Culture Magazine Monday  12/11/2007 G Issue 222
فضاءات
الأثنين 2 ,ذو القعدة 1428   العدد  222
 

وجوه وزوايا
نادي القصة مرة أخرى!
أحمد الدويحي

 

 

يعيدني السؤال الذي يتجدد دائماً، وتجربة النشر خارج الحدود، وتأمل إسقاطات متنوعة وعديدة، وبعيدة عن لب الحقيقة التي لست بصائدها، فقد صارت حملاً ثقيلاً كصخرة سيزيف، يدحرجها كل من تثقل كاهله على الآخر، وقد تألفنا أن حل قضايانا بيد هذا الآخر، ولتأت هذه التجربة نتاجاً وليس نشازاً، ولا خروجاً عن مألوف، فالخروج عن المألوف، هو تصيد لأي محاولة صادقة، تكسر الطوق الذي كرّسته رؤية أحادية، تغييب الأطراف الفاعلة الأخرى عن المشاركة، والوعي بأنّ صناعة الكتاب هي فعل حضاري، يعنى بتشكيل وعي مجتمعي، بتآلف من كل شرائح وقوى المجتمع، فالمرأة التي قفزت إلى واجهة الكتابة الروائية كحدث طبيعي، يمثّل كسراً لتقاليد بالية مكرّسة، ويكفي أن نستشعر هذه الدلالة، وأظن أن النَّيل من هذه التجربة، أعني جنس الكتابة الروائية المحلية، والنظر إلى هذا اللون الكتابي نظرة إلى متمرد، وقراءة خاطئة لخروجه على السياق والأنساق التقليدية المكرّسة برؤية أحادية، وإمعانه في استفزاز تلك الخصوصية، وكشف المستور لأدق تفاصيل مجتمع، يزعم بما له من خصائص فريدة، يمارس بها حياته وبسرية تامة، يضاعف في تشكّل الأزمة بما له من إيجابية في بعض الوجوه، ولا يعني ذلك تسليمي، تحميل هذا الفن الروائي الجميل خطابات متشنجة لروية محددة.

كان يمكن أن نرى المشهد كاملاً بكل أبعاده، لو كان هناك أرضية حقيقية، تستوعب كل أنواع الطيف، ووجود حوار وأطراف كل منها، يؤمن بقبول وحق الآخر بالحوار والاختلاف، فالمشهد محروم من تفاعل إيجابي، يحمي الكاتب من الدوائر الضيقة، ويعطي دور النشر المحلية نافذة ربح، فلا يدعها تجري وراء أرباح مناقصات القطاع الخاص والحكومي معاً، وبقيت النافذة في عصر ثورة المعلومات والتقنية، مفتوحة ضرورة بالوعي والحوار على النص، فصار الحوار على النص مع الآخر أجدى، يتشكّل عبر الوسائل الحديثة الأكثر حرية وانفتاحاً، وهو ما خلق تجارب جديدة للناشر الأجنبي في سوق مفتوحة، وما يوسم بهجرة المنتج السردي وبالذات الروائي لما يحمله من شمولية.

والغريب فعلاً أن تظهر ظواهر غريبة، تمر في واقع كأنه يعنى بتسويق ثقافة ما يريد بعصبية، توازي سيادة عصبية ثقافة المميزين، فلا سرية أن كثرة نصوص صادرة، تتكئ على مرجعية أحادية الرؤية، نكوص وخوف وتقمص من حالة شديدة الاستلاب، ولن أمنع نفسي هنا، إذا أتبين زاوية الخلل، أرى أن لا بد مرة أخرى من إعادة نادي القصة، ليكون وقد كان أول نواة حقيقية، لكيان مؤسسة ثقافية حقيقية مستقلة، تتواصل مع كتاب السرد في كل قرى ومدن المملكة، ويكون بعيداً عن العصبية والشللية، ولتكن تجربة الانتخابات أول محاولة، يمكن أن تطبق في كيان هذا العالم السردي الحميم، فالذين يتعاطون هذا اللون الفني مبدعين ونقاد، يعرفهم المشهد فرداً فرداً برمته، ويسهل تحديد من يستحقون العضوية، وخطوة في طريق الألف ميل التي كثيراً ما نراها في أحلام اليقظة، ولو في تماسسنا في الواقع لجننا.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة