Culture Magazine Monday  16/07/2007 G Issue 207
مداخلات
الأثنين 2 ,رجب 1428   العدد  207
 

بعد نشر ملف خاص به في « الثقافية»
المبارك.. عالم الذرّة والمعرفة

 

 

هو عالم الذرة الدكتور راشد بن الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف المبارك من مواليد مدينة الهفوف سنة 1354هـ، فقد حنان الأب وهو فى الثامنة من عمره فترعرع فى كنف والدته لتصنعه ابناً باراً بدينه ووطنه وأمته ليصبح واحداً من رموز العلم والأدب في بلادنا الكبيرة.

وقد عرف عنه سعة الاطلاع والثقافة والسمعة العلمية والأدبية العريضة داخل الوطن وخارجه يعود الفضل بهذا إلى مدينة الأحساء خاصة وبيئتها العلمية وأسرته الغنية بالمعارف التي أكسبته الخبرة الرفيعة وأنارت طريقه إلى العلم والمعرفة حتى أصبح علماً من أعلام الفكر في مملكتنا الحبيبة.

نشأ فى مدينة الأحساء في بيت علم ودين وأدب وبدأ حياته بدراسة القرآن الكريم والعلوم الشرعية على يد أعمامه وفقهاء أسرته دارساً في الوقت نفسه اللغة العربية على يد علم من أعلام اللغة في ذلك الوقت وهو الشيخ مبارك بن عبداللطيف المبارك.

كما حرص على حضور الحلقات العلمية التي كانت موجودة آنذاك، وما لبث أن رأى فى نفسه أن العلم هو الطريق الصحيح لرقي حياته الشاملة.

فالتحق لهذا الغرض بالمدرسة الابتدائية بالهفوف سنة 1363هـ وبعد ذلك واصل دراسته الثانوية متخرجاً فيها سنة 1378هـ فظهرت عليه بواكير النبوغ الفكري والعلمي وظهر هذا في مقالة نشرتها صحيفة المدرسة الثانوية بعنوان (قصة نفسي).

لقد كان عالمنا وأديبنا الدكتور راشد المبارك (أطال الله في عمره) ومنذ وقت مبكر من طفولته محباً للقراءة والكتابة، ثم ما لبث بعد تخرجه من المدرسة أن عمل فى مالية الأحساء لينتقل بعد حين إلى الظهران موظفاً في محكمة القطيف لتشكل هذه التطورات نظرته الأعمق إلى الحياة ومن ثم التصميم على مواصلة المزيد من الدراسة والتعلم، فالتحق فى بعثة دراسية إلى القاهرة ليحصل على البكالوريوس فى علم الكيمياء والفيزياء عام 1384هـ، ليلتحق بعدها بكلية العلوم بجامعة الرياض معيداً حيث تم إثر هذا ابتعاثه إلى جامعة مانشستر في (إنجلترا) ليحصل على دبلوم الدراسات العليا فى الفيزياء الجزئية وعندما عاد إلى أرض الوطن عين مديراً للمختبرات الكيمائية سنة 1389هـ ثم حصل في العام نفسه علي بعثة دراسية أخرى إلى بريطانيا ولكن إلى جامعة ويلز ليتخصص في علم كيمياء الكم ويتخرج فيها بدرجة الدكتوراه سنة 1393هـ ثم عاد إلى الوطن ليعين أستاذاً للكيمياء فى جامعة الرياض حيث كان من ضمن تخصصه الدقيق استخدام الذرة في الزراعة وليكون أول سعودي في تاريخ البلاد يحصل على هذا التخصص النادر.

شخصيته ومكانته

يعد عالمنا الدكتور راشد آل مبارك واحداً من أبرز علماء وأدباء زمانه فقد ذاع صيته فى أرجاء الوطن وكان وما زال له تواصله العلمي والأدبي الوثيق مع نخبة من الأدباء والمفكرين على امتداد الوطن العربي الكبير وشارك بزخم في عدد من البحوث الجادة في أوسع المجلات العلمية انتشاراً وسمعة ليجمع بهذا بين فضيلتي العلم والأدب في هذا الإطار.

ولسمعته ومكانته العلمية المتناهية اختير عميداً لكلية الدراسات العليا في جامعة الرياض ليتولى بعدها منصب عضو فى المجلس الأعلى لجامعة الملك فيصل ثم عضواً فى مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية فى جامعة فرانكفورت فى ألمانيا. كما اختير في عضوية أمناء جامعة الخليج العربي. وأيضاً عضواً في لجنة معادلات الشهادات العليا بوزارة التعليم العالي، ثم ليتبوأ مكانة أرفع بتعيينه رئيساً للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأسيسكو) من عام 1401-1407هـ كما اختير مؤخراً عضواً في إدارة الموسوعة العربية العالمية التي يرأسها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وكذلك عضواً في المجلس الأعلى للإعلام الذي يرأسه سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود حتى الآن.

ندوته الأحدية

بدأ حفظه الله منذ عام 1403هـ بعقد ندوة ثقافية أسبوعية شاملة يحييها مساء كل أحد عرفت بالأحدية وجعلها ملتقى لأهل العلم والأدب والثقافة الأصيلة حتى شبهها البعض بالجامعة المفتوحة وتتنوع موضوعات هذه الندوة من المحاضرات فى علم الذرة والكترونيات والليزر والأشعة السينية والنظرية النسبية إلى قضايا فى الاجتماع والاقتصاد والفلسفة والتاريخ والشعر والأدب وتستقطب هذه الندوة نخبة ممتازة من مفكرين وعلماء من المملكة العربية السعودية إلى جانب استضافتها مشاهير الساسة والفكر والأدب والعلم من مختلف الأقطار العربية ومنهم على سبيل المثال: الشيخ محمد الغزالي، حسن الترابي، فاروق الباز، فيصل الحسينى، سليمان العيسى، فيصل قنصل، عبدالعزيز الرفاعي، روجيه جارودي، محيي الدين صابر، عبدالرزاق قدورة، عبد القادر القط وغيرهم وأصبحت هذه الندوة أحد معالم عاصمتنا الحبيبة الرياض التي تؤكد أن بلادنا ترعى العلم وأهله.

بالإضافة إلى هذا كله شارك الدكتور راشد آل مبارك بالكتابة الجادة في عدد من كبريات الصحف العربية والأجنبية كما أجريت معه مقابلات صحفية وإذاعية وتلفزيونية عدة كشفت الكثير من خصوبة شخصيته العلمية والفكرية والوطنية.

صفاته

من أبرز صفاته حفظه الله الجود والسخاء وحب النفع للناس والسعي لتيسير أمورهم والكرم، يكره التعصب لرأى ويحترم الرأي الآخر، ويسعد في خدمة الناس وحل مشاكلهم.

له أياد بيضاء كثيرة في أعمال الخير والبناء الاجتماعي ويعرف ذلك من حوله صغيراً كان أو كبيراً.

إنتاجة الفكري

لقد أثرى حفظه الله المكتبة العربية بأبحاث علمية وأدبية وفيرة وما زال قلمه يبدع ولم يجف ولعل من أبرز أعماله الإبداعية في العلوم والأدب والشعر:

1- كتاب (هذا الكون ماذا نعرف عنه).

2- كتاب (كيمياء الكم).

3- قراءة في دفاتر مهجورة

4- رسالة إلى ولادة (ديوان شعر)

5- فلسفة الكراهية.

6- شعر نزار (بين احتباسيين)

7- (الإرهاب خبز عالمي)

هذا غيض من فيض من سيرة رجل عالم أديب ستبقى ذكراته العطرة ممتدة في وجدان الوطن وأجياله فأمد الله فى عمره وجعله الله ذخراً لأهله وشعبه ووطنه وأمته.

معاذ بن عبدالله المبارك - الأحساء M_almubarak12@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة