عن سائقين بل أعطي المرأة كل الحق لقيادة سيارتها بنفسها طالما هناك وعي من أفراد المجتمع.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة