Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
ذاكرة
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

رحل الأديب القاص عبد الله السالمي عن عمر ناهز السابعة والخمسين عاماً.. فقد لملم (السالمي) يرحمه الله أوراقه بشكل مفاجىء، كعادة الموت حينما يطل وعلى حين غرة.. كنا فيها معشر أهل القصة على وجه التحديد غافلين عن أحبتنا، وهم كعادتهم يتأملون بالآتي خيراً لعلهم يتصلون بمن حولهم، ويتواصلون مع من تعنيهم حالة الإبداع وانسيالات القصة والرواية.

هاهو الراحل عبد الله السالمي يفاجئنا برحيله، عليه رحمة ...>>>...

معلوماتي عن الراحل عبدالله السالمي قليلة لسببين، أولهما يتمثل في أن الكاتب قد انقطع على المشهد الثقافي والأدبي ولم يعد له نشاط ملموس سوى عمله القصصي الوحيد (مكعبات الرطوبة)، فهذا الانقطاع في التواصل جعل الحكم أو الحديث عن تجربته قد يكون محدوداً.

أما السبب الآخر فإنه يكمن في أنني لا أجد بذلك الجيل تجربة قد أتداخل معها، نظراً لأن هذه التجربة ظلت ولا تزال مرهونة بالتجريب والممارسة الآنية ...>>>...

(لم تكن لي علاقة مباشرة بالأديب القاص عبدالله السالمي، إنما ظللت أقرأ له حتى توقف، وبعد توقفه، التقيته في مكان ما - لم أعد أذكره - فكان السالمي يبني أسوار عزلته. فكان فراقه للقصة القصيرة والرواية موحياً ومؤلماً؛ إذ رأى أن الصمت هو أقرب الطرق وأنجعها في وقت لم تعد القصة مثمرة - حسب رأيه - فها هو يلوذ بصمته عنها حتى فارق الحياة، حاملاً يقينيات كثيرة، أبرزها أن الواقع لم يعد مهيئاً لجماليات ...>>>...

قال السالمي في لقاء قديم معه عن شجون القصة... قال (القصة سيفي الخشبي المكسور لمقاومة هذه اللغة الجائرة) هذا السيف الذي نجاهد طويلا ككتاب كيلا ينكسر ... أحيانا تكسره مكعبات الحديد الصلب التي تمنعه من قول ما يريد وأحيانا أخرى يكسره الأصدقاء... عشاق الكلمة... الذين يتحلقون حول نارها... ويبدون في وهجها أجمل من الحقيقة... هؤلاء... الذين خذلوا السالمي... ومر موته بهم مرورا طفيفا... (ألم يعتزل الكتابة ...>>>...

يعد الأديب الراحل عبد الله السالمي شخصية قصصية مميزة، كان له قصب السبق في تبني رؤى جديدة، وخيارات صعبة في بناء مشروع قصصي حديث، إذ يعد السالمي مع سليمان سندي ومحمد علي علوان أصحاب تجربة جديدة في كتابة القصة بفنياتها الجديدة، حيث تعتمد تجارب هؤلاء على صياغة الحدث بطريقة المنلوج الداخلي، أو الجوار الخفي مع الذات من أجل خلق فضاء استدراكي فاعل في بناء النص. ويعد الراحل السالمي - رحمه الله - صاحب ...>>>...

الأديب الراحل عبدالله السالمي عرف بمجموعته القصصية الأولى والأخيرة (مكعبات من الرطوبة). فكان على مدى ثلاثة عقود اسمه ملازماً لهذا العمل الذي رسخ فيه مفهوم الكتابة القصصية في تجربتنا المحلية.

فقد عرف القاص السالمي -رحمه الله- من خلال كتاباته الأولى في صحيفتي الجزيرة والرياض من خلال أوراقهما الثقافية.. حتى غاب عن المشهد الأدبي، والإبداعي غياباً قطعياً لا رجعة فيه، فلم يعد للراحل أي وجود ...>>>...

إن تجربة القاص السالمي تعد قناة معرفية عبرت من خلالها هذه الأجيال المهتمة بالإبداع القصصي على وجه التحديد.

كما أن تجربته ثرية وفاعلة في وقتها آنذاك؛ حيث قدّر له متابعة المشهد السردي لدينا، ليطلع عن قرب على تجربة ذلك الجيل من كتَّاب القصة من أمثال حسين علي حسين ومحمد علي علوان، وجبير المليحان، فهؤلاء من جيل الوسط، الذين قامت على عواتقهم مهمة التطوير في المشهد القصصي المحلي، ليقدّم السالمي ...>>>...

رحيل السالمي في هذا الوقت هو فاجعة وألم لا يمكن لنا تجاوزها دون عناء ومشقة، لأننا أحوج ما نكون إلى كتاب لهم خبرة في مجال الإبداع رغم تواريهم ونأيهم على نحو ما فعل صديقنا الراحل السالمي قبل موته. لقاءاتي بالراحل السالمي كانت محدودة، فكانت أبرزها وآخرها في مدينة الخبر أثناء توقفه عن الكتابة، حيث ذكر أنه كان متبرماً من المشهد الثقافي، والمعرفي الذي لم تعد فضاءاته رحبة بما يكفي على حد وصفه ...>>>...

تجربة غير مريحة على الأقل.. رضة خفيفة مفاجئة.. تحدث غالباً نتيجة لمحاولة عبور الممر بدون اشعال النور.. ليس الأمر كبيراً.. مجرد خدش صغير سيزول بالتأكيد.. مع ذلك يبقى السؤال.. لماذا نخدش أصابعنا أو أصابع أصدقائنا أحياناً..! كيف تأخذ العبارات البسيطة المتواضعة.. شكلاً مختلفاً في نهاية الأمر؟!.. كيف تفقد بعض الكلمات إيقاعها؟.. وحرارتها.. عندما تصبح مبوبة؟.. هل لا بد للصورة من إطار ما كي تطل من ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة