Culture Magazine Monday  06/08/2007 G Issue 210
قراءات
الأثنين 23 ,رجب 1428   العدد  210
 
كتاب جديد:
صالح الوشمي: سيرةٌ ومسيرة

 

 

- إصدار نادي القصيم الأدبي في بريدة

- تقريظ محمد بن ناصر العبودي

كتاب (صالح الوشمي: سيرة ومسيرة) لم يكتبه مؤلف واحد، بل لا يصح أن يدَّعي تأليفه شخص أو شخصان، وإنما هو من إصدار نادي القصيم الأدبي ببريدة.

أصدره وفاءً لشخصٍ أسهم إسهاماً فعالاً في تأسيسه، ثم كان يواصل دعمه وتشجيعه، بل و(تفعيله) إنْ صحَّ التعبير، وهو الأستاذ الدكتور صالح بن سليمان بن ناصر الوشمي - رحمه الله.

وهو كتاب كبير بلغت صفحاته (477) صفحة، قدم له الدكتور أحمد بن صالح الطامي، رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي بمقدمة قال فيها من بين ما قاله: (ص7-9).

(د.صالح الوشمي: وشمٌ ثابتٌ في تاريخ النادي:

يظل للمؤسسين فضيلة التأسيس التي لا ينهض بها إلاَّ أولو العزيمة والإخلاص والرؤية الاستشرافية.

كان الدكتور صالح بن سليمان الوشمي -رحمه الله- من أولئك الثلة الذين أشعلوا مصباح نادي القصيم الأدبي في بريدة عام 1400هـ، لتشرق في سماء القصيم، وآفاق بلادنا، جذوةٌ تزامنت مع إشراقة قرن هجري جديد بكل ما يحمله من تحولات وتغيرات وحادثات.

ولم يكن النادي مرتعه الوحيد، بل كانت له مراتعه المتعددة التي صال فيها وجال، فقد كان -عليه رحمة الله- عالماً وأديباً ومثقفاً وشاعراً ومواطناً، فسخَّر كل هذه المزايا وغيرها من إمكاناته لخدمة النادي، وخدمة وطنه وأمته.

أسهم في خدمة الحركة التعليمية في منطقة القصيم طيلة فترة حياته العملية، وكانت له بصماته في إدارة تعليم المنطقة، وفي الإشراف التربوي خاصة.

كان مؤرخاً تمتع بعقلية المؤرخ المنصف، كان مثقفاً واسع الثقافة، كان شاعراً مرهفاً رقيقاً، كان إنساناً يتمتع بخلق، بل أخلاق سامية: تواضع، دماثة، حب للخير، حرص على مساعدة الآخرين، عشق للوطن، ونهم للعمل.

رجل كهذا، حقٌ علينا، في النادي خاصة، أن نكرمه بما يستحق.

وقد قرر مجلس إدارة النادي الجديد في أول جلسة له بعد تكوينه أن يكرمه تكريماً خاصاً، إضافة إلى تكريمه المعنوي مع رفاقه أعضاء مجلس الإدارة السابقة. ويسرني، أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي أن نقدم هذا الكتاب عن هذا العالم الأديب، الذي أسهم في تأسيس النادي وخدمه لأكثر من عشر سنين، وكان يعيش همَّ النادي ليل نهار). انتهى.

وبراعة الاستهلال جاءت في مقدمته قصيدة من قصائد الدكتور الراحل صالح الوشمي يحيي فيها النادي، وكأنما كان يعلم من أستار الغيب، أو قل إنه الإلهام، أن (النادي) سوف يكرمه بعد وفاته بإصدار هذا الكتاب الحافل عن مسيرته في حياته (15- 16).

وهذه هي القصيدة:

وقد قسم الكتاب إلى ما يسمى بالمحاور ولو أسموه بالأبواب لكان ذلك أولى؛ لأن (باب) في كتب العلم لفظ تراثي عريق شمل كتب الحديث كصحيح الإمام البخاري، وكتب الفقه وحتى أبواب الشعر.

المحور الأول: نماذج من كتابات صالح الوشمي: يشتمل على عشر فقرات أو قل: إنها عناوين.

المحور الثاني: الذكريات: ويشتمل على (21) فقرة كانت أولاها فقرة كتبتها عن أسرة (الوشمي) في أربع صفحات.

وكل ما في هذا المحور أو الباب هو من كلمات أدباء وعلماء وباحثين تكلموا بما يعرفونه عن الدكتور صالح الوشمي مقدرين علمه وبحثه وعددهم: أحد عشر. المحور الثالث: صدى الوفاة:

ويتضمن تأبيناً ورثاءً نثرياً في وفاة الدكتور صالح الوشمي لثمانية كتَّاب.

المحور الرابع: قصائد الرثاء وفيه أربع قصائد، إحداها مما نظمه نجله الأستاذ عبدالله قال في أولها: (صـ178-).

(إلى والدي د.صالح بن سليمان الوشمي -رحمه الله- حين دعيت من قبل الندوة العالمية للتاريخ الإسلامي لإلقاء بحثه، وما أقساها من تجربة حين تقوم بتمثيل دور والدك!!

مازلتُ أحبو في عباءاته

أخطُّ في أوراقه أحرفي

يحملُني موجي إلى شطّه

يداي في البحر هما مِجْدَفي

مهاجراً أخرجُ من موطني

لا البحرُ من خلفي ولا النار في

مستعذباً أكتبُ عن رحلتي

وأنثر الورد على معزفي

راحلةٌ نحوكَ ها عطرُها

يلهمني شعري فلمْ ولا أفي

تسكنُ - لو يدري - مصابيحُه

في أعيني.. والنجمُ في معطفي

ألمحه صحْواً وفي خاطري

يلمحُهُ قلبي وفي مُتحفي

حيثُ المعاني بَعْدُ مطمورةً

حيثُ الجَنَى بعدُ لم يقطفِ

في مُدنِ الحرفِ ولدنا معاً

لا جنةٌ فيه ولم نعرفِ

مزرعة يا والدي شعرُنا

ونحن من نوَّراها نصطفي

المحور الخامس: الدراسات:

وهو أوسع هذه المحاور، بل هو حافل بالدراسات التي قيلت في الأستاذ الوشمي، وفي بحثه وأدبه، ومن ذلك مؤلفاته ومقالاته.

وقد استغرق هذا الباب معظم الكتاب من ص138 حتى نهايته في ص457 ومن العناوين فيه:

* الوشمي بين جغرافية الأدب وأدب الجغرافيا، للدكتور حسن بن فهد الهويمل.

* كتاب (أبو مسلم الخراساني: بين الفكرة والمنهج للدكتور دريد خواجه.

* الآثار الاجتماعية والاقتصادية لطريق الحج العراقي، للدكتور عبدالعزيز بن جار الله.

* مع صالح الوشمي وكتابه: (الجواء) للأستاذ محمد بن عبد الرحمن القشعمي.

* حوارات الوشمي مع الشعر والنقد، للدكتور حمد السويلم.

كتاب علم ووفاء:

إن هذا الكتاب (صالح الوشمي: سيرة ومسيرة) كتاب عمل وأدب وهو كتاب بحث وتاريخ، وهو إلى ذلك كتاب (وفاء وعرفان بالفضل لأهله).

والعرفان بالفضل لأهله، فضل وأي فضل، يكفي في ذلك المثل العربي (إنما يعرف الفضل لأهله ذوو الفضل).

وإخوتنا في نادي القصيم الأدبي في بريدة وفي غيره ممن أعربوا عن مشاعرهم، وعن تقديرهم للفقيد الراحل أو شاركوا ببحوثهم عنه أثبتوا أن الأدب والبحث لا يزالان بخير، رغم تشاؤم المتشائمين.

محمد بن ناصر العبودي 10-7-1428هـ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة