Culture Magazine Monday  16/07/2007 G Issue 207
أوراق
الأثنين 2 ,رجب 1428   العدد  207
 

تخفيض الإعلان عن الكتاب لا يكفي!!
فهد الحوشاني

 

 

يبدو أنّ نجاح وزارة الثقافة والإعلام في تنظيم معرضها (الأول) للكتاب، أعطاها المزيد من الدافعية ليكون الكتاب في مقدمة اهتماماتها. حيث طالعنا في الصحف القرار الذي أصدره معالي وزير الثقافة والإعلام بتخفيض أجر قيمة الإعلان عن الكتاب في القنوات التلفزيونية المحلية بنحو 50%. وهذه خطوة مهمة، فالكتاب الجاد بدأ يحتل ذيل الاهتمامات، خاصة بعد أن اقتطعت الفضائيات والإنترنت الكثير من وقت المشاهد، وبعد أن تسيّدت الروايات الاستهلاكية لسوق الكتب.

لكن التخفيض بنسبة 50% ليس كافياً، فالكتاب الجاد والذي ستساهم الوزارة بدعمه من خلال تخفيض الإعلان عنه، هو كتاب في الغالب غير مربح مادياً، والإعلان عنه ببضعة آلاف لمرة واحدة سيزيد من تكلفته على دار النشر أو المؤلِّف، وبذلك ستقل فرص الإعلان عنه، وبالتالي صعوبة وصوله إلى القارئ. إنّ الدعم الحقيقي للكتاب هو جعل الإعلان عنه (مجاناً)، فيكفي دار النشر أو المؤلِّف تحمُّل إنتاج الإعلان! واستناداً إلى التوجيه السامي الذي اتكأ عليه قرار الوزارة، والقاضي بدعم النهضة العلمية والثقافية بالمملكة، فإنّ هناك الكثير من عناصر الثقافة التي ينتظر من الوزارة أن تدعمها وليس الكتاب فقط، فنحن في هذا الوقت بحاجة لتقديم التسهيلات الإعلانية للقطاع الخاص الذي له علاقة بإنتاج الثقافة من دور نشر أو غيرها، للعمل على تحقيق نهضة ثقافية شاملة، ومن المهم أن تنداح دائرة الإعلان المجاني ليشمل المسرحية ومجلة أطفال والمهرجان الثقافي والأمسية وغيرها، سواء في التلفزيون أو الإذاعة، خاصة وأنّ خارطة البث التلفزيوني لا تشمل برامج تلقي الأضواء على الإصدارات والإنتاج الثقافي في المملكة. على أنّه يمكن للوزارة أيضاً أن توسع دائرة مساهمتها لتشتري عدة أيام في اللوحات الإعلانية الموجودة في الشوارع، فهي مقروءة بشكل جيد لتعلن من خلالها عن فعاليات ثقافية تقوم بها أو يقوم بها القطاع الخاص المعني بإنتاج الثقافة!! بالإضافة إلى تخصيص مساحات محددة في جميع الصحف تختص بالإعلان المخفض عن الكتب والأنشطة الثقافية من محاضرات وأمسيات وغيرها، وتكون عبر تسهيلات من الوزارة!!

إنّ الترويج لثقافة حقيقية تهتم برعاية المبدعين وتدعم الحركة الثقافية الشاملة وتسهم في التنمية من خلال إعداد جيل واعٍ ومثقف، وتعمل على محاربة الفكر المتطرِّف، لا بدّ أن تتبنّاها المؤسسة الرسمية وأن تتنازل عن حقوقها المادية إذا أرادت للمبدع وللقطاع الخاص المساهمة معها في دعم الثقافة التي لن تستطيع المؤسسة الرسمية إنتاجها لوحدها، خاصة أنّ الوزارة (الثقافة) التي خطت خطوات رائعة في مجالات نشر الثقافة وتشجيع المبدعين، لم تزل في طور التشكيل والبناء!

alhoshanei@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة