Culture Magazine Monday  02/04/2007 G Issue 193
تشكيل
الأثنين 14 ,ربيع الاول 1428   العدد  193
 

وميض
الحجيلان يملأ جدة فناً
عبد الرحمن السليمان

 

 

بدا أكثر حضوراً وتوهجاً وهو الأكثر صمتاً، لغته اللون وفيها الكثير من الكلام، فهد الحجيلان القادم من العاصمة (الرياض) إلى عاصمة الفن (جدة) وفيها بدا أكثر حيوية، فأعماله تملأ معظم القاعات بأناقتها وعذوبتها. الحصان ووجه فتاة ونساء لا يظهر منهن سوى ذلك الغطاء (العباءة) وبلون واحد لا تنقصه حيوية اللمسة الفنية.

هو واحد من جيل أخذ بالفن التشكيلي السعودي إلى نتاجاته الأحدث فهو منذ تخرجه من معهد التربية الفنية بالرياض وهو شديد التعلق بفنه مارسه على المستوى الإعلامي (الصحفي) بجانب تعليمه في المدارس، وما تفرغه في الأعوام الأخيرة لممارسة الفن إلا خطوة وضعت الفنان على المحك ومنها كانت مواصلته الفنية وتحديثاته على مستوى تجربته الفنية الخاصة ثم على مستوى الساحة التشكيلية المحلية.

التقيته في جدة، وقبل ذلك كنت زرت معظم قاعاتها ووجدت أعماله فيها بخصوصيتها ومستواها الذي يحافظ عليه مع هذا الانتشار. فمن قاعة إبداع إلى المركز السعودي فأتيليه جدة وغيرها. وهو في كل ذلك يترك أثراً. في المركز السعودي كان أن عرض مجموعة من أعماله التي تتناول الحصان ونوّع على هذه المفردة وهي التي اهتم بها مبكراً لكنه هنا يعود بحلول واختزالات كما هي من الجانب الآخر بعض التفصيلات لكنها تفصيلات لم تخل من حيوية المعالجة وحرية الفنان الذي أحال العنصر شكلاً جمالياً يزهو بحركة يبتكرها ولون مستجد على هذا الشكل، ويضفي عليها تشكيلاته وزخارفه المجردة. ومعها كان الحصان أو تحديداً المقطع الذي يميل إلى اختياره (مقدمته) هو الأكثر إثارة، في قاعة أخرى هي اتيليه جدة كان الحجيلان أكثر اختلافاً عمّا كان في المركز السعودي فهو هنا يشارك أحد الفنانين الشباب معرضاً يضع فيه كل منهما اهتماماته الخاصة ومع ذلك لا نجد تنافراً أو تباعداً بين الفنانين، بل إننا نحسب الفنانين ينهلان من مصدر واحد قرب بين ألوانهما وان إنحاز الحجيلان إلى المرأة ولكنها ليست تلك التي رسمها في الثمانينات وجهاً بريئاً ساكناً مثيراً أحياناً ومنكسراً تارة أخرى. المرأة في هذه الأعمال لا تخرج عن كونها هيئة أرادا التنويع عليها. نرى الشكل على هيئة مجاميع أو كتل محدودة وقليلاً ما تكون فردية، هو هنا كمن يبحث في جمالية المرأة في تلحفها أو غطائها التقليدي ومعها لا نجد أية تفصيلات أو اهتمام بجزئية ما، وتنوعت الاهتمامات اللونية بما حقق الاختلاف وكسر حدة التكرار التي يمكن أن تنتاب مثل تلك الاستخدامات. ويسعى في بعض الأعمال للعب على الفراغ لكني أراه أكثر حذّراً في هذا الجانب فلوحته غالباً مشغولة بالعناصر، أما التلوينات فيبسطها بلون أو درجات محدودة منه.

بالمقابل كانت أعمال زميله فهد خليف مشغولة بتلوينات وعناصر أراها في طريقٍ إلى التلخيص هو ما يؤكده تسلسل نتاجه الفني. الوجه الأنثوي لم يزل عند الفنان الحجيلان كما كان، مستديراً جميلاً مبسطاً وخالياً من أية انفعال يقابله أحياناً رأس حصان بذات المعالجة الفنية الخاصة التي تكونت باهتماماته وممارساته الفنية وتنويعاته وهو الذي رسم ذات عام جدارية في أبها كان الأحق - بذلك العمل- بجائزة تلك المسابقة، هذا خلاف نشاطاته المشتركة مع بعض زملائه مثل الفنان التشكيلي الراحل هاشم سلطان الذي رسم له لوحة معلقة في اتيليه جدة.

لم يزل هذا الفنان مثيراً بهذا الحضور الفني الذي يسجله في قاعات جدة وقبل ذلك كان حضوره في الرياض التي منحته بداية الانطلاق عن طريق العروض المشتركة أو الخاصة أو بعد انضمامه عضواً فاعلاً في مجموعة فناني الرياض.

يعيش الحجيلان فناً في كل مكان منزله مملوء بأعماله الفنية مقابل القاعات وجهازه للحاسب الآلي هو الآخر يسجل معظم التجارب الفنية التي مارسها في أوقات مختلفة.

فهد الحجيلان يعيش حياته بالفن وبه يحيا ويتنفس ومثله لا بد أن يكون فناناً كبيراً يضيف لساحته ويدفع بها إلى صفوف متقدمة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة