Culture Magazine Monday  16/07/2007 G Issue 207
تشكيل
الأثنين 2 ,رجب 1428   العدد  207
 

أنشطة تطفئ لهيب الصيف
احتفاء بالخط العربي في الرياض وتكريم للعنقاوي وفلمبان في جدة
إعداد: محمد المنيف

 

 

رغم حرارة أجواء الصيف إلا أن وكالة وزارة الثقافة والإعلام تطفئها بالبرامج الجميلة التي تبعث في النفس الانتشاء وتجدد النشاط.. ففي مساء الثلاثاء الماضي كان لجمهور الخط العربي احتفاء واحتفال جمع أقطاب هذا الإبداع افتتح فيه معالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز السبيل بالمتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض المعرض الأول لهذا الإبداع الذي يأتي ضمن برامج وكالة الشؤون الثقافية المشتمل على تنوع المعارض وفق التخصصات حيث أُقيم قبل فترة معرض للتصوير الفوتوغرافي، وقبل ذلك معرض للنحت، وحضر افتتاح معرض الخط العربي نخبة من الفنانين المشاركين الذين قدموا من مختلف مناطق المملكة، وقسّم المعرض الذي ضم مئة عمل على لخمسة وعشرين خطاطاً وفناناً تشكيلياً إلى قسمين الأول: للأعمال التي تعتمد على القاعدة كالنسخ والرقعة والثلث إلى آخر المنظومة.. والقسم الآخر للأعمال التشكيلية التي استلهم فيها الحرف العربي (الحروفيات) كما أُقيم على هامش المعرض ورش عمل للخط العربي مع لقاءات فنية وقراءة نقدية للأعمال المشاركة.. وقد تمَّ توزيع الدروع والشهادات التقديرية في نهاية الحفل على الفائزين في مسابقة الخط العربي لخطاطي وفناني المملكة.

المعرض يُعتبر خطوة محمودة لوكالة الشؤون الثقافية ومؤشراً يحمل تحقيق وآمال المبدعين في مختلف المجالات الإبداعية، الجدير بالذكر أن جريدة الجزيرة في عدد سابق (الصفحة الثقافية) نشرت موضوعاً شاملاً عن الخط العربي بعنوان: (كُتب به القرآن الكريم.. مسابقة مكة للخط العربي مقترح تقدمه الجزيرة للمعنيين بالثقافة) تضمن إشارة للخطاطين المحليين وعن معهد الخط التابع لمعهد التربية الفنية قبل إغلاقه وطرحت الجزيرة فكرة إقامة مسابقة دولية تحمل اسم مكة المكرمة.

في جدة.. احتفاء وتكريم

أما الأربعاء القادم فللفنانين وجمهور الفن التشكيلي في جدة موعد مع حفل يقيمه أتيليه جدة يكرم فيه اثنان من المبدعين كل في مجاله، فالفارس الأول الفنان الفوتوغرافي عيسى عنقاوي والفارس الثاني أحمد فلمبان.. وقبل أن نتحدث عن هذين المبدعين أو الرمزين الرائدين في الساحة الثقافية نتوقف قليلاً للحديث عن أتيليه جدة بقيادة الفنان طه صبان وبإشراف وإدارة الفنان هشام قنديل صديق الفنانين وعامل الجذب لهم لإقامة معارضهم في الأتيليه، لنقف احتراماً وتقديراً من خلالهما كنموذج يُحتذى به لكل طرف يقدم جهداً للساحة التشكيلية مهما قل، نقف احتراماً لكل قاعة عرض وصالة فنون تشكيلية أياً كان اسمها خصوصاً التي تعي كل خطوة تخطوها لتضع لبنة في بناء الفن التشكيلي المحلي، نقف تقديراً لكل الصالات في محافظة جدة بكل صدق مستشهدين بما ينجزه كل منها خلال العام من معارض ومناسبات جعلت من المحافظة عاصمة للفن التشكيلي السعودي بلا منازع. وإذا كنا قد وقفنا لجميع قاعات جدة تعظيم سلام فإن لأتيليه جدة تحية خاصة نتقدم بها في هذا اليوم الذي نحمّلهم فيه أمانة نقل اعتزازنا للمكرمين كما نشد على يد المسؤولين عن الأتيليه إعجاباً بهذه المبادرة الرائدة التي يمثلها هذا الاحتفاء بهؤلاء وهم أحياء وبمستوى يليق بهم.

عنقاوي والسجل الحافل

فالفوتوغرافي عيسى عنقاوي صاحب الألقاب العالمية والدكتوراه الفخرية من جامعة الحضارة الإسلامية في مجال الفنون والآثار العربية والإسلامية حاصل على لقب صاحب العمل المميز من قبل الاتحاد الدولي للاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي، قلد وسام ميدالية استحقاق من الدرجة الأولى بالرباط، مثل المملكة العربية السعودية في 37 مؤتمراً وندوة داخل وخارج المملكة في مجال تخصصه وفن التصوير حصل على عدد 37 دورة تدريبية داخل وخارج المملكة، أقام عدد أربعة معارض شخصية حصل على العديد من الجوائز في عدد من المسابقات المحلية.. شارك في تحكيم عدد من المسابقات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي.. رئيس بيت التشكيليين وساهم من خلالها بالكثير من الجهود المشهودة.

فلمبان والقضايا الإنسانية

الفارس الآخر أحد الأسماء الكبيرة في الساحة التشكيلية يقف شامخاً رغم إجحاف الأضواء الإعلامية وابتعادها عنه في فترة سابقة تواجد فيها آخرون لا يقل عنهم بل يوازيهم ومع ذلك كان يعمل بصمت ويمارس عطاءه بأمانة متنقلاً كالفراشة بين حقول الإبداع هنا وهناك محلياً وعالمياً خصوصاً في معقل الفنون في إيطاليا رافعاً من شأن الفن التشكيلي المحلي هناك ومنافساً فيه حصل في تواجده الجاد على أكثر من جائزة في معارض جماعية في إيطاليا حظي بها على تكريم الحكومة الإيطالية له ممثلة في السفير الإيطالي في السعودية بمنح الفنان أحمد وسام الجمهورية الإيطالية كأول فنان عربي يحصل عليه.

اتبعها بالجائزة الأولى في المهرجان الرابع حياة من أجل الثقافة الذي أقامته الأكاديمية العالمية للفنون والبيئة في روما.. كما أقام فلمبان معرضه الشخصي الحادي عشر في المركز الثقافي الفني في روما وحين يضفي ذاك الوهج لهذا الوطن بانتمائه ويسجل في تاريخ المنحى الثقافي السعودي والممثل في الفن التشكيلي بأحرف من ذهب تلك الإنجازات بحصوله على وسام الشرف بلقب فارس من رئيس الجمهورية الإيطالية بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأولى بعدة مناسبات فنية تشكيلية وعلى مستوى دولي إنما يعني ذلك الكثير من الرفعة والمصداقية لكل فنان وفنانة تشكيليين سعوديين وبأن وسامه المستحق وجوائزه المحصودة هي حصيلة لهذا القدر الهائل من إبداعاته التي ستُعتبر تاريخاً مشرفاً للتشكيليين السعوديين وستُعتبر تجاربه الرائدة منهجاً ينهل منه ويستنار برأيه لنيله ذاك التشريف والاستحقاق، الذي يُعتبر وساماً على صدر كل فنان وفنانة في هذا الوطن كدلالة على نضوج توجهنا التشكيلي في المملكة ضمن تلك الرعاية الحانية والمسؤولة لوصولنا إلى هذا الحد من الارتقاء وهذه التأكيدات إنما تعني أيضاً صحة وعافية ساحتنا التشكيلية وما تحمل من عناءات وجهود تسير بنا نحو الأفضل.. إن الفنان أحمد فلمبان صاحب القضية التشكيلية الصادقة بموضوعيتها والجادة بطرحها والمتألقة بأدائها الفني يمتلك تلك المقدرة أيضاً على القراءات النقدية المميزة بطروحاتها التي تصل إلى حد الأستاذية بالنقد العلمي والمنهجي الأكاديمي، كما يمتلك الموهبة الموسيقية المتفوقة من ناحية الممارسة والأداء.. إن شمولية الفنون والنقد بشخصية الفلمبان تعني بأن الإبداع لا حدود له والفن التشكيلي خصوصاً ومناحي الفنون عموماً تجد طريقها نحو العالمية والتي تعكس مدى الاهتمامات والمتابعات والتجارب في وطن يزدهر نماء ويزدهر عطاء.

تكريم المبدعين.. أحياء

يقول الفنان الناقد هشام قنديل مدير الأتيليه بهذه المناسبة: لا شك أن الاحتفاء بالفنان يعني في جوهره أننا نحتفي أولاً بالفن الذي تفاعل مع هذا الفنان.. تلك قناعة مؤكدة ننحاز إليها في أتيليه جدة، يعكس ذلك حرصنا الدائم على الاحتفال بكل مظهر من مظاهر الإجادة والتنويع؛ وفي كافة الاتجاهات الفنية، فغاية ما يصبو إليه أي فنان أن يرى في حياته أثر فنه في الناس وأن يسمع صدى إبداعه في مشاعرهم وأن يرد إليه الناس بعضاً مما قدم لهم من عصارة فنه لا نقوداً لكن تقديراً وعرفاناً وحباً؛ ولعله من الظواهر الإيجابية التي نحرص على تكريسها في الفترة الأخيرة أن نشارك في تكريم الفنانين وهم بين ظهرانينا يسعون بيننا بفنهم وإبداعهم، أي وهم أحياء يرزقون لا بعد بعد وفاتهم كما جرت عليه العادة.

ولعل المتابع الراصد يدرك أن الأتيليه ومنذ فترة طويلة يسعى جاهداً للاحتفال بمبدعي الوطن أمواتاً وأحياءً وقد كرم مؤخراً الفنانين الكبيرين عبد الحليم رضوي ومحمد السليم - رحمهما الله -.. كما كرَّم الفنانين الفائزين بجوائز مسابقتي الباحة والسفير.. من هنا جاء تكريم الأتيليه للفنانين عيسى عنقاوي وأحمد فلمبان.

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة