الثقافية - علي بن سعد القحطاني:

في تظاهرة ثقافية تكرم أندية الطلبة السعوديين بالمملكة المتحدة وأيرلندا الأستاذ عبدالله الناصر الملحق الثقافي لسفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا وأيرلندا، رئيس تحرير مجلة (الثقافية) اللندنية وذلك نظير عطائه الثقافي وتوهجه الإبداعي الممتد لأكثر من ربع قرن في عمله وعودته إلى (الرياض). وقد ترأس تحرير أهم مجلة ثقافية تصدرها الملحقيات الثقافية في الخارج (الثقافية) التي تحتوي على الكثير من المقالات والمواضيع المتنوعة في مجالات كثيرة ثقافية وصحية وسياسية واجتماعية ويشارك في الكتابة في المجلة عدد كبير من الكُتَّاب والمثقفين والطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وأيرلندا وقد اصطبغت تلك المجلة الهامة بمسمى رئيس تحريرها الذي كتب مقالة وداعية مؤثرة في عددها الأخير قال فيها: (لكل شيء بدايته، ولكل شيء نهايته، ولا يدوم إلا وجه الحي القيوم.. وكما تعود الطيور المهاجرة إلى مواطنها.. وكما يعود البحارة إلى موانئهم وكما تتعب الخيول من سروجها وأعنتها.. فقد قررت أن ألقي عصا التسيار والعودة إلى موطني، بعد أكثر من ربع قرن من الرحيل والاغتراب كانت حافلة بالإثارة والعمل والتجربة والخبرة). وفي لفتة إنسانية رائعة تنم عن خلق كريم يقول في جزء آخر من مقاله: (الشيء الوحيد الذي سأظل أفخر به ما حييت أنني لم أظلم بحمد الله أحداً ولم أحاول أن أسيء إلى أحد، ولم يخط قلمي حرفاً واحداً فيه أذى لأحد.. بل كنت أدعو الله كل صباح وأنا في طريقي إلى عملي أن يساعدني على مشكلة أحلها، أو حاجة أقضيها).

عرف عبدالله الناصر بمجموعاته القصصية التي صدر منها (أشباح السراب) و(حصار الثلج) و(سيرة نعل) و(الشجرة) وله روايتان تحت الطبع هما (العرق الأخضر) و(العوجا) ودراسات في الطريق عن (ذي الرمة) و(الإنسانية في الشعر الجاهلي) و(أبانات) و(الصعاليك الجدد) و(أودية الشعر) كما أن له كتابات مقالية نشر منها ما جمعه في كتابه (بالفصيح) وفي الانتظار كتاب عن (أمريكا: العقلية المسلحة) و(أنابيش في النقد والأدب) وغيرها.. وكانت آخر إصدارات القاص السعودي عبدالله الناصر كتاباً بعنوان (من أحاديث القرى) ولفتت تجربة عبدالله الناصر الإبداعية اهتمام عدد من الأكاديميين والمفكرين والنقاد على مستوى الوطن العرب ففي أوائل عام 2003م تواصل جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب مع الحضور الثقافي للمملكة العربية السعودية عبر ندوة (البيئة السعودية في قصص عبدالله الناصر) شارك فيها كل من الدكتور محيي الدين اللاذقاني، والدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتور عبدالله المعطاني مع كوكبة من النقاد المصريين، كما أشادت الدكتورة سلمى الجيوسي بعبدالله الناصر ووصفته برجل مثقف ووطني ويفهم قيمة العمل الجاد، وكتب عن تجربته الإبداعية كل من الدكتور غازي القصيبي والأستاذ عبدالله الماجد والأستاذ عبدالرحمن مجيد الربيعي وآخرون.

(الثقافية) طالبت بعودة (الثقافية اللندنية) مع عودة رئيس تحريرها إلى الرياض لتصبح مجلة (كل المبتعثين) ومجلة وزارة التعليم العالي، وقد سبق - قبل أشهر - أن ناقش مدير التحرير ذلك بشكل مباشر مع بعض مسؤولي وزارة التعليم العالي.. فهل تعود حين يعود؟.

الإنسان والنخلة

الثقافية التقت بطائرنا المهاجر الآخر الأستاذ عبد الله الماجد «اعاده الله الينا سريعاً» وسألته عن رأيه في عودة رفيق دربه الأستاذ الناصر إلى أرض الوطن وتكريمه في مهاجر الأغتراب.. فقال:

الإنسان والنخلة رمزان مهمان في حياة عبدالله الناصر؛ الأول أصل من أصول الحياة، والثاني رمز للنماء والعطاء وهي دلالة على أصل الموروث.. عبدالله الناصر مع ذلك تغرب جسماً خلال أكثر من عشرين عاماً، ومع ذلك تزداد أصالته وارتباطه بهذا الوطن عمقاً، تغرب من أجل بناء إنسان هذا الوطن ولا يزال هو الحامل لهم أكثر من 6000 طالب وطالبة في بريطانيا وايرلندا يعيش همهم وهمومهم ويفرح قبلهم لحيازتهم لنجاحات العلم والتقدم الذي يؤمن بأنه حجر أساس في بناء حياة الأمة والوطن..

عبدالله الناصر المبدع هو مبدع عال الحس مرهف الوجد يملك ناصية التعبير الفني الواعي حتى في كتاباته النثرية الأسبوعية، أما إبداعه فتشهد عليه مجموعاته القصصية الثلاث التي صدرت منذ سنوات، ويستعد الآن لإصدار روايته عن الدرعية عشقه المتألق دائماً، لذلك فنحن إذا كرّمنا عبدالله الناصر فإنما نكرّم إنساناً وضيئاً مشرفاً وابناً من أبناء هذا الوطن الذي يزهو بأمثاله.