Culture Magazine Monday  06/08/2007 G Issue 210
مداخلات
الأثنين 23 ,رجب 1428   العدد  210
 
علي آل عمر عسيري رحمه الله

 

 

لما توفي الشاعر علي آل عمر عسيري في الأيام الماضية - رحمه الله رحمة واسعة - كنت أنوي أن أرثيه بقصيدة تعبيراً عن الصداقة التي جمعتني به فترة من الزمن، وفي يوم الاثنين 17-6-1428هـ تلقيت رسالة على هاتفي الجوال، وهي مقطوعة شعرية للشاعر الدكتور رفيق الدرب عبدالله محمد الحميد مدير فرع الأوقاف بعسير يرثي فيها أخانا الشاعر علي آل عمر، يعبر فيها وبحرقة عن الحزن الذي يعتصر قلبه يقول فيها:

ذرفتُ بحزن القلب دمعاً قد انهمرْ

وداهمني همٌّ من الكرب محتضرْ

فبتّ أعزِّي النفس بالصبر والذي

رأيت على الناس الذهول قد اعتصرْ

لموت أديب نابغ كم تضوَّعتْ

سماءُ عسيرٍ من بيان له سُطرْ

وشعر كنفح الطيب عانقه الصَّبَا

تغنَّت به الأطيار والروضُ والبشرْ

هو الرجل الموهوب ذو الرأي إنهُ

كريم السجايا نجمُ ذوي عمرْ

فأبها بكتْ من فقدها لعليِّها

سمير المعالي فارس الشعر والنَّثر

أديبٌ أريبٌ ضاحك السن شامخٌ

بتقواه للرحمن كالشمس والقمرْ

وكم شهدت شمُّ المنابر صولةً

لشاعرنا المرحوم تسمو على الضَّررْ

فيا رب أسبلْ من شآبيب رحمةٍ

على جدثٍ في عالي الطور قد سُترْ

يضمُّ فقيد العلم والشعر والتقى

أخانا علياً في الشبارق من مضرْ

وبونه فردوس الجنان مع الأولى

منحتهم الغفران والعفو والسُّررْ

وألهمْ ذويه الصبر والأجر والرِّضا

وأحسن عزاهم في الفقيد أبي عمرْ

فلما قرأت هذه المقطوعة كتبت مقطوعة أخرى أرد فيها على أخي الدكتور عبدالله الحميد، وأرثي فيها شاعرنا الموهوب علي آل عمر قلت فيها:

تقطع قلبي بعد أن جاءني الخبرْ

وأيقنت أني فاقد السمع والبصرْ

وماذا عساني أن أقول وخافقي

على صاحبي من شدة الحزن يعتصر

فلله أمري كيف أسلو ولم تزلْ

رؤاه أمامي في العشي وفي السَّحرْ

وكيف أسلي النفس بعد فراقها

لشاعر أبها طيب الذكر والأثر

خطيبٌ فصيحٌ ألمعيٌّ مفوهٌ

تربّع فوق المجد بل عانق القمرْ

فيا قلبُ لا تكفف عن الحزن والأسى

ويا عين من تبكين؟ هذا على عمرْ

قضاءٌ قضاه الله فيه بعدله

ومن ذا الذي يسطيع أن يدفع القدر

فليس لنا إلا الترحُّم دائماً

عليه ومن قد مات من سائر البشر

رسالتكم جاءت وفي القلب حرقة

فزادته أحزاناً وقد كاد يحتضرْ

فرحم الله شاعرنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

د. عبدالله عون الشهراني - جامعة الملك خالد


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة