Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
فضاءات
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

كتاب جديد:
الآثار المخطوطة لعلماء نجد للأستاذ خالد بن زيد بن سعود المانع
محمد بن ناصر العبودي

 

 

بين يدي الآن كتاب نفيس في بابه فهو الكتاب المتكامل في موضوعه، وإن كانت بعض الفقرات أو الفصول فيه قد طرقت من مؤلفين آخرين.

وهو كتاب نفيس لأنه نتيجة جهد يقتضي البحث والتنقل وبذل الوقت والمال في السفر والانتقال.

مؤلفه الأستاذ الباحث خالد بن زيد بن سعود المانع، ولم أجد في الكتاب ترجمة للمؤلف ولا أي تعريف به ومع أنه معروف للباحثين فإن العامة من القراء يحتاجون لمثل هذا التعريف، وربما كان الداعي إلى عدم ترجمة للمؤلف في الكتاب هو تواضع المؤلف، غير أنه يعلم قبل غيره ما يعاني منه الباحثون في تراجم العلماء، وحتى انهم ينفقون أوقاتاً كثيرة - مثل هذا المؤلف - في الحصول على معلومة من المعلومات عنهم.

ويقع الكتاب في (344) صفحة طبع (الطبعة الأولى) عام 1426هـ - 2006م.

وذكر المؤلف الكريم في أعلى عنوان الكتاب أنه الكتاب الأول في سلسلة (دراسات وبحوث) عن المخطوطات النجدية.

إن مثل هذا الكتاب جدير بأن يتلقاه الباحثون وطلبة العلم، بل العلماء في المملكة وخارجها بالإشادة والتقدير، وألا يبقى حبيس دائرة ضيقة من الذين عرفوا به مصادفة أو من دون جهد يُذكر، فأقل حقوق المؤلف على الباحثين، بل على جميع المتعلمين أن يحتفوا بكتابه إذا كان مثل هذا الكتاب يستحق الاحتفاء، وأن ينوهوا به وينشروا ذلك في وسيلة أو أكثر من وسيلة من وسائل الإعلام.

أول تعريف لأي كتاب هو ما يرد في مقدمته، لأنه يبين محتويات الكتاب، وقد يبين المقصود منه.

وقد كتب المؤلف الكريم مقدمة كتابه واضحة كفيلة بذلك قال: (ص 7 -8): (المقدمة):

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد،

فتزخر كثير من خزائن المخطوطات في المملكة العربية السعودية بنتاج عظيم لعلماء نجد، يتفاوت بين كتب ورسائل، وبين مجاميع تفرقت بين المكتبات المنتشرة في داخل المملكة وخارجها، وحين يريد الباحث الوصول إلى شيء منها يحتار في تردده عليها، أو الاتصال بها، أو الرجوع إلى فهارس قد لا تؤدي أحياناً الغرض المقصود.. من أجل ذلك عزمت على القيام بعمل يجمع هذه الآثار والمؤلفات المتفرقة، ووصفها للباحث وصفاً مختصراً يرشده لأماكن حفظها.

وحينما فكرت في هذا الأمر احترت كثيراً، إذ وجدت أنه يحتاج إلى جهد كبير وطويل وممل يستلزم التردد على أقسام المخطوطات المتباعدة، ثم إن الإلمام بجميع المخطوطات والآثار من الأشياء الصعبة، بل والمحالة فبعض المكتبات لم يتم فهرستها وتصنيفها، وبعض الفهارس تكون ناقصة.. وهناك كم كبير من المخطوطات المتناثرة والمتفرقة في المكتبات والخزائن الخاصة في حوزة أُسر علمية تحول بعض الأسباب من الوصول إليها، والوقوف عليها.. ولكن (ما لا يدرك كله لا يترك جله)، والمرء يكتفي بما هو متاح، فعزمت على هذا الأمر متوكلاً على الله، وفعلت ما استطيع من الزيارات المتكررة للمكتبات للوقوف على المخطوط نفسه، أو بمساعدة البطاقات الخاصة لكل مخطوط والاعتماد عليها أحياناً، أو الرجوع للفهارس المطبوعة لبعض المكتبات، أو ما يشار إليها أحياناً في بعض كتب التراجم.

لقد استغرق هذا البحث وقتاً طويلاً لجميع المعلومات، ووقتاً آخر لنقلها ثم تصنيفها - حسب الخطة - ثم نسخ المعلومات والإشارة إلى المراجع حتى اكتمل - ولله الحمد والمنة - بهذه الطريقة في شهر رجب عام 1423هـ، غير أن بعض الظروف وانضمامي للعمل في مركز حمد الجاسر الثقافي مشرفاً على الشؤون العلمية فيه اضطرني إلى تأجيل إصدار هذا العمل أكثر من ثلاث سنوات حتى يسر الله طباعته ونشره.

وفي الأخير أرجو أن يحوز هذا البحث على رضا الله ثم رضا القارئ الكريم، وأن يكون هذا العمل مرآة تعكس للباحثين آثار هؤلاء العلماء، فيسهل الوصول إليها، والاستفادة منها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً: (انتهى).

ثم ذكر المؤلف خطة البحث في الكتاب أعقب ذلك بأسماء العلماء المترجمين في الكتاب وعددهم مائة وخمسون، أولهم في القائمة: إبراهيم بن سيف بن غنيم آل سويلم وآخرهم: ناصر بن محمد بن عبد القادر آل مشرف.

غير أنه أحسن فعلاً حينما بدأ في الكلام الفعلي بإمام الدعوة السلفية شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فذكر أن آثاره (المخطوطة) بلغت أربعين أثراً، أكثرها نسخ مكررة لكتاب واحد مثل (آداب المشي إلى الصلاة) الذي ذكر منه (13) نسخة، ثم (أحاديث في الفتن والحوادث التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون بعده) وذكر أن منه نسخة واحدة.

ثم ذكر بعده ابنه الشيخ عبد الله، فذكر من آثاره المخطوطة (الأجوبة السديدة على المسائل المفيدة) فذكر أنه موجود في مكتبة الملك فهد وفي جامعة الإمام وله صورة في مكتبة الأمير سلمان.

وذكر بعده الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فذكر له عدة رسائل وكتب بخطه وأوضح أماكنها.

وهكذا يمضي المؤلف في كتابه المفيد الجم الفوائد.

ولا ينقص من هذا العمل الجليل إلا كون المؤلف لم يورد في كتابه نماذج مصورة لمثل هذه الكتابات، فمثلاً إذا ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن أورد أنموذجاً واحداً لخطه هو إحدى الأوراق المخطوطة التي ذكرها في ترجمته، لأن ذلك يفيد القراء ويمتعهم، ومع أنه يترتب عليه زيادة صفحات الكتاب، ثم الزيادة في نفقات طباعته فإن الأمر يتطلب ذلك، ويستحق ما ينفق عليه.

أما في الحالة التي عليها الكتاب الآن فإن على من يريد أن يطلع على خط عالم من العلماء أن يذهب إلى المكتبة التي فيها الكتاب ويفتش عنه مسترشداً بما ذكره المؤلف عنه، وقد يكون لا يملك الوقت اللازم لذلك.

إضافة إلى أن تلك المكتبة قد تكون مكتبة خاصة لا يوصل إلى الاطلاع على ما فيها إلا بصعوبة.

لذا نرجو أن يلاحظ المؤلف الكريم ذلك، وأن ينشر نماذج من خطوط العلماء التي يذكرها في الطبعة القادمة فهو جدير بذلك، وهذا الكتاب النفيس يستحقه.

فشكراً للمؤلف الأستاذ (خالد بن زيد بن سعود المانع) ونرجو له المزيد من التوفيق في كتبه وأبحاثه المقبلة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة