Culture Magazine Monday  06/08/2007 G Issue 210
نصوص
الأثنين 23 ,رجب 1428   العدد  210
 
نص
كُلُّ البَلايا بَركَهْ!
سارة الزنيدي

 

 

هناك مدخلٌ لكلِّ شيء في هذا العالم وهناك قفل.. ؟!

ثم تأتي التساؤلات من باب حقوق المرأة في الشريعة .. في الأدب في الحياة.. !!!

عناوين كثيرة وكبيرة قد تثير الانتباه أكثر مما تحتويه من فكر وفائدة ونتائج واضحة !؟ .... هذه المرة أوقعتني مهمَّتي (الكتابية) في مأزق وحيرة كبيرة والتباس ومداولات، وخاصة حينما شاهدت تلك المرأة تبكي بحرقة وتنتحب حظها، هذه المرة لم تشكُِ زوجها لأنّه (ميِّت) ولم تشكُِ والدها لأنّها (يتيمة)، ولكنها كانت تشكو من لصٍّ سرقها في وضح النهار..!!!

تقول بأنّهم أغروها بأشكالهم القريبة إلى (التمظهر)، وهكذا هي كانت تعتقد، وسلبوا مالها بدماء باردة .. لم تطالب تلك المرأة بحقوقها ولم تطالب بخلع حجابها ولم تطالب بحق (القيادة)، بما معنى أنّها لم تطالب ب(التحرُّر)، ولكنها كانت تريد أن (تحرِّر) رقبتها المثقلة بالديون من جلاّد المطالبة .. تلك المؤسسات التي قبضت حرية الناس وادعت أنّ أعمالها من باب (التسهيلات)، لم تكن سوى مؤسسات وهمية شتتت وأهدرت وأرهقت نساء لم يكن لهنّ حولٌ ولا طول، سوى أنهنّ وثقن بالأشكال (القريبة) إلى (التمظهر).

ما يثير تعجُّبي هنا أنّه لم يعد هناك من يبالي من أبناء جلدتنا، فكيف لرجال تلك المدينة الصمت وقفل الأفواة بسلال الخنوع، لعلِّي هنا استشهد بمقاطع من أعمال الرّوائي غابريال غارسيا ماركيز (مائة عام من العزلة) .. كان يقول إنّ سكان المدينة تربيتهم سهلة وأنّهم مطيعون وجادُّون، لا يبدو على الواحد منهم أنّه قادر على قتل ذبابة حتى تظهر في ذقونهم أولى الشعرات .. يكرهون الصمت ولا يخشون التهلكة حينما يصاب الضعيف بالأذى!!!

تلك المرأة تحوّلت إلى (مطر) لها وصفٌ حكائي .. لكن، دون حكاية!

قصّتها تضجُّ بالمعاناة والألم الحقيقي بالانسياب والضوضاء، تبحث عن تلك اليد التي ترفع لها رأسها عالياً دون انهدار (دمعة) أبداً لم يكن دافعي للكتابة طريقاً تشكيكياً، ولكن حينما نشاهد اللصوص وهم يجلسون على مقاعد مذهبة ويرمون بأموال الفقراء في حفلاتهم ونشاطاتهم، والآخرون يبحثون عن الرّمق، لا بدّ بأن تستثار عزّتي حينما تزداد درجة حرارة الجسد عن 37 درجة، فذاك إنذار بالخطر، وبأنّ الجلد سيذرف الدموع (حتماً)!!

ما دمنا عاجزين عن التعبير بطريقة سهلة وفطرية عن حزننا، وبما أنّ البكاء ضعف وبأنّه حكر على النساء المغلوبات فقط دعونا نعبِّر بطريقة تحفظ ما تبقى لنا من كرامة .. لنجهش (بالضحك) معاً حتى لا تخجل أيُّها الرجل البعيد من صمتك!!!

وأنتِ أيّتها (الصامدة) لتتمرّدي قليلاً لتقتاتي الجرأة هل تكرهين بأن تري نفسك ضحية .. أنا شخصياً كأنتِ لا أحب أبداً أن أكون ضحية ضعيفة، ولكننا لن نصمت..!!!!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة