Culture Magazine Monday  16/07/2007 G Issue 207
مداخلات
الأثنين 2 ,رجب 1428   العدد  207
 
مسرحية نازك الملائكة

 

 

ظاهرة التكريم وإقامة المحافل الخاصة به تعتبر ظاهرة منتشرة في شتى أنحاء المعمورة بل إن بعض الدول تقيم مهرجانات سنوية لتكريم عدد من الشخصيات التي تبرز في مجال ما من المجالات ويبدو أن الفنانين واللاعبين هم أصحاب الجزء الأكبر من تورتة التكريمات ويبدو أيضا أن المثقفين والأدباء نصيبهم فقط يتلخص في تلك الورود الاصطناعية التي تتجمل بها التورتة وإن حصلوا على نصيبهم منها لا يكون لهم حظ في أخذه إلا بعد أن ينصرف الحضور وتطفأ الأضواء وتنام عدسات الصحافة.

وفي مجتمعنا العربي اعتدنا على أن يتم تكريم الأدباء والشعراء والمثقفين لكن بعد مجاورتهم ربهم وقسرا منا آمنا بهذه العادة لانعدام البدائل وأيضا في مجتمعنا العربي تتفشى ظاهرة التهميش وتبدو واضحة على حساب من أثروا المكتبات بكتبهم ودراساتهم وإنتاجاتهم الفكرية والأدبية وفي مجتمعنا العربي أيضا يبرز تحجيم من كرسّوا طاقاتهم وأفكارهم لينيروا أفكارنا وعقولنا.

وما دعاني إلى الكتابة هو أننا قبل أيام فقدنا قامة شعرية وصاحبة فكر بل إنها مدرسة أدبية ما زال أكثر شعراء هذا العصر ينهلون من معينها ويسيرون على الخط ذاته الذي سارت عليه

فقدنا نازك الملائكة شاعرة هذا العصر والعصور القادمة وشخصيا توقعت أن يتقدم خبر وفاتها صفحات الصحف الأولى وتوقعت أن يكرمها إعلامنا بعد وفاتها كعادته مع من سبقوها لكن كل ما في الأمر كان مجرد خبر في زاوية قصيّة ومقالة تبرع بها أحد أصحاب الأعمدة بزاوية أخرى وليس هذا بمستغرب على إعلام عربي يتهافت كتهافت الفراش على النار ليأتي بخبر عن فنانة عالمية دخلت السجن أو أخرى عربية أصيبت في حادث.

ماتت نازك الملائكة وأحيت خيبة جديدة بطلها الإعلام العربي، ماتت وهي التي أحيت في قصيدتها ذكرى أكثر من ألف شخص ماتوا بسبب الكوليرا بمصر.

ماتت نازك الملائكة والكثير من أبناء هذا الجيل لا يعرفها والدليل يتضح بعد أن قمت بتوجيه سؤال إلى بعض الشباب يقول: ماذا تعرف عن نازك الملائكة فأتت إجاباتهم ضحلة ومتفاوتة في درجة الضحالة فمنهم من قال إنها شاعرة عباسية والآخر يقول إنها راوية عربية وغيره أفتى بأنها قصيدة لنزار قباني والجواب الأكثر طرافة يقول إن نازك الملائكة مسرحية قديمة.

لا تتعجبوا فهذه هي نازك الملائكة حسب رؤية بعض النماذج من هذا الجيل.

وأنا سأكتفي بالقول أيتها الشاعرة الراوية القصيدة المسرحية أرقدي بسلام ويا أيتها النازكات القادمات توقفن حتى إشعار آخر.

فهد الزغيبي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة