Car Magazine Wednesday29/08/2007 G Issue 39
المستقبل
الاربعاء 16 ,شعبان 1428 العدد39

الماء .. وقود المستقبل!!

* القاهرة - نادي السيارات *

خطوة جديدة قطعها عالم السيارات في طريق إنتاج المركبة التي لا تحتاج إلى أكثر من الماء لكي تسير لتودع عصر الوقود والبنزين.

ويمثل الهيدروجين كلمة السر في هذه المسيرة حيث يتم استخدام خلايا الوقود لتحويل الهيدروجين الذي يعد الماء أفضل مصدر له إلى طاقة لتسيير السيارات، وقد نجحت مصممة السيارات الشهيرة زارا هاديد من تطوير جيل جديد من السيارات التي تعمل بالهيدروجين وهي سيارة ذات ثلاث عجلات تناسب الشوارع المزدحمة في المدن الكبرى وأطلق عليها اسم السيارة زد.

وقد تبنى صاحب أحد المعارض الفنية في لندن ويدعى كيني شاليشتر فكرة السيارة معلنا عن أمله في إنتاج عدد محدود منها بالفعل لكي تتحول من مجرد فكرة نظرية أو نموذج اختباري إلى سيارة حقيقية تقطع الطرق والشوارع.

ويقول الخبراء إن تصميم السيارة التي تتسع لراكبين اثنين يجعلها مناسبة للعمل في كل من المدن وعلى الطرق السريعة وإن كانت سرعتها المحدودة حالياً تجعل من شوارع المدن المكان الأنسب لها في المرحلة الراهنة.

مثلث مقلوب

ويقول الخبراء إن تصميم السيارة نجح في تجاوز العيوب التي يمكن أن تنجم عن صغر حجمها بما في ذلك ضعف الرؤية بالنسبة للسائق حيث إن التصميم الجديد يوفر موقعا يتيح رؤية أفضل للسائق. كما أن هذا التصميم يجعل مركز الجاذبية في السيارة أقرب إلى سطح الأرض وهو ما يضمن لها قدرا أكبر من الاتزان والثبات على الطريق.

في الوقت نفسه فإن التصميم المستقيم للسيارة مع جعل صندوق الأمتعة في الأمام والمحرك في الخلف يجعلها تتخذ شكل المثلث المقلوب حيث يكون حجمها كبيرا في المقدمة وصغيرا في المؤخرة. ويقول الخبراء إن هذا التصميم هو أفضل شكل ممكن لزيادة كفاءة استهلاك الطاقة إلى أقصى درجة مع تقليل مقاومة الهواء إلى أدنى درجة ممكنة، كما أن تصميم السيارة على شكل قطرة مياه يشير بوضوح إلى اعتزام تشغيلها بالهيدروجين.

كانت زارا هاديد قد صممت ساحة متطورة لانتظار السيارات في مدينة ستراسبورج الفرنسية، كما صممت مصنعا لشركة بي أم دبليو الألمانية للسيارات الفارهة على أساس اختراعها المعروف باسم (اللغة العضوية) في تصميم السيارات. وتقول هاديد إنها تأمل من خلال تصميم السيارة زد إلى استكشاف كيفية تأثير تصميم السيارة على سلوكيات السائقين. فمقدمة السيارة غير المتناسقة تعطي السائق رؤية بانورامية للشارع. كما أن شاشة عرض الفيديو التي أمامه تعطيه رؤية كاملة للشارع خلفه من خلال مجموعة آلات تصوير مثبتة في مؤخرة السيارة. كما أن السائق أو الراكب يستطيع تعديل لون زجاج النوافذ المزود بطبقة (ضوئية) رقيقة تعتمد على تكنولوجيا الصمام الضوئي الثنائي الذي ينتج الضوء بتقنية مختلفة عن المصابيح التقليدية.

ويمكن القول إن السيارة زد جاءت لتكمل مجموعة ابتكارات المصممة المبدعة في عالم صناعة السيارات بعد تصميم ساحة انتظار ومصنع إنتاج لصالح واحدة من أكبر شركات السيارات في أوروبا والعالم.

صغيرة وخفيفة

ويقول أحد المهندسين في مكتب زارا هاديد لتصميم السيارات (نحن نعتقد أن قيادة سيارة من هذا النوع يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يرى بها السائق البيئة من حول).

ونظرا لاعتماد زارا هاديد على ألياف الكربون المضغوطة واستخدام تكنولوجيا (القيادة بالكابلات) في تصميم السيارة فقد جاءت خفيفة الوزن إلى جانب صغر حجمها.

ويقول المهندس إن هذا التصميم يخلق نوعا من الألفة بين السائق والسيارة من ناحية وبينه وبين الشارع الذي يسير فيه من ناحية خلافا للسيارات التقليدية.

وقد قرر مهندسو زارا هاديد إعطاء السيارة التي تسير على ثلاث عجلات فقط الطابع العصري خاصة وأن شركات كبرى لها تجارب غير مبشرة في هذا المجال مثل بيجو الفرنسية وفولكس فاجن الألمانية.

يقول أحد مهندسي الشركة في المكتب دائماً نواجه مثل هذا التحدي وهو أن نقدم شيئا ما جديدا ويعكس روح العصر ولذلك جاء اختيارنا للشكل الذي يعتمد على ثلاث عجلات وليس أربع عجلات. فإذا كنا نتحدث عن أفضل شكل لتقليل استهلاك الطاقة ومقاومة الرياح فإنه الشكل الذي يكون واسعا من الأمام وضيقا من الخلف. ومثل هذا الشكل يحتاج إلى ثلاث عجلات وليس أربع عجلات.

وتؤكد زارا هاديد على أن هذه السيارة عملية جدا وتصلح بالفعل للسير في شوارع المدن وليست مجرد عمل ابتكاري نظري. ومن أبرز مزايا السيارة الجديدة إمكانية التحكم في ارتفاعها من خلال وجود الهيكل الخارجي على روافع هيدروليكية متحركة تستند إلى العجلات بحيث يتم رفعها أو خفضها وفقا لظروف القيام وتوفير فضاء أكبر للسائق والراكب وفي حالة السرعة العالية يمكن تخفيض الارتفاع 10 سنتيمترات وهو ما يعني تقليل مقاومة الهواء بدرجة أكبر وزيادة الاتزان والقدرة على التحكم في السيارة.

ويتم ركوب السيارة من باب واحد من ناحية مقعد السائق حيث يمكن تحريك هذا المقعد للخلف والأمام بما يسمح بركوب الراكب الثاني ووصوله إلى مقعده ثم ركوب السائق ليتحرك الباب بنظام أقرب إلى الهيدروليك لإغلاقه.

للمستقبل

في الوقت نفسه فإن جسم السيارة يتكون من هيكلين منفصلين متصلين بحيث يمكن دمجهما في بعضهما البعض بنسبة معينة بما يؤدي إلى تقليل طول السيارة. ويتم ذلك من خلال إلغاء صندوق الأمتعة الأمامي في حالة عدم الحاجة إليه وبالتالي يقل طول السيارة وتقل المساحة التي تحتاجها للتوقف في أماكن الانتظار.

في الوقت نفسه فإن السيارة مجهزة بأجهزة الترفيه مثل الراديو والكاسيت ومشغل الأقراص المدمجة إلى جانب الوسائد الهوائية وأنظمة الاتصال والملاحة.

ورغم الاعتراف بصعوبة تسويق فكرة هذه السيارة في الوقت الراهن فإن زارا هاديد تؤكد ثقتها في المستقبل خاصة مع تزايد الاهتمام بالبيئة وضرورة الحفاظ عليها مع الارتفاع المستمر في أسعار الوقود والاختناقات المرورية داخل المدن الكبرى مما يعني تزايد الحاجة إلى سيارة تواكب احتياجات المستقبل وهذه السيارة لن تكون غير زد وأخواتها.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة