Culture Magazine Monday  12/02/2007 G Issue 186
فضاءات
الأثنين 24 ,محرم 1428   العدد  186
 

أُسُسُ النّقْدِ أَيْنَ هِيَ..؟
ومَا حَالُ الدّرَاسَاتِ الْعِلْمِيّةِ..؟!!

 

 

أحدث نفسي كثيراً بما لم أحدث به غيرها على ترياق من نثر كريم، غير أنني أحاذرها وأداريها في ذات صنوان وغير صنوان، لكنه يُسقى بماء واحد من حوض غير ناضب. وأياً كان الطارق فإنما السبيل يقوم على ذي وضب من ترياق شأنه في الأسفار شأن ذي نجح يكون وهاده على سبيل من بائن تليد.. وأحسب أنني من لوازم الحياة من خلال الآثار فيما ورد في مطولات الستة الكبار، وما خطه يراع السرخسي والقرافي وابن عابدين والمزي وابن فرحون والآمدي وابن هبيرة وسواهم ممن بذل في مصاف النقد والاستخلاص في النظر والدليل والتعليل مع موجب نقاوة الفطرة وسلامة الذهن من عوارض اللبس وخدوش الذهول ولمزات التعالم.. أحسب أنني ذاكر حقيقة ما موجبه تحرك النظر في حال يلزم منها السعي بحق إلى خالص دقة الاعتبار، مما رسمه القوم خلال القرون من علم ونقد وتحرير علمي يظن ناظره النظر كله أنه إنما ينظر في هذا الحين ما يكون الحقيق به ألا يكون، من هنا بدأ صاحبي مشمراً ليقول القول يعتي:

قال صاحبي: ما تقول في العلم..؟

قلت: مصدر

قال: ليس عن هذا أسألك!

قلت: المصدر هو أصل المشتقات.

قال: ما هذا؟!!

قلت: العلم إذاً موهبة.

قال: قاربت.

قلت: الآن دخلت.

قال: هو ذاك.

قلت: ما تريد؟

قال: ضوابط العلم.

قلت: اسمع إذاً.

قال: هاتِ، ولهذا جئت إليك.

قلت: خذها غراء فرعاء ذات بلج ضوابطه حسب علمي بقومي منها:

1- السرد الإنشائي.

2- القطع في الرأي.

3- كثرة التعليل مع وجود الخطاب.

4- قلة ذات النظر.

5- تصحيح الصحيح (وهذه علة).

6- تضعيف الضعيف (وهذه زلة).

7- استطراد القول للإكثار.

8- تكليف الآخر بالنظر.

9- دعوى الجدة وليست بذاك.

10- إطراح القول في الحواشي.

11- فخامة اللفظ وهوان المعنى.

12- الشد بقوة على صحة الرأي.

13- تهويل نقد المخالف.

14- تسفيه رأي من لا يفهم رأيه.

15- الاعتداد بالنفس كثيراً.

16- فهم خطاب الشارع يبنى على أصول منها:

أ- البديهة.

ب- جودة العقل.

ج- التجرد التام.

د- طول التأمل.

هـ- معرفة دقائق اللغة.

و- معرفة دقائق الخلاف.

ز- سلامة النية وصدقها.

17- (من حسد زل ولو بعد حين).

18- (أبكار العلم بموهبة النقد وجودة القريحة).

19- (صفاء الذهن وحسن التصور سبيل الفهم).

20- (الكتب الستة) مظنة الاجتهاد المطلق لمن:

وعاها، ولازمها، وأدرك خباياها، ونظر تراجم أبوابها، وتمعن في أصولها وضوابطها، وأدرك حقائق متونها بتذوق وطول نفس وحسن نظر جيد، وكان له من يعينه من عالم حافظ واعٍ جيد العلم والنية والعقل.

21- (معرفة العوارض العارضة للآثار هي اللازمة للعلم والتجديد وأصول الاجتهاد مثل حقيقة النسخ والعام والخاص والمطلق والمقيد وأصول الخلاف).

22- (قلة الهوامش وتقعيد القول وضبط الدليل هذه نزاهة ودقة).

23- (تكرار المقال بأساليب مختلفة فقر في الذات).

24- (طول النفس يفتح باباً للوصول إلى المراد).

25- (العالم عالمان.. مستقل ومناط به أمر ما وفي كل خير لكن فيصل هذا الإضافات).

26- (فيما ترى أنك عالم، فلعلك تقرب من الجهل لكن من دون علم).

قال صاحبي:

ما هذا.. ما هذا..؟!

قلت زففتُ إليك علمي بالحال بمقتضب قليل من نواهض لو أردتها لوجدتها قائمة في سبيل مقيم.

قال: إذاً أجلب ما في الوفاض.

قلت: إليك مطرحي حيال ذاك ولا كلام.

1- (لا يزال العلم ينقص شيئاً فشيئاً).

2- (من ظن أنه علم كل شيء فاته كل شيء).

3- (من ألزم بعلمه غيره ألزمه غيره بنفسه).

4- (لا يزال الناس بخير ما لم يسد العالم الباب).

5- (حسن الخلق والعقل بابا العلم).

6- (لا يزال العلم في نقص إذا صرف الرأي).

7- (يهلك الناس إذا تركوا أصول العلم).

8- (العجلة والسعي لحظ الذات بوار العلم).

9- (الخلط بين الدراسة والبحث والنقد هلاك).

10- (السمت والجد والبعد عن الزيف أصل التجديد).

11- (الخلط بين الرأي.. والبحث.. والاجتهاد جهل).

12- (سعة البطان وطول النظر مؤونة للسداد).

13- (ينقص العلم بزوال النقد ومنع التأصيل).

14- (من كلف غيره ببحث أو نظر خسر).

ثم ماذا..؟

كذلك قال: صاحبي.

قلت: وأيم الله إن كتاب العلم عند محمد بن إسماعيل لهو جدير بجعله ديون الرجحان لجودة تراجمه لأبوابه وما خطه عليه يراع ابن حجر والعيني والكرماني والمستملي وسواهم، ولا سيما خاطب المعالي في هذا يروم بخائب أبكار البيض السامقات من طلائع التقعيد والتأصيل والتخريج على هذا وذاك، وليس ثمة نكير على موهوب ينشد الحق بدليله وتعليله، ولا سيما أن جد الجد مع العقل والحكمة والرزانة يولد هذا فخامة العقل المكتسب بجانب موهبته على غرار يدوم.

قال: ثم ماذا..؟

قلت لصاحبي: إي والله ثم ماذا قال: نعم.

قلت: هبك نظرت (المحدث الفاصل بين الراوي والسامع) و(تقدمة الجرح والتعديل) و(سواطع جيدة من (المستصغى) و(المجموع) و(البحر الزخار) و(إعلام الموقعين) و(نوادر الأصول) و(الفروق) و(نصب الراية..)، لكن بتأنٍّ وتمعنٍ واستنطاق العقل المكين وسلامته من المعارض.

قال: هبني نظرتها.

قلت: هبلتك السوداء وثكلتك من أرضعتك أتحسب جلبي لهذه المطولات إلا من باب الاستقراء لها، فتضيف أنت رأياً بكراً بروية وحكمة، ويضيف ذاك رأياً جديداً يفيد منه ويستفيد، ولعله يا صاحبي يعالج الخلل من أصوله لا من فروعه، فإن الأساس يجب إذا هو تهدم أو مال أن يؤسس من جديد على قواطع ثقيلة لا يزل معها الأساس على حال يكون، ثم إنك ترى اليوم كثرة البحث ولا بحث، والنقد ولا نقد، والتصنيف وليس بذاك.

قال صاحبي: هنا أجحفت.

قلت: أجحفت؟!!

قال: نعم.

قلت: ما البحث اليوم إلا الإنشاء وكثرة النقول، وما النقد بنقد إنما هو دراسة لعمل ما من رأي أو مسألة أو قراءة وأينك وأين النقد؟

وها هي بين يدي سبع مجلات محكمة جيدة الشكل والورق والطباعة والتبويب، لكنها تكرار ونقل وعود وبدء.. نعم هذا جيد لكنه هل هو المأمول؟

قال صاحبي: قاربت.

قلت: كلا لكن بنفسك تقرأ بحذق وتذوق وجودة نظر وسعة بطان لتجد قلت: الحاصل، فهل أنت ناظر مثلي وباعث ومبين حال ما يجب نظره دون تهويل القول لتقول بحث وأي بحث، ونقد وأي نقد حتى لا نبرح.. كذلك فإذا القوم في وادٍ والمنشود في وادٍ لا تدري مقره.

قلت: ما تقول؟

قال: صدقت.

قلت: إذاً عرفت فالزم.

صالح بن سعد اللحيدان

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة