Culture Magazine Monday  12/02/2007 G Issue 186
تشكيل
الأثنين 24 ,محرم 1428   العدد  186
 

في أمسية كانت الجمعية أبرز محاورها..
الأربعاوية جمعت رموز الساحل الشرقي وتستقبل آخرين

 

 
*إعداد -محمد المنيف:

العلاقات الأسرية بين التشكيليين تمتد بامتداد مسيرة الساحة منذ انطلاقة المعارض والمناسبات التشكيلية الرسمية التي تجمع أقطاب الفن ومحبيه من مختلف مناطق المملكة وصولاً إلى اللقاءات على مستوى المدينة الواحدة منها ما يتم من خلال الشلليات الإيجابية التي يجد المنتسبون لها انسجاما بينهم أما لعلاقة سابقة أو لتقارب في المفاهيم والقضايا الفنية المتعلقة بالتجارب إلى آخر سبل التقارب، ومهما اختلفت سبل اللقاءات وتنوعت مشاربها فهي تعبير عن الالتحام الذي يلتقي فيه الجميع إلا أن الهدف الأسمى هو خدمة الفن المحلي والارتقاء به، ومع أن الملتقيات أو المنتديات الخاصة لا زالت قليلة لم يبق منها الآن إلا واحد المتخصص بالفن التشكيلي فقط، يمكن أن نضعه مثال للالتزام بين أطرافه الطرف الأول المضيف والطرف الثاني المستضافين وهذا الملتقى المسمى بأربعائية السليمان التشكيلية يقوم عليه الفنان الزميل عبدالرحمن السليمان ويلتقي فيه أبرز فناني المنطقة الشرقية وتدار فيه حوارات هادفة وهامة للساحة مع ما يتم فيه من استضافة لفنانين من مختلف مناطق المملكة بكل شفافية وجمال اعتمد فيه الزميل السليمان على البساطة في كل شيء. سعدنا في المجلة الثقافية أن نتلقى الدعوة من زميلنا ومن الزملاء التشكيليين هناك بأن نكون ضيوفا على إحدى تلك الأربعائيات المتألقة فكرا وثقافة والتفافا حول الهم الواحد وهو الفن التشكيلي.

أسماء مؤثرة وتواصل راق

قبل وقت اللقاء كنت أتوقع أن الحضور لا يتعدى اثنين أو ثلاثة لكن الواقع الذي شكله أكبر عدد من رموز الفن التشكيلي في المنطقة الشرقية أكد لي ما يتمتع به الزملاء من علاقات تفتقد بين أمثالهم في كثير من المناطق فتواجد الفنانون أمثال عبدالله الشيخ، محمد الصقعبي، كمال المعلم، عبدالله المرزوق، علي الدوسري، إبراهيم فلاته، عبدالعظيم شلي، زمان جاسم، يوسف شغري، وجيه مدور، مع من لم تكن ظروفه مناسبة للحضور من أسماء أخرى لا تقل أهمية عن هؤلاء منهم فنانو الأحساء، محمد الصندل، وأحمد السبت، هؤلاء هم من يملأون فضاء الساحة التشكيلية في المنطقة الشرقية وعلى مستوى المملكة تألقا ومساهمة ريادية في مجال الإبداع وتفعيل إداري.

أحاديث ومحاور لا تنقطع

لم يكن لكثير من اللقاءات السابقة كما فهمت من الزميل السليمان أي إعداد مسبق وإنما يترك الفضاء فيها مفتوحا لأي فكرة أو قضية، كما أن مثل هذا اللقاء لا يتوقف على قضايا أو محاور بل على تجديد العلاقات وإزالة أي مساحة من الفراغ تباعد بين قلوب الفنانين، ولهذا يتخلل الكثير من الأمسيات (بالغشمره) كما يسميها أهل الشرقية بعيداً عن هموم الفن وقضاياه إلا أن العشق لهذا الجانب يعيدهم بين فترة وأخرى في كل أمسية لمناقشة جانب منها، تلك الليلة أو الأمسية العطرة برائحة البحر وأجواء الشرقية الجميلة وبما يحمله الحضور من إشراقة اتفقت عليها كل الوجوه تنوعت فيها المحاور والحوارات والآراء أشعرتني في بعض الحالات أنني مسؤول كبير في هذا المجال لكني اكتشفت أن انصباب الحديث تجاهي عائد إلى أنني الضيف فشملوني بكرم لا أستحقه فقبلت هذا الإصرار مع أنني فشلت في الإجابة أو المواجهة في الكثير، أعود للقول إن في المنطقة الشرقية كما هي مختلف مناطقنا كنوز إبداعية يمثلها أسماء كبيرة جمعت الإبداع والثقافة والتميز في الأداء والتجارب والحضور محلياً ودولياً مع ما يحمله الكثير منهم من مؤهلات عليا في مجالنا التشكيلي.

قاعات العرض وصناعة الفنان

كان وقت اللقاء يتم الإعداد من قبل قاعة حوار للفنون التشكيلية بالرياض لمعرض الفنانين العربيين العالميين الشهرة عمر حمدي (مالفا) والفنان بهرام حاجو لهذا كان الحدث فرصة للحديث عن القاعة وغيرها من القاعات التشكيلية التي أجمع الحضور على كثافتها في الغربية ومحدوديتها في الرياض وانعدامها في المنطقة الشرقية وغيابها تماماً في بقية المناطق.. والسؤال المطروح كان حول الارتقاء بمستوى عروض هذه القاعات والتفاؤل بما تعد له قاعة حوار من خطوات متميزة أهمها التعاون مع قاعات ومتاحف عالمية كما جاء في تصريحات المسؤولين فيها، استمر الحديث حول هذا الجانب وانتهت بالاستفسار عن دور القاعة في دعم الفنان السعودي والذي أشرنا فيه بناء على إجابة سابقة تلقيناها من مدير قاعة حوار الأستاذ محمد السعوي حول ما يمكن أن تقدمه القاعة للفن المحلي قائلاً: (إن الخطط القادمة للقاعة ستمنح الفن المحلي حقه).

نعود لأربعائية السليمان وللحوار المفتوح بين الحضور بعد أن أثارت قضية القاعات ودور القطاع الخاص وحاجة الفن التشكيلي لدعمه والبحث عن الأسباب التي تبعد رجال الأعمال عن هذا المجال الثقافي الذي يجمع الحسنيين منها كشف ما يتمتع به بعض رجال الأعمال من وعي بالفنون التشكيلية والثقافة عامة وأن هذا الفن وما ينتجه فنانوه ثروة وطنية ورافد حضاري، والحسنة الأخرى القيام بدور هام لدعم الثقافة السعودية وصناعة المبدعين بأيدي محلية مقابل ما يتم لهم من استقطاب داعمين خارج الوطن مقابل طمس الانتماء وإزاحة أصالة الموروث الذي يعد أهم مصادر إلهام الفنانين.

جماعة القطيف التشكيلية

وجدنا في اللقاء فرصة للحديث عن دور الجماعات التشكيلية واستطعنا أن نخرج بالكثير عن هذا الجانب خصوصاً من أطراف متعددة؛ منهم المنتمي لإحدى تلك الجماعات، ومنهم المحايد، ووجدنا أن غالبية الآراء تتفق على أن أي جماعة لا يكون لها هدف محدد وبرنامج مرسوم وتوافق في المستوى الثقافي والإبداعي لن يكون لها أي نتاج أو مساهمة تذكر في تاريخ الساحة التشكيلية، كما اتفق البعض على أن ما يتم في بعض الجماعات لا يتعدى صفة المعرض الجماعي، الحديث جذبنا تجاه الزميل عبدالعظيم شلي أحد أركان ومؤسسي جماعة القطيف الذي تحدث عن الجماعة وعن تجربتها في مراحلها المختلفة، وسيكون لنا معه حديث خاص حولها وحول ما يتم الإعداد له من خطة للاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيسها.

جمعية التشكيليين

القضية الأجمل

كان اللقاء في الوقت الذي انتهت فيه اللجنة الخاصة بنظام الجمعية أي قبل إعلان طلبات الترشيح التي انتهت الأسبوع الماضي ومع هذا يمكن لنا أن نستعرض بعض ما جاء في تلك (أربعائية السليمانية) كما يسميها الزملاء التشكيليون فالحديث عن الجمعية كان مشحوناً بالأسئلة أو لاستفسارات وُجِّه الكثير منها للزميل السليمان لينتقل الجميع بعد تلقي الإجابات إلى تحليلها. وكان من أبرز ما تطرق له الحضور قضية الأسماء المرشحة والمتوقع أن تشكل مجلس الإدارة بأن تكون ملمة بالمهمة وقادرة على أن تسير بالجمعية في خط متواز مع من سبقونا من الجمعيات خصوصاً أن الجمعية في المملكة تعتبر أحدث الجمعيات ولهذا على القائمين عليها أن يبدأوا بالمنافسة ببرامج وخطط تكفل للساحة التغيير والتطوير عوضاً عن السنوات التي مضت. ويرى بعض الحضور أنها أدت ما عليها وحققت نتائج جيدة إلا أن الزمن تغير والمنافسة أصبحت أكبر، خصوصاً أمام الآخرين على المستوى العالمي لإعادة النظر في أمور كثيرة منها كما يتفق ضيوف الأربعائية أن يعاد النظر في تصنيف المعارض والمسابقات ودعم المواهب والاهتمام بالمعارض الخارجية إضافة إلى الاهتمام بالفنانين الأوائل أصحاب التجارب والخبرات والحضور المتميز وإعطائهم حقوقهم من خلال تبني معارضهم واقتناء أعمالهم.

الأربعائية ملتقى الفنانين

قبل الختام أود العودة إلى أجواء اللقاء بعيداً عن ما دار فيه وهو كثير لم أتمكن من التقاط إلا البعض منه. فقد كانت الأمسية أو اللقاء مليئاً بالكثير من الرؤى على المستوى الثقافي وهموم الساحة عامة وجديد الأخبار. الجميل هنا هو التفاف الفنانين بهذا الحجم من التواد والتقارب مع أن غالبيتهم لا يحبذ أن يخرج الحضور بفكرة جماعة على شاكلة بعض الجماعات مع أن الظروف والقواسم المشتركة موجودة إلا أن علاقتهم أصبحت أكبر من أن تنتهي بتشكيل مجموعة أو جماعة.. وتحية من الأعماق على ما تلقته المجلة الثقافية من عبارات الإشادة والإعجاب خصوصاً صفحاتها التشكيلية.

***

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة