Culture Magazine Monday  12/11/2007 G Issue 222
تشكيل
الأثنين 2 ,ذو القعدة 1428   العدد  222
 
الحرف غيمة
إشكالية التكوين ونضج اللون
مها السنان

 

 

من المثير والمنعش والمبهج ما نشهده من ثورة تشكيلية متنوعة العطاء ما بين (جمعية مجتمع مدني) ولجان مختلفة وأسابيع ثقافية وحركة نشر إضافة إلى المعارض الشخصية والجماعية.

ولعل الموسم الثري بصريا وفكريا قد بدأ مع مطلع شهر شوال وها هي الدعوات تتوالى لحضور تلك الأنشطة، ومن تلك الدعوات التي ابهجتني حين لبيتها المعرض الشخصي للتشكيلي ناصر التركي في فندق الفورسيزن في منتصف شهر شوال، هذا العرض ثري ومتنوع وقد أحسن التشكيلي صنعا بأن ثبت على وتيرة وخط واحد لعرض كامل ونقل رسالة واحدة من خلال رسائله (رسائل في اتجاهين)، كما أحسن صنعا في اختيار المكان وإن كان البعض يراه متكلفا هذا التكلف الذي أضاف بثقله على أسعار اللوحات.

أعجبني كذلك أن تلك الرسائل كتبت بلغتين، فكما تتميز الصورة بمخاطبة المتلقي مهما اختلفت لغته، فإن التشكيلي حرص على أن يطبع كتيب المعرض باللغة الانجليزية إضافة للغة العربية، وتكمن أهمية ذلك في الوقت الراهن لغرض نشر معاني وأغراض الثقافة التشكيلية للمقيمين الذين لا يتحدثون اللغة العربية لوعي أكثر بمكونات الثقافة السعودية وفكرها من خلال الفنون التشكيلية.

أيضا من المثير أن تلك الرسائل في قراءتها النقدية تتجه إلى مسارين فالمجموعة الأولى من الأعمال نجح التشكيلي خلالها في وضع تكوين مريح بصريا وذا ثقل يوازن العمل مع عمق يوجب التجوال خلال اللوحة، كما تحمل تلك الأعمال نضجا لونيا وتباينا يعطي التناغم المطلوب، بينما فقد ذلك في المجموعة الثانية من الأعمال التي لم تتميز بما تميزت به سابقتها فالتكوين لم يكن بتلك القوة كما غلب التسطيح على العمق وأيضا خرجت بعض الألوان من الأنبوب مباشرة دون أن تمر بما مرت به الألوان في اللوحات الأخرى من مزج وحوار على يد الفنان وفرشاته قبل أن تنتقل إلى العمل الفني.

في النهاية هذا الرأي قد لا يكون ذا فائدة عميقة للشكيل التركي الذي يتميز بمسيرته الغنية، بقدر ما يمكن أن يضيف للمطلع الذي يرغب في معرفة تفاصيل العمل الفني وتقنياته، فبلا شك تعد المعارض التشكيلية مدارس لتعليم التفكير الناقد والتحليلي لتطبيقه في قراءة العمل الفني في مجال الفن التشكيلي وبالتأكيد في كافة جوانب معرفتنا.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

MSENAN@YAHOO.COM


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة