Culture Magazine Monday  02/04/2007 G Issue 193
الثالثة
الأثنين 14 ,ربيع الاول 1428   العدد  193
 

العدد التذكاري مفاجأة لي

 

 

الصديق العزيز - أبا يزن إبراهيم بن عبد الرحمن التركي حفظه الله

تحية حب وإعزاز..

كان العدد التذكاري من (الثقافية) عن الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي، مفاجأة لي، بكل مقاييس المفاجأة، هذه المفاجأة حذفت من عمري أكثر من نصفه، وعادت بي شاباً إلى زمن السبعينيات الجميلة بكل زخمها. حينما كنت أصدر ملحق الرياض الأدبي، واجعله مع زملائي نافذة للإبداع العربي، الذي كانت تتخلق في أحشائه بذرة الحداثة الأدبية التي ولدت وبدأت تشب بحثاً عما بعدها انسجاماً مع نسق الحياة المتجددة. كان ذلك الملحق صدى لكل التطورات، التي تحدث بجانبنا ونحاول الانفتاح عليها، لأننا جزء من حركية الحياة القريبة منا، والمنفتحة على عالم أرحب، يتجدد ويتطور، ولعل من المفارقات المبهجة أن المناسبة، كانت من أجل رائد من رواد هذا التجديد.

لقد كنا ننشر لأقلام عربية، ومن لم نستطع أن نستكتبه، كنا نعيد نشر ما يتم نشره في صحف ودوريات لا تصل إلينا، حتى تلك التي كانت تكتب بلغات أخرى تتم ترجمتها وإعادة نشرها حسبما تيسر لذلك من يترجم. واعتقد أن هذا التلاقح الأدبي، أنتج جيلاً تأثر بما كان يقرأه ويستوعبه مما ينشر محلياً. لذلك فإنني بالإضافة إلى سعادتي وابتهاجي بهذا العدد التذكاري، أتمنى أن تكون انطلاقة مستمرة نحو المجال العربي الأرحب، وكذلك التجارب والاتجاهات العالمية الأخرى عن طريق الترجمة وتقديم ذلك في (الثقافية) فإن ذلك سوف يخلق أجيالاً متفتحة على تجارب أوسع وأكثر ثراء، ويطور من الذائقة الأدبية التي تخلق إبداعاً متطوراً. اعرف اختلاف الظروف الزمنية بين ما كنا نعيشه قبل ثلاثين عاماً، وما نعيشه الآن في عالم انعدمت فيه حدوده وانفتح على نفسه، لكن المطبوعة الثقافية المحلية لها أثرها وتأثيرها حينما تعبر عن اتجاه وهدف، وهي اقرب إلى التأثير من أي صوت آخر.

إن فرحتي بهذا العدد - مع كل ما قلته - أن صوت الصدق، كان واضحاً ينم عن انفعال احتفالي صادق، بصاحب الذكرى، يُعبر عن ذلك، الإعداد الواعي لمواد العدد، واحتشاد هذا العدد من الكتاب، الذي لم يغب عنه كاتب من أي بلد عربي، بل إن عدد الكتاب فيه، يفوق عدد البلاد العربية (27) كاتباً كانوا يعلنون عن حبهم وفرحتهم بهذه القيمة الثقافية، لم يكن ذلك إعلاناً مجانياً عن الفرح بقيمة شخص واحد في واقعه، وإنما تعبير عن فرح لجيل ولأمة، لم يَعُد ينظر إلى أهلها من منظار واحد وقيمة واحدة فقط، بل مجموعة من القيم، إحدى هذه القيم (عبد الله الغذامي). ما بين (الخطيئة والتكفير) 1985، وكتاب (حمار حمزة شحاتة) الذي لم شتاته الرائد الكبير عبد الله عبد الجبار وكتب مقدمته وقدمه لي الأستاذ عبد الحميد مشخص، ونشرته عام 1978، قصة هاجس أدبي وثقافي، اكتشفته فيما بعد، الأول (حسب تاريخ النشر) عن نثر حمزة شحاتة النادر، والثاني عن شعره، وبينهما هم ثقافي واحد.

إنني اقترح عليك إعادة تجميع هذه المواضيع، واستئذان أصحابها، وإعادة نشرها في كتاب، مع استكمال ما يمكن كتابته من الداخل، ليصدر في مناسبة معينة ترونها.

إن صاحب الذكرى يستحق منا ذلك، بل وأكثر منه، تقديراً لجهاده في فكره، ولأنه كان من أهم من حمل اسمنا في المحافل الثقافية العربية والدولية. هذا إعلان عن فرح شخصي حملني الشوق به إليك، لإبلاغه لك، تسامياً مع صفاء قلبك وطهر محبتك...

لك تحياتي وتقديري،،،

المخلص

عبد الله الماجد E:marspub2002@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة