Culture Magazine Monday  12/11/2007 G Issue 222
ذاكرة
الأثنين 2 ,ذو القعدة 1428   العدد  222
 
لحظات عاشتها « الثقافية »
مع تجربة في (الأدب السعودي المعاصر).. علي النعمي!!

 

 

على مدى أربعة أشهر ونحن نرصد مع الشاعر الكبير علي بن أحمد النعمي صفحات وصفحات من مسيرة عطائه الأدبي والثقافي الممتدة. لكن زيارتنا له بهذا اليوم كانت مختلفة، خاصة بعدما انتهى من الرد على هاتفه، مرحّبا حياكم الله، الدور الثاني، الغرفة (9).

حينها أدركنا أنه بصدد زوار، لذا لم نشأ الاستمرار، وألمحنا بالاستئذان. لكنه طلب منا الانتظار قائلا: إنها مصادفة سعيدة فوجودكم جميعا سيكون من دواعي سعادتي فجأة وإذ بالغرفة تكتظ.. ويحاط الشاعر بخمسة عشر زائرا، يحملون باقات الورود، وبأيديهم ثمانية دواوين شعرية، هي دواوين الشاعر المطبوعة.

بدأ الشاعر الكبير الحديث مقدما كلمات نمّت عن عصارة خبرته، وتجربته الكتابية والحياتية. قال كلاما جميلا، وما بين الفينة والأخرى، ظل يكرر أنتم أيها الأبناء أمل المستقبل. تحشرج صوته أكثر من مرة، وهو يعبر عن سعادته الغامرة بهذا الوجود من حواليه، وأن ذلك من أهم أوسمة التقدير التي يعتز بها في حياته.

تسلم زمام الحديث عنه بعد ذلك ضيوفه الذين تحدثوا عن تجربته، ودوره المهم في الثمانينيات، في الصحافة الثقافية بالمنطقة الوسطى، بتلك الفترة، وأنه من أوائل الشعراء الذين عرفوا بالشعر السعودي في المهرجانات العربية، حيث عاد بميدالية ذهبية بأول مشاركة خارجية له في بغداد، وأنه كرس شعره لحب الأرض والوطن.. وكان من الأعضاء المؤسسين للنادي الأدبي بجازان في أول سنة تأسست بها الأندية الأدبية.

ذكر الضيوف أنه بودهم لو طال الحديث عن الشاعر وجيله من الشعراء السعوديين، لكنهم لا يريدون إرهـاق الشاعر، وأنهم سيفصلون الحديث عنه وتجربته الشعرية بموقع آخر.

الثقافية التي حضرت الزيارة وشاهدت كيف كانت علامات السعادة والمعنويات المرتفعة على محيا الشاعر الكبير، وزائريه الذين تكشف ملامحهم المرتبكة أول الزيارة، وعلامات الارتياح والثقة بالنفس بآخرها أنهم لم يتوقعوا أن يكونوا بين أيدي شاعر له اسمه وصيته الأدبي بهذه السهولة، وأن تمضي اللحظات معه بتلك البساطة وذلك التواضع، ومحبته المتدفقة للأجيال الجديدة.

عبر الشاعر عن سعادته الغامرة، وظهرت تلك السعادة بأثر الزيارة، في انتعاش ذاكرته، وحماسه لسرد تفاصيل جميلة، حيث كان يحكي بمنتهى الارتياح، بعدما عدنا لإتمام الحديث معه عن مسيرته. وكأنما عادت له حيويته وعافيته، شفاه الله، وأمد بعمره.

***

الثقافية التي تصادف وجودها مع وجود هؤلاء الزوار علمت أثناء ذلك أن هذه الزيارة، كان من المفترض القيام بها إلى الشاعر في بيته، وأنهم مجموعة من الدارسين.

وأن الزيارات الميدانية للأدباء المعاصرين إلى جانب استضافة آخرين داخل قاعة الدرس بالكلية تمثّل جزءا من مجموعة من الأنشطة التي يمارسونها خلال دراسته الأدب السعودي المعاصر، ويقومون فيها أيضا بمتابعة الصفحات الثقافية، والملاحق الأدبية والثقافية التي تصدر عن الصحف السعودية، وكذا المجلات الأدبية الثقافية، وحضور فعاليات في المؤسسات الثقافية بالنادي الأدبي، وبفرع جمعية الثقافة والفنون ومتابعة المواقع الأدبية على شبكة الانترنت، واستخراج المواد الإبداعية شهرا وقصة ورواية، ومتابعة برنامج أدبي ثقافي فضائي، ومثله إذاعي، والكتابة عن هذه المتابعات في تقارير تُناقش بأول نصف ساعة من كل محاضرة.

الثقافية التي حرصت على نقل هذه التجربة، تتمنى لو قامت كل الجامعات والكليات بتبني هذه التجربة:

فهي تربط على نحو مباشر الدارسين بالميادين الفعلية والمحاضن الحقيقية للأدب المعاصر، وتؤهلهم للوقوف على أحدث الإصدارات، والفعاليات، والظواهر الأدبية، مما يجعلهم على معرفة بمصادر استقاء المعلومات الجديدة في تخصصهم، حتى عقب تخرجهم.

وهي أكثر ملاءمة لطبيعة العصر التي اختلفت، في تسارعها وتقنياتها، للإحاطة بالنتاج الأدبي السعودي المعاصر وغيره. خاصة وأن ما ينتج الآن من أدب معاصر في غضون سنتين، يفوق ما أنتج خلال نصف قرن مضى.

ولا يخفى أخيرا ما لهذا التوجه من أهداف على المستوى والمنظور البعيد. فهو يستزرع جماهير مستقبلية، ويستقطب الوجوه الشابة للمؤسسات الثقافية التي تعاني وتشكو من فقرها الجماهيري.

***

هذه المادة بالتعاون مع الدكتور محمد حبيبي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة