Culture Magazine Monday  16/07/2007 G Issue 207
تشكيل
الأثنين 2 ,رجب 1428   العدد  207
 

وميض
الفن التشكيلي في صيف الشرقية
عبد الرحمن السليمان

 

 

قبل أسابيع اتصلت بي إحدى السيدات تريد أسماء فنانات تشكيليات شهيرات من أجل مؤسسة أو جهة لا أعرف بالضبط اسمها ستقوم ببرنامج صيفي في المنطقة وسيكون الفن التشكيلي أحد الفعاليات، والواقع ترددت في إعطائها أسماء محددة لكنها اتصلت فيما بعد وسميت لها أربعاً من ثلاث كانت مقترحة عددها.

في اليوم التالي أعادت الاتصال مشيرة أن هذه الأسماء غير مشهورة والواقع وقعت في حيرة: من هن الشهيرات في المنطقة الشرقية من المهتمات بالفن وممارسته؟.

تركت الموضوع جانبا وتذكرت حالة أخرى - سابقة - كانت سيدة أرادت أن تنظم مؤسستها أو مؤسسة تعمل بها معرضا ورغبت تزويدها بأسماء فنانين مشهورين على مستوى المملكة وعندما حاولت التحقق من الموضوع وفكرته طلبت منها أن تسمي لي أشخاصا لهم علاقة بالفن ومشهورين من وجهة نظرها لإمكانية الاتصال بهم والواقع كنت مترددا في ذلك.

ويبدو لي أنها وقعت في حرج لأن ليس لها ولا مؤسستها التي تعمل بها علاقة بشيء اسمه الفن التشكيلي، وأعتقد أنها لا تعرف أياً من الأسماء التشكيلية السعودية، وأن من غير المشهورين برأيها، لكنها بالمقابل لم تخطئ عندما مسكت بأقرب صحيفة واختارت من خبر فني بعض الأسماء وكانت جميعها من مدينة جدة بينهم السعوديون والعرب المقيمون، وحتى لا أقع في حرج مع أحد فضلت الابتعاد عن هذه المسؤولية.

بدأ الصيف وبدأ الاشتغال عليه وعلى برامج متنوعة تقام خلاله، وهي أنشطة مجربة خلال الأعوام الفائتة لا تقدم ولا تؤخر ولا أعرف ما الغرض من إقحام الفن التشكيلي في هذه الجوانب التي لا نجني منها شيئا فكثيرون ممن حاولوا تقديم الفن التشكيلي ضمن تلك الأنشطة أراهم أقرب إلى استثقال النشاط من الاقتناع به وبأهميته فالمعرض يبدأ وينتهي دون أن تباع فيه لوحة - على الأقل - ولا تكتب عنه صحيفة، أما الإمكانات المتاحة فنجدها أقل ما يمكن من المطبوعات أو الإعلام أو خلافه حتى المشاركون من الهواة أو المبتدئون وكذا الشباب أو الفنانون الأكثر خبرة لا يحظون بأي مردود مادي أو معنوي.

الأعمال تعرض من قديم التواريخ والتواجد اقرب إلى السياحي الذي يكمّل، ومع أهمية أن يكون للفن التشكيلي حضور فالاهتمام به بدا أقرب إلى أن نستكمل به برامج متنوعة فيها العروض الشعبية وربما المسرحية وأحيانا الموسيقية وغير ذلك.

الأعوام الفائتة كانت بعض الجهات المعنية بالفن والثقافة تلزم أو تقحم نفسها بشكل أو بآخر بالمشاركة في النشاط الصيفي من أجل القول بالمشاركة فقط، وأحياناً لا يترتب على هذه المشاركة أية عوائد خاصة للمشاركين وأتذكر أكثر من مناسبة ليس لهذه الجهات سوى الاسم وأنه ليس للمشاركين إلا الجهد الذي يتقاسمونه والمعدين لهذه الأنشطة وقد تيسر في بعض الفترات وجود أشخاص لديهم الاستعداد للعمل وقيادته من باب الحضور أو التواجد ولكن ما الذي يمكن أن يضيفه أو تضيفه المشاركة، لا شيء.. لأن المشاركين أنفسهم لا يعودون بشيء سوى أنهم يضيفون المشاركة في سجلات سيرهم الذاتية الشخصية التي يفرح بها المبتدئون عادة.

كنت أتمنى أن تتخذ المشاركات الصيفية شكلا جديدا مشجعا يساعد الفنان ويفتح له أفقا من التعرف على الجمهور الذي افترض أن يساهم بالاقتناء أو حتى من مؤسسات وجهات أهلية تدعم المشروع وبالتالي الفنان أو الفنانة.

البرامج الصيفية لا شك مطلوب تنوعها ولكن أيضا وضع ضوابط ووسائل تساعد على إنجاح المساهمة أو المشاركة وكذا تشجيع المشارك بأن يحظى بشيء من الدعم، وألاّ يحصل مثلما حصل لبعض الأخوات الرسامات في أحد المجمعات التجارية بالدمام عندما وجدن بعض أغراضهن وطاولات يرسمن عليهن مرمية أو مبعثرة قبل نهاية نشاطهن، وكأنه إعلان عن طرد.

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة