Culture Magazine Monday  02/04/2007 G Issue 193
تشكيل
الأثنين 14 ,ربيع الاول 1428   العدد  193
 
صدى لون
حتى لا تتسع بكائية التشكيليين!!
محمد الخربوش

 

 

تَبَاشَرَ التشكيليون بشكل عام عندما تم نقل مسؤولية الشأن الثقافي بما فيه (الفنون التشكيلية) من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام، واعتبروا أن مثل هذا النقل هو خطوة في مجال التصحيح، خاصة أن الوزارة ومن خلال وكالتها للشؤون الثقافية والعلاقات الدولية قادرة على وضع مسار جديد أكثر نضوجاً وأكثر خبرة وتجربة، وبالتالي انعكاس ذلك على أداء المنشغل بالحراك الثقافي سواء كان أديباً أو تشكيلياً أو مسرحياً.. وخلاف ذلك من أرباب الأدب، وكان الغالبية من التشكيليين قد أبدوا تفاؤلا أكبر من غيرهم خاصة في ظل الطموحات والأحلام الكبيرة التي كانوا يعولون على الوزارة في تحقيقها، وهم محقون في ذلك خاصة أن الظروف أصبحت أحسن من ذي قبل لتحقيق بعض من هذه الطموحات والأحلام. ألا أن ما أسمعه أحيانا من بعض التشكيليين، أقول البعض، هو الترحم على أيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب عندما كانت حركة المعارض الداخلية والخارجية لا تهدأ من خلال العديد من المعارض التشكيلية المحلية التي تأتي تحت عدة مسميات وفي عدة مناسبات، إضافة إلى الكم الهائل من المشاركات الدولية التي أوصلت الحراك التشكيلي السعودي إلى كل مكان في أرجاء الأرض.

لست هنا بصدد عمل مقارنة ما بين الأداء في الرئاسة ووزارة الثقافة، ولست مخولاً بذلك، ثم إنني لا زلت مقتنعاً بأن الوزارة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لإعادة ترتيب الأمور وتقييم المرحلة ومن ثم العمل على تحقيق الآمال والطموحات للكل بما في ذلك أصحابنا التشكيليين. لكن هذه (البكائية)، إن جازت التسمية، من البعض من التشكيليين الذين ربما يكون دافعهم الحماس والاستعجال، أرجو ألا يتسع محيطها ليشمل الغالبية الذين معظمهم آثر الصمت حتى تتضح الرؤية وينصلح الحال.

لا جدال أن مرحلة الانتقال، أيا كانت، تتطلب عادة توافر عناصر مهمة لخلق أجواء جديدة أكثر عطاء وأكثر حضوراً، يأتي الوقت أهم هذه العناصر، ثم توافر الكوادر المؤهلة والمتخصصة، إضافة إلى امتلاكها عنصر الخبرة أيضاً.. إلا أن حماس وطموح وأحلام هؤلاء البعض كان أكبر من الصبر والانتظار حتى أن أحدهم قال (ليالي العيد تبان من عصاريها) كما يقول المثل الشعبي الدارج.

عموماً أتمنى من الأحبة الأعزاء في وزارة الثقافة والإعلام أن يولوا ملاحظات هؤلاء الفنانين عنايتهم واهتمامهم، وأن يحققوا ولو جزءا من طموحاتهم وأحلامهم وأمانيهم؛ فهؤلاء الشريحة من الناس هم من الفئة المبدعة في مجالهم، وبالتالي فإن مشاعرهم وأحاسيسهم دائما ما تكون مرهفة وتتطلب نوعا من التعامل المرن حتى يتواصلوا مع عطائهم ومنتجهم بما يحقق الفائدة للجميع بإذن الله.

أشكر الزملاء في وزارة الثقافة والإعلام، وأرجو أن يتقبلوا هذا الطرح الذي يهدف أولاً إلى المصلحة.. والله من وراء القصد.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7322» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة